إن النجاح والفشل قرينان يرافقان كل مخلوق منذ بداية حكايته حتى نهايتها ويبقى أثرهما إلى مالا نهاية وكل شخص في حياته يسعى إلى الأول ويحذر من أن يقع في شراك الثاني فإن وقع أتى إليه أمله ليأخذ بيده فينهض ويواصل السير وهنالك عدة عوامل تساعد على النجاح وأخرى تجلب الفشل وهي باختصار تتمثل في شيئين البيئة الداخلية والبيئة الخارجية فبعض الناس إذا فشل يحمل اللوم على ظهر البيئة الخارجية وما أكثرهم‘ والبعض الآخر يحمل اللوم على عاى عاتقه وما أقلهم وهنالك صنف آخر يحمل اللوم على الإثنين معا وهذا تجده يحكم على الأمور بواقعية أكثر من الصنفين الآخرين وهذا أفضل من الأول ولكن الثاني أفضل منه بالطبع وحتى لايقول البعض أني لست منصفا في ترتيبي هذا رغم أن هذا الصنف واقعي أكثر من الثاني إلا أن الواقع لا يسير دائما على نمط معين أو خط متساوي في مجرى الحياة فكم هنالك من الأمور التي نلاحظها في حياتنا اليومية أو نتعرف عليها ونشاهدها في وسائل الإعلام أو حتى نقرأها في كتب التاريخ بل قد نسمع دوي صداها على ألسنة الناس تخالف الواقع تماما فعلى سبيل المثال تجد طالبا ينجح بل يتفوق في دراسته بين زملاءه بالرغم من عدم توفر بيئة مناسبة لمذاكرته فتجده يتيم لا يوجد من يقوم بتوجيهه وتجده فقير لا يجد قوت يومه فضلا عن مصاريف دراسته فيعتمد على عوامل القوة في بيئته الداخلية ويدهس بقدميه على جميع المعوقات المتمثلة في بيئته الخارجية بل يجمع ركامها كله ليطئه ويعتلي به على منصة النجاح بكل إصرار وعزيمة في المقابل تجد آخر يدرس معه ولديه كل المقومات لأن يتفوق ورغم كل ذلك تجده يتفنن في اختلاق الأعذار لنفسه بل وقد ينجح في اقناع من حوله بسوء صنيعه وهنالك أيضا نجد تاجرا كبيرا ابتدأ من الصفر حتى وصلت أملاكه إلى عنان المليارات فحمل الأرقام التي كانت في مخيلته من يسار الصفر إلى يمينه فحول الأمنيات إلى معطيات وكذالك الحال مع الحاكم الناجح تجده ينقل بلاده من ويلات ومستنقعات الفقر وضيق النكد إلى محاسن ومرتفعات الغنى وسعة الفلاح من دون أن يكيل لنفسه وأتباعه الأعذار والحجج فهذا كله وأكثر يجعلنا نجزم بأن الواقعية ليست مطلقة في كل الأمور بل قد تنساق وراء الطموح والعزيمة وكلاهما يهدي إلى الفوز والنجاح أما الأعذار فهي من موجبات الخسارة والفشل فالخلاصة انه أذا سعيت وراء نجاحك وأخطأت فلا تبرر ولكن كرر فالإنسان ملك نفسه كالأسد في الغابة إما أن يقع في وكر الصياد ويصبح ذليلاً وإما أن يغدو إلى عرينه فيصبح أميرا وفي الأخير لا يسعني إن أقول إلا هذه العبارة إذا كنت تختلق الأعذار فأعلم إنك تعاني من الفشل...