نزار الكردى
عدد المساهمات : 25 نقاط : 62 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/04/2010 العمر : 50
| موضوع: عندما ينطق الرعد ( المشهد الثانى ) الثلاثاء يوليو 27, 2010 5:23 pm | |
| يضاء المسرح بضوء خفيف .....يظهر فى أعلى المسرح كرسى العرش بحيث يكون الوزير عن يمينه والمحظيات عن شماله . تسلط دائرة من الضوء على الكاهن الأكبر الواقف أمام باب المعبد ( صوت موسيقى خاصة بالعبادة )...بعد إنتهاء الموسيقى
الكاهن : يتمتم بصوت منخفض ثم يعلو الصوت تدريجيا
باسم الكلمات المقروءة فى كتب الرب باسم الماء وباسم الأرض وباسم الحب باسم البعد وباسم القرب اطلق غيمك كى يتصارع ويجىء الرعد
( يعلو صوت الموسيقى ثم ينخفض تدريجيا ) ويعود الكاهن لأداء صلاته . يا قوة صوت الماضى إلى المجهول هل من عودة ؟ أصرخ ما أصعب نوم الوحدة أصرخ كى يأتى صداك من الأيام الممتدة يا قوة صوت الماضى إلى المجهول هل من عودة ( يسكت فجأة ) ماذا ؟ قادم... القربان إرفع صوتك حتى يخترق الآذان لا ترحل عد إجمع كل قواك وردد من خلف فضاءات الكون توحد لا ترحل....لا ترحل ...عد يا ملك القوة والمجد.....عد.....عد
( يضاء المسرح بالضوء العادى )
الوزير :
لا شىء
الكاهن :
ما ذال ينادى من خلف الكون الآخر يتغرغر بالكلمات ويقذفها يعطيها القوة كى تتحدى سيف الغيم وفرسان الريح
الوزير :
لكن هل من أمل يأتى بالروح المسروقة بين الرعد
الكاهن :
الأمل هناك يأتى بالغيم المصلوب على قضبان النجم الراحل يتصارع......يتقاتل نسمع أصوات الموتى بين سيوفه تدعوا للملك الغائب أن يرجع فيعود
الوزير :
لكنى رأيتك تستجمع كل قواك لتسمع صوت الملك الغائب وسمعتك تنطق بالصلوات وتزف ترانيمك فى ثوب العرس فتعود إليك الكلمات قربانا ينذر للشمس كى ترحل خلف الأمس كى تأخذ قيلولتها تحت جناح الطير الأعظم فتثير بداخله الشهوة كى يتمخض بالغيم أى القربان يريد
الكاهن :
الغائب يرغب فى محظيته الأولى
الوزير :
لا
الكاهن :
لا
الوزير :
عذرا لم أقصد لا تغضب حتى لا تتبعثر روحى من جسدى تتطاير كل دمائى من أوردتى عذرا سامحنى يا صلة الوصل إلى المجهول
الكاهن :
فلماذا تعترض الكلمة أن تخرج
الوزير :
أنا لم أقصد لكنى أتساءل كيف ستذهب ؟ هل ستعود ؟
الكاهن :
هل قربان الموتى يرجع ؟!!! الوزير :
ولماذا الملوك تعود ؟!!!
الكاهن :
إن الرعد يأتى بالملوك ولا يأتى بالقرابين الوزير :
ولماذا محظيته الأولى ؟ فهناك الأجمل من تتقطر شهدا فوق ذراعه من تسقيه خمورا من شفتيها من ترشقه بالنظرة فيسير إليها مسحورا لينام على كتفيها أنظر ( يشير إلى المحظيات ثم يقترب منهن ) يمسك بيد إحداهن خذ تلك ( يدورها بيده ) ما أجملها حين تميل على جسد يرجو العودة يمتزجان ترتشف الأعضاء الأعضاء يتحدان فيصير الموتى أحياء ( يتركها ويمسك بأخرى ) خذ هذه من تملك جسدا شتويا يسقط أمطارا تحيى الجسد الميت من تملك برقا ...رعدا...نارا خالدة لا يخمدها حتى الوقت خذ هذه عينها دوما ظامئة ...ساقية ترغب من يشربها....يشربها يدلو دلوه فى عينيها النائمتين كى يجمع سر القوة ويعود خذ أيا منهن فلماذا محظيته الأولى ؟
الكاهن :
هو يرغب فى ذلك
الوزير :
يا كاهن سيدنا الأعظم من ترغبها قربانا كى تمثل بين أيادى المعبد وتذوب على أنفاس تلاواتك ما زالت محظيته الأولى والسيد يرغبها حين يجىء الرعد كى تمسح عنه غبار السفر المبعد ماذا ستقول إذا عاد وسألك ؟ هل تخبره بالقربان ؟ هل سيصدق ؟ كيف ستمنع عنك وعنى ؟ بطش السوط وزمجرة القضبان خذ هذه ما أجملها حين تنام كإسفنجه تمتص الرعشة من جسدك وتصب الخمرة فى حلقك وتشكلها بين ضلوعك كيف تشاء ما أجملها لو رقصت فتهز المعبد تتبعثر بين يديك....تتوحد تتقطر نارا .....تتجمد خذها ما أجمل تلك العين السمراء ثم اسأل ثانية سيدنا هل يرغب فى محظيته الأولى ؟ الكاهن :
سأحاول لكنى أخشى غضبه
الوزير :
حاول
( يتجه الكاهن إلى مكان الصلاة ويخفت الضوء وتعلو الموسيقى ) بعد فترة .
الوزير : هل وافق سيدنا ؟
الكاهن :
وافق
الوزير :
خذها واذهب حيث تشاء واجعل كلماتك تنجب بين ذراعيها أرضا وسماء فجميع المحظيات سواء وبديل الأشياء يغنى حينا عن بعض الأشياء
( يتقدم الكاهن إلى المحظية ويأخذها ثم يسيران إلى داخل المعبد مع صوت موسيقى هادئة ثم يتغير نوع الموسيقى إلى موسيقى خاصة بالرقص ثم تبدأ المحظيات فى الرقص )
الوزير : ( يشير الوزير بيديه فتتوقف الموسيقى وتتوقف المحظيات عن الرقص )
ها أنتم نفضتم عنى غبار الزمن الماضى وفتحتم نافذة للآتى وطرقتم فوق جدار القلب ليستيقظ ثانية من بعد دوام النوم اليوم اذهبن جميعا إلا أنت ( يشير إلى محظية الملك ) ما ذلت أناوش قلبى حتى بعد رحيله فالصبر أخيرا أثمر والثمرة بين يدى هل أتركها ؟ هل أستعوض عنها بشراب الصبر المر ؟ أم أقطفها ؟ آخذها بين ذراعى وأطير إلى ملكوت آخر أعصرها قطرات من عنب أسقيه لكل الطير حتى يرفع أجنحته يجعلها ظلا يحمينا من وهج الشمس يأخذنا لليوم القادم لا للأمس يلقينا فوق سرير من ريشه لننام عليه بلا أزمان
المحظية :
لكنى محظيته الأولى
الوزير :
محظية من ؟
المحظية :
الملك
الوزير :
هل ملك غيرى ؟
المحظية :
هذا العرش لمن ؟
الوزير :
له
المحظية :
وأنا ؟
الوزير :
لى
المحظية :
كيف ؟
الوزير :
هذا الكرسى الغاضب من طول جلوسه لا يملك قلبا مثلى لا يملك عشقا مثلى لا يملك نارا مثلى لو أخرجت النار الجاثية على صدرى لاحترق الكرسى واحترقت تلك القاعة واحترق الكون فابتعدى عن نارى وانغمرى فى ماء الشوق
المحظية :
لكنى
الوزير :
لكنك لا شىء امتثلى للطاعة فأنا من يحكم بعد غياب الملك من يأمر من ينهى فأنا الآن............( يدخل الجلاد قبل أن يكمل الجملة )
الجلاد :
مولاى الوزير
الوزير :
ماذا ؟
الجلاد :
السجين المغرور بطول لسانه ما زال يسب الذات الملكية يتشدق بالكلمات اللاذعة ويقذفها فى وجهى حتى أخرجنى من جلبابى المتسامح فجلدته
الوزير :
الشاعر ثانية
الجلاد :
الشاعر يا مولاى
الوزير :
إعتاد المجنون بوهم النطق المخدوع بعشق الحق المتسلق فوق الأشجار الخاوية البطن يأمل أن ترفعه للشفق المرسوم بعينيه لكن الشفق بعيد والبحر عنيد مملوء بالجلادين وبالكهان وبال............... هل ينجو ..........لا يغرق لا بد بأن يغرق حتى تحيى الريح وتحيى الأمواج ويحيى الجلادون
المحظية :
هل من يرغب بالشفق المرسوم بعينه مكتوب فوق جبينه أن يغرق ؟
الوزير :
نعم
المحظية : هل لى بسؤال آخر
الوزير :
قولى
المحظية :
لو كنت أنا كأسا من خمر تشربنى ؟
الوزير :
ما أجمل خمرك حين يغرد فى رأسى يجعلنى عصفورا أسبح
المحظية :
لو كنت انا كأسا من سم تشربنى ؟
الوزير :
ما أجمل سمك حين يعربد فى بطنى فالعاشق دوما يجرح
الجلاد :
كيف ؟ هل يهوى إنسان عاقل طعم السم ؟!!! عشق الجرح ؟!!!
الوزير :
يهوى يا عاقل
الجلاد :
كيف ؟
الوزير :
أنت
الجلاد :
أنا
المحظية :
نعم أنت هل تقدر ألا تجلد يوما ؟
الجلاد :
لا
المحظية :
فإذا تهوى لون الجرح والشاعر ايضا من أجل الرغبة .....من أجل النطق يهوى أن يغرق
الجلاد :
ماذا ؟!!! نفس الكلمات الأخرى نفس النظرات اللامعة الأخرى وكأن صداه هنا وكأن البحر انفلق ليخرج ظلا آخر وكأن الطير المحبوس بقضبان الوهم قد ترك السجن وهاجر ( يقترب منها ويشم زفيرها ) نفس الأنفاس وكأن القلب هناك القلب هنا مولاى إنى لأشم خيانتها
المحظية :
لا......لا....لم أقصد شيئا غير...........(تصمت )
الوزير :
غير ماذا ؟
المحظية :
لا........لا......لا شىء
الجلاد :
مولاى
الوزير :
دعها فأنا أعرفها فهى كالمرآه تنظرها فتشاهد وجهك لكن لا بد بأن تمسحها حتى تظهر دوما أجمل وهى ترغب أن أمسحها بالعطر لا أن تمسحها بسياطك إذهب انت وأنا سأقرب كل الشجرة وأهش الطير الأسود من فوق الغصن حتى تصبح بيضاء كسماء الصيف طائعة كنساء الخوف جارحة كأظافر حد السيف
الجلاد :
والشاعر يا مولاى
الوزير :
الشاعر بالغد آتينى به حتى أجعله كالمرآه...................مرآة المحظية | |
|