أحمد مليجي
عدد المساهمات : 63 نقاط : 151 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/08/2010 العمر : 56 الموقع : مدونة الكاتب أحمد محمد مليجي
| موضوع: «ضيوف» داخل أوطانهم! الخميس أغسطس 12, 2010 12:04 pm | |
| «ضيوف» داخل أوطانهم!
الخميس, 04 مارس 2010
أحمد محمد مليجي
يعيش المغتربون خارج أوطانهم حياة بلا طعم ولا لون، فمهما كان المقابل المادي أو حياة الرفاهية التي
يعيشها بعضهم في الخارج يظلون مثل الطيور المهاجرة التي تنتظر لحظة رجوعها إلى عشها، يبحثون عن
الراحة النفسية والطمأنينة التي غابت عنهم كثيراً منذ لحظة سفرهم، فالضرورة القصوى وسعيهم وراء
تحقيق أمانيهم وأهدافهم أجبرت الكثير من الناس على ترك بلادهم من أجل الحصول على لقمة العيش
وتحسين أوضاعهم المادية والمعيشية، فكما يقول المثل «ايه اللي رماك على المر قال اللي أمر منه»،
فليس هناك مرارة توازي أو تساوي مرارة الغربة أو الوحدة التي يعيشها الكثير من المغتربين في الخارج.
إن المعاناة الحقيقية التي تسيطر على عقلية المغترب وتشغل فكره كثيراً، سؤاله لنفسه كيف يستقر ويعيش
وسط أهله ويعود إلى بلده نهائياً بلا عودة إلى الغربة مرة أخرى، فشهر أو شهران تلك الإجازة السنوية
التي يحصل عليها بعض المغتربين كل عام ويقضونها في بلادهم تجعلهم مثل الأغراب السياح والأجانب
الذين يذهبون إلى بلادهم، فعلى سبيل المثال إذا سألنا هؤلاء كم من الوقت تحتاجون حتى يتعرف عليكم
أسرتكم وأصدقاؤكم؟ وكم من الوقت يستغرق حتى يرجع أبناؤكم إلى أحضانكم التي فقدوها، ويحسون أن
هؤلاء هم آباؤهم الذين كان يتحدثون معهم في الهاتف أو أي وسيلة اتصال أخرى؟ هل سيزاح الخجل
والفوارق التي صنعتها سنوات الغربة بين الآباء والأبناء في لحظة؟! كالتي تظهر على وجوه بعض الأبناء
عندما يشاهدون آباءهم بعد غياب مدة طويلة من الزمن، إن الكثير من الأبناء الذين وصلت أعمارهم ما بين
عام وعشر سنوات يجدون صعوبة في مخاطبة آبائهم بصورة تلقائية عند عودتهم من الغربة، خصوصاً
الذين يقضون عاماً أو أكثر فيها، وهناك الكثير أيضاً من الأبناء الذين تتعدى أعمارهم عشر سنوات لا
ينفذون أوامر الآباء الذين غابوا عنهم عاماً فأكثر، وبعض الأبناء خصوصاً الذكور ينتظرون انتهاء فترة
إجازة والدهم وعودته إلى الغربة مرة أخرى بفارغ الصبر، لأنهم يعتبرون وجوده عبئاً عليهم وعلى
حريتهم، فلم يتعودوا على هذا الصوت الخشن الذي يقف أمامهم، ويحاسبهم وينتقدهم كل آن وآخر، فهم
يرون أن حريتهم في خروجهم ودخولهم المنزل من دون تساؤل أو حساب، لكي يسهروا ويلعبوا كيفما
يشاؤون وبحرية تامة، فالأم مهما بلغت شدتها أو بلغ حرصها على تربيتهم تربية صحيحة نابعة من خوفها
على مستقبلهم أو انحرافهم مع أصدقاء السوء لا يمكنها السيطرة على أبنائها بصورة كاملة، أو أن تتعامل
معهم بحزم مثل والدهم، ومن ناحية أخرى نجد الكثير من الآباء الذين يقضون إجازاتهم السنوية كل عام لا
يرغبون في استخدام الشدة مع أبنائهم أو توجيه الانتقادات اللاذعة لهم حينما يرون أخطاءهم أمامهم، فكل
تفكيرهم عندما يجلسون معهم ينصب في كيفية تعويضهم عن فترة غيابهم وسعادتهم، حتى لو كان ذلك على
حساب تربيتهم أو تحسين سلوكهم لأن الكثير منهم يعلم أن فترة وجودهم معهم غير كافية لإصدار الأوامر
وتنفيذها، وفي الوقت نفسه لا يرغبون في مشاهدة دموعهم على خدودهم لأي سبب من الأسباب، بل يتمنون
أن يروا الفرحة والابتسامة الدائمة طوال فترة وجودهم معهم قبل أن تأتي لحظات الوداع ولحظة خروجهم
من بيوتهم بعد أن عاشوا ضيوفاً على أوطانهم.
جريدة الحياة http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/115325 | |
|
محمد حسن كامل رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
عدد المساهمات : 645 نقاط : 1180 السٌّمعَة : 21 تاريخ التسجيل : 31/03/2010 العمر : 68 الموقع : إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
| موضوع: رد: «ضيوف» داخل أوطانهم! الأربعاء أغسطس 25, 2010 5:35 pm | |
|
أخي المفضال الكريم
أحمد محمد مليجي
يتعثر فهم الإنسان في تحديد قيمة المكسب المادي سعياُ وراء بريق حفنة من (( الدراهم أو الدنانير)) فنراه
يعبرالفلاه ويتسلق الجبال ويغوص في البحار لعله يعود إلى ذويه بصيد ثمين , وعند العودة يجد نفسه غريبا
غير مرغوب فيه حينما يكتشف ان تلك الحفنة من (( الدولارات)) لا تبتاع زمان قد مات وعرف مات
وحل بالاسرة تمزق وشتات.....!!!
ويعود إلى غربته بين الامس واليوم......واي غربة وشتات.......؟
تحية من وراء البحار
محمد حسن كامل
| |
|
عمر أبودقة
عدد المساهمات : 192 نقاط : 218 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 02/04/2010
| موضوع: رد: «ضيوف» داخل أوطانهم! الخميس أغسطس 26, 2010 4:02 pm | |
| - الكاتب الرائع أحمد مليجي المحترم
شدني العنوان وفي ذهني فكرة
غرباء في أوطانهم
ولكنك لطفتها بقلمك البارع ووصفت فكرة واقعية نعاني منها
جميعاً , فكل واحد منا لابد وأن ُدهش لموقف من هذا الفارق بين
الآباء والابناء حين يجتمعون بعد بضع سنين !!!
ومع أنك ذكرت المرارة وحرقتها في قلوب من اضطر للسفر بعيدا
عن الأهل والأوطان ,وهذه يمكن قياسها ومعالجتها بالمتابعة
وقرار جاد بالتضحية لقاء عدم ضياع الأسرة .
لكن الأَمَرْ سيدي حقاً هو الغربة الحقيقية لمواطن يسكن بلده
ومورس عليه القهر والتهميش ,ليعيش غربة نفسية وروحية
وإجتماعية, فيحرم من المشاركة بالرأي واقعاً وحتى على
النت !!!!
هنا الطامة الكبرى ....
| |
|
أم شهد مشرفة قسم المرأة
عدد المساهمات : 275 نقاط : 371 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 13/06/2010 العمر : 56
| موضوع: رد: «ضيوف» داخل أوطانهم! الجمعة أغسطس 27, 2010 4:53 am | |
| استاذنا الفاضل هناك مثال أشد واقسى من الذي ترك بلده بحثا عن المال والمعيشة هناك من ترك بلده مجبرا أو مهجّرا بحثا عن الأمن والأمان ومنهم من لايستطيع ان يكون ضيفا خفيف الظل في بلده بقى بعيدا يعيش بين احلام العودة
امنياتي الطيبة | |
|