الجنة تلك السلعة الغالية

بسم الله الرحمن الرحيم

به أستعين والصلاة والسلام على سيد الخلق نبي الهدى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجنة-
----------------------

الجنة ذاك المنزل المأمول من الله عز وجل والجنة وردت في كتاب الله بعدة أسماء هي في

المحصلة لا تعدو كنها تمثل صفاتها وصفة الحال منها :

الجنة – وهي بهذا اللفظ كثيرة التكرار في كتاب الله فهي وصف للنعمة الكاملة في المكان والعيش

دار المقامة – وهي محدودة التكرار وتصف الاستقرار في المكان

دار السلام – وتصف حال ساكنيها بعيشهم بأمن مما يصيب البشر من نوائب

دار الخلد – والخلد هنا تأكيد من الله عز وجل بنفي الموت عن ساكنيها حيث لا حساب لزمن

جنة المأوى – أي نهاية مطاف المؤمن حيث الأيواء هنا السكينة والراحة من غير ترحال

جنات عدن – للتقريب في صفاتها وعدن المكان غزير الماء وطيبه وكثير الخضرة

دار الحيوان – بمعنى الحياة الدائمة الرغيدة بعكس الدنيا حيث الفناء صفتها

جنات النعيم- والنعيم هو ما طاب من العيش والتمني حيث لا يطلب شيئ الا وجد

المقام الأمين- وهي غير بعيدة عن السلام حيث الأمن والطمأنينة في العيش

الفردوس- وهو ما سأله رسول الهدى صلى اله عليه وسلم وهو الربوة العالية من الجنة وتحت العرش

مباشرة

تلك أسمائها التي تنم عن صفاتها العامة أما تفصيل ذلك فيقع تحت عنوان :

( فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )

سعتها ومساحتها
----------------

يخبرنا رب العزة والجلال خالق الزمان والمكان المتوسع باستمرار مخرج الحي من الميت ومخرج

الميت من الحي بأنها :

(جنة عرضها السموات والارض ، اعدت للمتقين )

وخالق الكون الشاسع من لا شيئ قادر على ذلك ومن السخف السؤال أين هي ونحن لا نكاد ولن نستطيع

في المدى المنظور

بكل علومنا أن نتجاوز قمرآ تابعآ لأرضنا فما بالنا في كون أطرافه ملايين السنين الضوئية وما زال يتسع

أكثر فأكثر حتى يأتي أمر الله بطيه

طبيعتها
---------

ليس ما تعودنا عليه من حر وبرد وجفاف وخصب فهي كما يشتهي العبد تمامآ

ترابها ليس طينآ يقذر من يمسه بل مسك بيوتها ليست خرسانة وخشب

بل من الجواهر ثمارها وان ذكرها الله للتقريب من أعناب ورمان ونخيل

الا أنه مختلف تمامآ فلا يؤكل لحاجة جوع بل لمتعة ولا مخلفات له

فالجنة طاهرة نقية نقاء ساكنيها

سكانها
-------

حددهم الله ووصفهم بالوصف العام ( المتقين ) والمتقي من يخاف ويقوم سلوكه

خشية من اتقاه، فيها كل من صلح من الخلق انس وجان صغير وكبير فقير وغني

واتبع أمر ربه وابتعد عما نهى عنه فالتوحيد هو الشرط الاول

والايمان والاتباع والأخلاص في القول والعمل هو الشرط الثاني

فحسب والتفصيل قد يطول

كيف الدخول اليها
----------------

عن جابر بن عبد الله انه قال : خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

يوما( فقال إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول

أحدهما لصاحبه اضرب له مثلا فقال اسمع سمعت أذنك، واعقل عقل قلبك ، إنما

مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل مائدة ثم بعث رسولا

يدعو الناس إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه ، فالله هو الملك

، والدار الإسلام والبيت الجنة وأنت يا محمد الرسول، فمن أجابك دخل الإسلام،

ومن دخل الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل ما فيها) الترمذي

من أفقر ألناس في الجنة
----------------------

هو هذا وأنظروا معي ما يملك بحديث الصادق عليه الصلاة والسلام

يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن آخر رجل يدخل الجنة

(إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً ، فيقال له : ارفع رأسك

مالك ؟ فيقول رأيت ربي ! فيقال له : إنما هو منزل من منازلك ، ثم يلقى رجلاً

فيتهيأ للسجود له . فيقال له : مه !! فيقول : رأيت أنك ملك من الملائكة . فيقول

له : إنما أنا خازن من خزانك ، وعبد من عبيدك ، فينطلق أمامه حتى يفتح له

القصر ، وهو من درة مجوفة سقافها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها ،

تستقبله جوهرة خضراء مبطنة ، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون

الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها

سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته ، وكبده مرآتها ، إذا

أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً ، فيقال له أشرف فيشرف

، فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك)

ومن هو أغناهم وأظننا كلنا نعرفه حبيبنا وشفيعنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم

فهو باذن الله في مقام لا ينبغي الا لعبد واحد من عبيد رب العزة

نسأل الله لحبيبنا الوسيلة والفضيلة التي وعدها الله اياه

واود هنا ان أطرح حديثآ يشدني دائمآ عن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم

فانظروا معي لماذا أحبه أكثر من نفسي :

سأل الصحابي الجليل أبوذر، النبي الكريم لماذا كان يردد من الليل حتي الصباح

الأية الشريفة التي تقول : " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " ؟

فأجابه بقوله الشريف:

( إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن

لم يشرك بالله شيئآ ) مسند أحمد

وفي رواية أخري حين تلا النبي – صلي الله عليه وسلم – هذه الأية فرفع يديه فقال:

(اللهم أمتي " و بكي ، فقال الله ياجبريل اذهب إلي محمد – وربك أعلم – فاسأله

ما يبكيه ! فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله – صلي الله عليه وسلم – بما

قال وهو أعلم ، فقال الله : يا جبريل اذهب إلي محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك)

ذاك هو صلى الله عليه وسلم قلق علينا .... يخاف علينا.... يرجو ربه لرحمتنا...


ونعود للجنة ومقارنتها بالنار وكيف لنا بها في هذه الفتن التي نرى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت

لأهلها فيها قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال فرجع إليه

قال فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها

فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع

إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى

ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا

يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع إليها

فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها)

فلننظر ماذا نشتري ونقارن بأنفسنا ما الثمن ؟

وأختم بهذا الحديث اللطيف عن خير ابن لآدم عليهما السلام حيث الحديث عن

الجنة قد يملأ آلاف الصفحات وجائزة الله لمن آمن واتقى وكفى فوزآ بان يزحزح الانسان عن النار

مع كثرة أشجار الجنة وثمارها, فإن أهل الجنة يرغبون في الزرع, فعن رسول الله

أنه كان يوماً يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلاً من أهل الجنة استأذن

ربه في الزرع فقال له: أولست فيما شئت قال: بلى! ولكن أحب ان أزرع. فأسرع

وبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال، فيقول

الله: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء. فقال الأعرابي يا رسول الله. لا تجد

هذا إلا قرشياً أو أنصارياً. فإنهم أصحاب زرع. فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع

فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ) البخاري

وأخيرآ جنبنا الله بفضله ورحمته ناره وأدخلنا جنته وصلى الله على سيدنا محمد

وآله ومن تبعه باحسان حتى فارق الدنيا

م. عبدالله