منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب ترحب بك عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل تفضل بالتسجيل هنا حتي تستطيع مشاركة كبار كتاب الوطن العربي والحوارالمباشرمعهم
نتمنى قضاء أمتع الآوقات بصحبتنا
مع تحيات إدارة إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب ترحب بك عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل تفضل بالتسجيل هنا حتي تستطيع مشاركة كبار كتاب الوطن العربي والحوارالمباشرمعهم
نتمنى قضاء أمتع الآوقات بصحبتنا
مع تحيات إدارة إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب

إتحاد الكتاب والمثقفين العرب منتديات ثقافية إجتماعية تضم خيرة أقلام الوطن العربي ومفكريه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اهداء الى الرفيق العزيز حامد الرعد‏‏ / د. لطفي الياسيني
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2018 8:59 pm من طرف لطفي الياسيني

» تهنئة للطوائف المسيحية المحتفلة بعيد احد الشعانين غدا / د. لطفي الياسيني
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالجمعة أبريل 07, 2017 11:29 pm من طرف لطفي الياسيني

» غموض البياض الأخير
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 21, 2017 2:43 pm من طرف محمد الزهراوي أبو نوفل

» اليأس سم النجاح
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2015 6:27 pm من طرف عبد الرحمن محمود

» الديمقراطية.. هل تناسبنا؟
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2015 5:56 pm من طرف عبد الرحمن محمود

»  كلابيب الفشل وبراثن النجاح
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 12:50 am من طرف عبد الرحمن محمود

» كلابيب الفشل وبراثن النجاح
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 12:08 am من طرف عبد الرحمن محمود

» كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن مباشر دون احالة
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 11:45 am من طرف عبدالرحمن المعلوي

» كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن مباشر دون احالة
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 11:36 am من طرف عبدالرحمن المعلوي

» رواية من سيفوز في مباراة التنس مجزاه
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 21, 2015 6:27 pm من طرف احب ان اكون مؤلفة


 

 الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ريــم العيـساوي

ريــم العيـساوي


عدد المساهمات : 33
نقاط : 85
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/06/2010

الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Empty
مُساهمةموضوع: الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي   الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي Icon_minitimeالجمعة يونيو 18, 2010 2:09 am

القسم الثالث من القراءة ( أرجو من القراء الكرام قراءة الدراسة من قسمها الأول )

نيفرا: هي ابنة أخت بو حسن قارط ، فتاة رائعة الجمال عيونها خضر تشبه الغابة فارعة الطول توطدت العلاقة بينها وبين مرزوق تبدو فتاة تركية لكنها تحن إلى جذورها العربية، فهي رمز الفئة الاجتماعية التي فقدت جذورها العربية بتغريبها وهي التي تبحث عن هويتها وأصولها فهي تقول لمرزوق :

"لماذا لم تأت أيام الطفولة .. إنني كنت أبحث عنك ... "وقالت : بل كنت تشبثت هناك (أنطاكيا) وأعلنت أنني عربية حتى وإن تبرأ أهلي مني.. لم أجد نفسي من ذلك الزمن أضعت أشياء كثيرة وضعت أنا من بينها ولم أجد نفسي من ذلك الزمن "

تبدو نيفرا رمز العربي المغترب الذي يحس بالضياع صوّرها الكاتب في الرواية ذات وعي وموقف من جدلية الإنسان مع الزمن.. " تقول : يأسف الإنسان على كل لحظة مرت في حياته دون تحقيق ذاته "

وصفها الكاتب على لسان مرزوق " نيفرا اسم على مسمى فهي نافرة النهد والشعر وأشياء أخرى وأن لجسدها لغة خاصة وثقافة خاصة. ومن ملامحها الجرأة والتحرر وخاصة في بناء علاقتها بمرزوق ومبادرتها السريعة للانصياع، وصف الكاتب على لسانها : "كنت أتمنى أن أحضنك وأقبلك، كم كانت ملامحك رائعة وأنت تتكلم، وكم كانت ابتسامتك مثيرة" (ص 111)

ونيفرا دفعت بها جرأتها أن تدعو مرزوق إلى الحمامات المعدنية للالتقاء به، ووصف الكاتب تحررها المفرط حين "التف ذراعها على رقبة مرزوق وهي شبه عارية" (ص117)"واستدارت لتلتوي عليه وهي تهذي أحبك، أموت فيك" (ص 118) .

وإن كانت نيفرا عربية الأصل لكنّها ذات طبيعة إفرنجية لما فيها من جرأة وتحرّر فقد كتبت لمرزوق شقتها التي ابتزّتها من زوجها ظلما هياما بمرزوق وحاولت شراء الحب بالمال مما لا يتوافق وقناعات مرزوق الشاعر العربي الواعي وعبّر كريم معتوق عن صدق إحساس الشاعر مرزوق بقوله :" أحسّ مرزوق أنّ نيفرا بكلّ ما فيها من جمال وأنوثة تفتقر إلى المشاعر الإنسانية النبيلة ، وإلى العدالة الاجتماعية والحقّ، إنّها بلا أيّ مبدأ في هذه الحياة " ( ص 191 )

"ولنيفرا طبيعة حب الانتصار والرغبة الكبيرة في أن يسود رأيها وفيها حب التملك تفرضه بطريقة مثيرة فلا يشعر الإنسان أنّها تفرض رأيها"(ص 158 )

ليلى :الفتاة التي تعرف عليها مرزوق في الباخرة وهو عائد من قرية كوك شدرة

وهي رسامة ، تعلقت بمرزوق وعاشت معه مغامرة جريئة وهي شخصية رمزية تساهم في تقوية الشعرية في الرواية ، ذات جرأة غير عادية فهي مطلقة بدعوى الزواج لا يساعدها على الإبداع .

رمز لحاضر الأمة العربية الضائعة ، وفي تعريتها نفسها دلالة قوية على مسؤوليتها في فعل التعري ، وهي مخلوق ضعيف يبحث عن منقذ :" بدأت تبكي على صدره ومرزوق لم يكن يعرف مصيرها " وهي لا تتدخل في شؤون أمّها بمعنى غائبة عن قضايا أمّتها وتاريخها :" حاول مرزوق أن يفتح معها موضوع أمّها ولكنّها لا تعطيه الفرصة ,هي في حالة ذهول :" ألقت القصيدة وهي في حالة ذهول لم يصل لها فيها شيء " ( ص 100 ) وليلى لاتعي الهم الوطني ، إذ يقدم لها مرزوق قصيدة حزينة في واقع الأمة العربية فتقول له قصيدة رائعة .

وشخصية ليلى شخصية نامية فهي تحوّلت من سطحية الرسم لصور نساء عاريات إلى رسم لوحات فيها فرسان .

أما أمّها المسنّة والثرية ( رمز الأمة العربية )فهي محل طمع للطامعين يمثلهم الفتى رامي الذي يرمي إلى المادة ولا يرمي إلى الحبّ ، أم ليلى هي الأمة العربية الذاهلة عن مصيرها :" رغم أنّها لا تملك من الأنوثة دليلا غير كلمة أنثى في شهادة ميلادها ، لديها شاب وسيم "

الشخصيات الثانوية :- الجدة- الشبان العرب- السيد رحمي - زوجته

- مصطفى ابن السيد رحمي - زوجة مصطفى- عثمان البودر-الدكتور محمود الخرداوي- يوسف- سلوى- هدى _

سلامة الجفالي

شاب فلسطيني أنهى دراسته الثانوية في غزة ثم هرب منها لسوء المعاملة في عهد جمال عبدا لناصر الذي كان يعطي امتيازات لطلبة غزة في تلك الفترة بعد حصوله على منحة دراسية تابع دراسة الطيران في باكستان وانتمى فيها بالجماعات الإسلامية وتعرف على جماعة الدعوة وطوائف أخرى، اضطر إلى تعاطي الحشيش وطبعت شخصيته بتناقضات مدينة لاهور، تضامن مع حزب العمال الكردستاني وخلال تدربه على الطيران أصيب بحادث كسرت فيه رجله، منتم إلى عديد من الجمعيات العربية والدولية بالتعاطف مع المؤسسات الإنسانية ، خسر خطيبته بعد كسر رجله، ومنذ ذلك الوقت وهو فاقد للأمل يحس أن الدنيا خالية مما يستحق أن يعيش من أجله. وهو في عين مرزوق مراهق سياسي متأخر مختلف عنه في التفكير وفي مفهوم الإنسانية .

الدكتور محمود الخرداوي

من لواء الاسكندرون بأنطاكيا طبيب عمل في ألمانيا وأخذ الجنسية الألمانية تاجر بالأجهزة الطبية وتلاعب بأوراق التصدير فاكتشف أمره ، واتهم بالتهرب من الضرائب والتحايل والتزوير فأوقف عن ممارسة مهنته، ثم فتح مكتب للسياحة وعمل في تزويج الشباب العرب من ألمانيات كي يحصلوا على الإقامة والجنسية الألمانية مقابل مبلغ من المال. يصف الكاتب هذا الدكتور أنه زوج زوجته لأكثر من شاب عربي ولما أراد الفرار من القانون أصيب بحادث ماتت فيه زوجته وابنه وفقد هو الذاكرة التي عادت له بعد ثلاثة أشهر استرجع اللغة التركية والألمانية أما اللغة العربية قد ظل لا يتذكّرها. دافعت عنه نقابة الأطباء وأسقطت عنه كل التهم وخصصت له راتب شهري. رمز به الكاتب بالإنسان العربي المنبتّ الفاقد للذاكرة العربية.

ما الذي يجعل من شخصيات الرواية شخصيات شعرية ؟ فالروائي وإن رسم شخصياته من الواقع فهي تبقى رموزاً ، وإن جعلها تحيل على نماذج بشرية بعينها فهي تبقى دالة على فئات.

تقوم رواية " حدث في إسطنبول" على عدد كبير من الشخصيات، منها الرئيسة ومنها الثانوية، فالسارد مرزوق شاعرٌ ولكن ملامحه تبقى غائمة غير واضحة لأنه يمثل رمزاً للمثقف العربي الذي يعيش الضياع. لا نرى إشارة إلى ملامحه الفسيولوجية ، ماعدا ما جاء على لسان ليلى ونيفرا وما بدا منهما من إعجاب وعشقٍ.

فمرزوق المثقف الواعي في أعماقه شيء من حزن بو حسن قارط وفي أعماقه شيء من جنون ليلى ، وهو مثال للمؤمن بالقيم، وعندما نجمع كل القرائن المتعلقة بشخصية مرزوق تظهر لنا صورة البطل المثالي ، الذي ضحى في سبيل رد الحق لأصحابه، وهو المثقف ثقافة عالية ، ثقافة سياسية وثقافة أدبية وثقافة اجتماعية وخبرة في نفسية الناس، ومرزوق هو الحب الرومانسي وهو الكريم بماله فهو صورة الرجل كما تحلم به كل امرأة

ونيفرا رمز الإنسان الذي فقد هويته وقيمه وليلى رمز المرأة العربية التي تبحث عن جذورها وهدى هي رمز الإنسان الذي يجهل جذوره وأم ليلى هي الأم العربية في فترة ازدهارها الحضاري، والشبان العرب مختلفي الجنسيات كل واحد منهم يمثل رمزاً لجيلٍ ولفئةٍ.

فالشخصيات كلها رموزٌ للمجتمع العربي الذي يعيش حالةً من اليأس والضياع والعجز.

الشخصيات الثانوية كثيرة

شعرية المكان والزمان :

إن مبحث الزمكان مبحث سردي بالأساس يصعب بروز المستوى الشعري فيهما، كيف يصير هذان العنصران مولدين للشعرية؟

المكان في الرواية مرجع يوهم بواقعية الأحداث ووظيفة المكان في الرواية تحدد إطار تحرك الشخصيات وتوثق علاقتها بمرجعها وخاصة في الرواية الواقعية. أما المكان في الشعر فصورته من خلال ذات الشخصية إذ يتوارى الوجود الفيزيائي المرجعي للمكان ليحل محله الوجود اللغوي المتلبس بأحوال الذات، في ذلك فالمكان يرتبط بالوظيفة الانفعالية ويشحن بطاقة من الذاتية والمشاعر.

والمكان في رواية "حدث في إسطنبول" لكريم معتوق جاء مرجعاً موضوعياً (إسطنبول ، بيروت ، غزة، ألمانيا، باكستان، لبنان، تونس ....الخ ) ، كما جاء المكان مكتسباً أبعاداً ذاتية موسوماً بسمات شعرية، تتوزع الأحداث في الرواية بين مكانين رئيسيين هما مدينة إسطنبول وقرية كوك شدرا. والمتأمل في حضور هذين المكانين في الرواية يلاحظ أن تحديدهما لم يكن تحديداً موضوعياً غايته تحديد إطار الأحداث والحكاية بل كان في أغلب الأحيان تحديداً ذاتياً مرتبطا أشد الارتباط بحالة الذات، ذات الشاعر مرزوق، ومدينة إسطنبول ذات حضور مكثف في الرواية، هي المكان التي لاذ إليه منصور هروباً من حزنه وهروباً من انتمائه. وإسطنبول هي المدينة التي رجع منها يحملها في أعماقه يقول في طائرة العودة .. " ما زلت في أجوائها ورائحتها، لقد ترك فيها ذكريات حبه ومن شباك الطائرة يرى بقلبه نيفرا وليلى وبوحسن ويرى ويرى .... "

اسطنبول مدينة الذكريات الجميلة، ذكراها تثير فيه الحزن الشديد عبر عنه مرزوق شعراً في قصيدته التي مطلعها " تبناني بكاءٌ وحنينٌ وكدر" (ص 7).

اسطنبول دخلها ودفتره أبيض الصفحات وعاد منها ودفتره يفيض قصائد عاطفية كما هو فؤاده مشحون بكتلة من الأحاسيس.

إسطنبول بمفاهيمها، ملتقى كل الفئات الممثلة لكل الشرائح الاجتماعية وكل الجنسيات والكاشفة لكل السلوكيات.

مدينة يلوا وقرية كوك شدرا، هو المكان الذي فرّ إليه مرزوق هروباً من صخب المدينة، وجد فيها الطبيعة الرائعة ، قرية كوك شدرا كثيرة الأشجار ذات الخضرة ممتدة خلف الفندق الذي استراح فيه مرزوق وجدها ملاذاً يصلح نفسيته التي شوهتها الأحزان.. " إن لم يحتم بغابات كوك شدرا وأنسامها الصيفية الباردة ليلاً ، هذه القرية على موعد معه إنها أكبر من أن تناصفه حزنه، إنها أكبر فالتدخل موسيقى المساء بزوايا صدره المكتظ بالحزن وبالليل الخرافي الطويل" (ص 52)

وجد فيها مرزوق ألفة كبيرة مع الأشخاص والأمكنة.

لا تخلو الرواية من صور للمكان الموضوعي مثل صورة إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية ذات الملامح الشرقية وكثيرة المساجد والانتماء الإسلامي.

بيروت هي ذكرى حبٍ عذريٍ في حياة مرزوق، يتذكر سلوى حبيبته تتأبط يده في الساحة الحمراء ويرسم مدينة حمدون الموحشة.. " مدينة تتحول في الليل أشباح بعد هجر أهلها "

لواء الإسكندرون بأنطاكيا بلد بوحسن، ذلك الركن المنسي في الخارطة العربية، كأن التاريخ الحديث قد أسقطه من دفاتره. يصف مرزوق أرضها وصفاً مشحوناً بالعواطف .. " فالأرض كالإنسان يعرف أصحابها وتبدع لمحبيها من خيراتها وإن خانوا يحاصرها الوفاء فلا تخون، وإن غابوا فإنها تتقن فن الانتظار" (ص 14)

تبرز شعرية المكان في إحساس مرزوق كونه مليونيراً في اسطنبول أو في بيروت.

للمكان مفهوم نسبي ، يقصر عند إحساس الشخصية بالقرب، ويطول عند إحساسها بالبعد، يصف الكاتب مرزوق في اقتران ذاته بالمكان .. " لأول مرة في حياته يكتشف مرزوق أن مسافة المئة متر يمكن أن تقطع في ثوان مشياً ... ولم يكن يشعر بما حوله من أشجار كثيفة، إنه في غيبوبة دفء يدها" (ص 63،64)، فالمكان المؤنس صحبة نيفرا يتحول إلى مكان موحش بفراقها.. " بدأ يشعر بوحشة المكان وأصوات الحشرات في الغابة المحيطة، بدأ يعلو في سمعه وأحس أنه في حاجة لمن يوصله إلى الفندق" (ص65)

لقد إعترت مرزوق مشاعر الخوف والرعب من وجود الجن وهرع نحو الفندق جرياً هروباً من مخاوفه.

صورة المكان تبرز من خلال إحساس مرزوق ، كصورة المقهى .. " بعد الرجفة الأولى من الفنجان والنفس الأول من السيجارة الأولى أحس بجمال كل شي حوله، فكان كل من حوله آثر أن يفشي له سراً هذا الصباح" (ص 68)



شعرية الزمان

الزمان مقوم من مقومات الرواية، فما من حكاية إلا وهي أحداث متعاقبة في الزمن، وهذا ما يجعل البناء الزمني في الرواية بناء متماسكاً يخضع لمنطق السببية. أما الزمان في الشعر فيقوم على التداعي وتوارد الخواطر والانفعالات مما يجعله موسوماً بالتفتت. فالزمن في الخطاب الروائي يخضع لبناء محكم يجسد الوعي بتراتبيته.

ينطلق الزمن في الرواية بصورة دائرية في طائرة العودة من إسطنبول التي عاد فيها وفؤاده ممتلئ بالعواطف والذكريات مثل دفتره المليء بالقصائد الوجدانية ويرحل مرزوق بذاكرته إلى طائرة الذهاب إلى اسطنبول، يرحل عبر جملة من الذكريات جيئةً وذهاباً مثل أمواج البحر مداً وجزراً. في طائرة الذهاب إلى إسطنبول كان خالي البال مثل دفتره الصغير الأحمر أبيض الصفحات، الذي يقلب أوراقه ليقرأ ما كتبه في الأيام الماضية ويسترجع الأحداث التي مرت في اسطنبول. في طائرة الذهاب .." لم يكن إلا عاشقاً يبحث عن أيامٍ يبتعد عنها عن كل الانتماءات المتعبة" (ص Cool

في اسطنبول يتذكر كل العواصم التي زارها وخاصة بيروت وحبه العذري لسلوى ويتذكر حياته في الجامعة وامتحان الثانوية في الحب العذري. يعمد الكاتب إلى أسلوب الاسترجاع وتداخل الأزمنة فهو يتنقل من منطقة "اللاللي" بإسطنبول المنطقة التجارية التي تعرف فيها على الرجل الستيني بوحسن قارط الذي يحمله هو بذكرياته إلى إسكندرون بأنطاكيا فيدفعه إلى ذكرى له في تونس.

ويغوص مرزوق بذكريات بعيدة تعود إلى طفولته مع جده المزواج وفترة زواجه وعمره 24 سنة.

ورغم شاعرية الزمان فالرواية لا تخلو من إشارات عديدة إلى الزمن التاريخي الواقعي تعود إلى عهد جمال عبد الناصر، وقضية فلسطين ويربط بأحداق قريبة لها علاقة بمفهوم الإرهاب ووضع الشبان العرب المهاجرين .. " سلامة الجفالي على صلة بإنفجار قنبلة قبل أسبوع في إحدى الشركات السياحية كان وراءها حزب العمال الكردستاني " (ص 42)، وأحداق اخرى لها علاقة بعالم المخدرات.



خلاصة :

وإن استندت رواية حدث في إسطنبول لكريم معتوق على إمكانات اللغة فقد بوأت المضمون الشعري والموضوع الوجداني في الرتبة المركزية فكانت الرواية شبيهة بقصيدة مكتوبة على إيقاعين رئيسيين، إيقاع السرد وإيقاع الشعر، اللذان تتفرع عنهما إيقاعات الحب والسياسية والمجتمع ...



مما يؤكد القول بالمصالحة بين الشعر والسرد في علاقة تفاعل وانسجام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشعرية في رواية كريم معتوق- حدث في إسطنبول - ريم العيساوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب :: الفئة الأولى :: صالون الآديبة والشاعرة والناقدة/ ريم العيساوي-
انتقل الى: