( محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الرابعه / طالب ثانوي (الجزء الثاني)

محطات صغيره في حياة إنسان عادي - المحطه الرابعه
طالب ثانوي (الجزء الثاني)

في عام ١٩٦٠ إنتظمت في صف الحادي عشر أو الثاني ثانوي، كان هذا العام هو آخر سنين الشقاوه، فالعام القادم سيكون سنة البكالوريا ولن يكون لدي وقت للشقاوه،عام ١٩٦٠ كان أيضآ عام تكوين الشخصيه المستقله حيث بدأت في نقاش أساتذتي معبرآ عن وجهة نظري، ومازلت أذكر المداخله التاليه مع أستاذ اللغه العربيه، كان موضوع الدرس الشاعر الجاهلي إمرؤ القيس ،كتب الأستاذ على السبوره: إمرؤ القيس ولد عام ٥٠١ ميلادي توفي عام٥٤٤ ميلادي، ثم بدأ يشرح سيرته الشخصيه قائلآ: كان إبنآ لملك بني أسد المنحدره من قبيلة كنده العريقه،عاش عيشة الترف والمجون . أغارت على قبيلته قبائل عربيه أخرى فانتزعوا ملك أبيه, هام إمرؤ القيس على وجهه مع صديقه قاصدآ بلاد الروم طالبآ مساعدة قيصرها لإسترداد ملك أبيه. هنا إستأذنت الاستاذ قائلآ: أستاذي مع إحترامي لإمرئ القيس فهو شاعر فحل لايشق له غبار وأحد اصحاب المعلقات،الا أني أعتبره إنسانآ عميلآ، فعندما ينشد

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن انا لاحقاني بقيصرا

قلت لاتبك عينك إنما نحاو ل....ملكآ أو نموت فنعذرا

كان الأجدر به أن ينظم صفوف قبيلته، فإن كان صاحب حق فستدعمه في إسترداد ملك أبيه، أما أن يطلب مساعدة أعداء أمته من أجل إسترجاع الملك فهذا هو العار بذاته، فكيف سيكون موقفه إذا عاد حاكمآ لقبيلته بفضل هؤلاء الروم سوى عميل صغير لهم, مطيعآ لأوامرهم منفذآ لرغباتهم. إبتسم الأستاذ وصفق الطلاب. ورب سائل اليوم يسأل:هل مازلت ياهشام عند رأيك منذ خمسين عامآ لأجبته دون تردد: بل أنا أكثر إصرارآ على رأيي من البارحه،فمهما تفنن المحتل الغريب، والعميل القريب وألبسوا أنفسهم كل الثياب البريئه وزينوا وجوههم بكل مساحيق التجميل في العالم، وجملوا رؤوسهم بأحلى باروكات الدنيا،ثم أدخلوا قدمهم في حذاء سندريلا الجميل، فلن يغير القاموس من معاني كلماته وسيبقى المحتل الزاحف علينا من وراء محيطات العالم محتلآ والعميل المختبئ وراء قنواته الفضائيه عميلآ.
كان استاذ الرياضيات يعطينا درسآ عن اللانهايات، رفعت يدي وسألته: في الصفوف الإعدادي قلتم لنا أن الخطين المتوازيين مهما إمتدا لا يتلاقيان، واليوم تقولون لنا إنهما يتلاقيان ولكن في اللانهايه تابعت مازحا: والله حيرتونا معكم ، إرسوا على بر ..يتلاقيان أم لايتلاقيان؟ بدي الجواب هلأ {الآن} وضج الطلاب بالضحك، رد الاستاذ بدر الدين علاء الدين وكان من أشهر أساتذة الرياضيات في حلب واكثر الأساتذه عصامية فقد كان يعمل في صناعة الأحذيه ويتابع تحصيله في نفس الوقت، توفي شابآ رحمه الله . رد علي قائلآ: ياهشام عليك أحيانآ أن تبحث عن الحقيقه في منطقة اللامعقول { خارج إدراك الحس البشري } فأجبته مازحآ: هوا إحنا فهمانين الأولى حتى نفهم التانيه وضحك الجميع. أيها الإخوه والأخوات ماقاله الاستاذ بدر لايخص العلم الرياضي فحسب، بل يدخل في صلب الإيمان بالغيبيات، وسأتطرق لهذا الموضوع المهم مستقبلآ إنشاء الله بمقاله مبسطه. كان حبي لمواد الياضيات والفيزياء والأدب العربي والتاريخ مع حب بسيط للكيمياء جعلت علاقتي مع أساتذة هذه المواد جيده، ولكن الأمر لايخلو من طرائف مع أساتذه آخرين، كان لدينا حصه إسبوعيه واحده للموسيقا،وكنا ننتظرها بفارغ الصبر، أقنعني الطلاب أن أقوم بتقليد الفنان عبد الحليم حافظ واختير طالبآ آخر لتقليد الفنان محمد عبد المطلب، فأحضر طربوش والده القديم المزفت والذي أصابته الشمس بدائها لعشرات السنين فكان فيه كل الألوان عدا اللون الأحمرثم أجلسناه على كرسي معتمرآ طربوشه واضعآ على ركبته منديلآ أين منها ملاءة الفراش وبدأنا بسرعه بالإعداد للحفله قبل دخول إستاذ الموسيقا مع حضور قوي من طلاب الفصول المجاوره، وقفت بجانب عبد المطلب بينما وقف وراءنا عدد من الطلاب يستعدون للعزف بطريقه إيمائيه يقودهم طالب كاريكاتوري المنظر مركب على وجهه نصف فردة شارب, وما أن أعطى الأذن بالعزف حتى بدأت باغنية سواح وماشي في البلاد سوا..ا..اح، وبنفس الوقت إنطلق صوت أخينا عبد المطلب بأغنية السبت فات والحد فات وبعد بعدو يوم التلات ميعاد حبيبي ميعاد حبيبي...

https://www.youtube.com/watch?v=bVj516IAPbI
الشريط المرفق لفنان يقلد المطرب عبد المطلب يشابه الى حد كبير ما قام به صديقنا بتقليد الفنان عبد المطلب بفارق واحد هو عدم وجود الآت موسيقيه لدينا بل كان العزف بطريقه إيمائيه

إنطلق صوتان متناقضان وسط صخب الطلاب وضحكهم، ويبدأ الطلاب بتشجيعي عن عمد وأنا أقول لهم حاضر حاضر من عيني فيثور عبد المطلب ويرمي بطربوشه على الأرض ، وفي وسط هذه الفوضى يدخل أستاذ الموسيقا متصنعآ برودة الأعصاب ويبدأ بتهدأتنا ولايستقم الأمر الا قبل عشرة دقائق من إنتهاء الحصه عندها يطلب من أحد الطلاب الذهاب إلى السبوره لرسم السلم الموسيقي، وعندما طلبني لرسمه ذات مره قمت بوضع مفتاح صول على يمين المدرج عن قصد فقال لي ياهشام...ياهشام بعد عشرين حصه عن السلم الموسيقي ولا تعرف موقع هذا المفتاح على شمال المدرج، فاجبته أعرف ولكن تمشيآ مع اللغه العربيه فيجب رسمه على اليمين وضحك الطلاب. كانت ثانوية المأمون تملك أفضل الأساتذه بين الثانويات الأخرى وهذا ماجعلني ادخر حصيله علميه جيده، ومن أساتذتي الذين أكن لهم بالفضل الإستاذ الجليل عبد الفتاح أبو غده رحمه الله، كان أستاذآ ذو طلعة مهيبه وابتسامة أبويه وعلم راسخ وإسلوب بسيط وواضح في الإقناع وصاحب نكتة حاضره وصداقات على مستوى الأمة العربيه والإسلاميه, إحترمه حتى خصومه السياسيين, وافتقدته الأمه بعد رحيله , وبعد أن تعرفت على صفاته عن قرب حيث درسني عامآ كاملآ عرفت لماذا إختارته جماعة الإخوان المسلمين مراقبآ عامآ لها رحمه الله ومن الأساتذه الآخرين الاستاذ سليمان العيسى لقب بشاعر البعث, أسلوبه عاطفي وشعره رقيق والاستاذ منير حكيم إستاذ الفيزياء، والأستاذ بدر الدين علاء الدين وأحمد علوظي للرياضيات والاستاذ فاضل ضيا أستاذ الأدب العربي وغيرهم كثر وكلهم أجلهم وأحترمهم. أيها الأخوه والأخوات أقترب عام١٩٦١ وهي السنه الأخيره في الدراسه الثانويه ولم يعد لدي وقت للشقاوه الطلابيه فكانت سنة جد ودراسه، في هذا العام دخل التلفزيون الجمهوريه العربيه المتحده وغير بعض العادات الأجتماعيه للناس وسأروي عنه في المحطه القادمه بعض الطرائف والتي حصلت مع جدي بسببه
كما سأتطرق إلى الوحده السوريه المصريه في أواخر أيامها مع رواية صديق عسكري من سلاح الباديه والذي شاركت وحدته في الإنفصال عام١٩٦١ هذا السلاح الذي كان بعيدآ عن أعين عبد الحميد السراج ولم يكن يحسب له حسابآ في الإنقلابات العسكريه حيث كانت مهمته تنحصر في مكافحة التهريب عبر الباديه وفض النزاعات بين أهلها
فإلى اللقاء مع تحياتي

size=24]
أخي الكبير هشام
أود ان أخبرك أني أقرأ وبكل شغف هذه الأحداث وبأسلوبك القريب إلى نفسي وبشكل مباشر
ورحم الله المفكر الكبير عبد الفتاح أبو غدة الذي كنت أتابع مقالاته بمجلة حضارة الإسلام مع أستاذي الأديب إبراهيم عاصي صديقه يرحمه الله [/size].

عمر أبودقة كتب:: size=24]
أخي الكبير هشام
أود ان أخبرك أني أقرأ وبكل شغف هذه الأحداث وبأسلوبك القريب إلى نفسي وبشكل مباشر
ورحم الله المفكر الكبير عبد الفتاح أبو غدة الذي كنت أتابع مقالاته بمجلة حضارة الإسلام مع أستاذي الأديب إبراهيم عاصي صديقه يرحمه الله

اخي وصديقي الأديب والمفكر الكبير محمد حسن كامل
اخي وصديقي الأديب الرائع عمر ابو دقه
حفظهما الله.
اشكر لكما ملاحظاتكما القيمه وأود ان اشير الى شعوري بالصدمه لإنفصام عرى الوحده والذي عبّرت عنه في الحلقه السادسه من هذه المحطات , اليوم وبعد مرور اكثر من خمسين عامآ على تأسيسها يمكننا القول اننا قد إبتعدنا اشواطآ مع الاسف عن تحقيق ماهو ادنى من ذلك واقل , في هذه الأيام اختلف الحكام عن توصيف عدو الأمه .. والإتفاق على من هو هذا العدو هو الطريق الذي يقود الى وحدة الأمه.امام الأمه خطر كبير يتلخص بغياب الشعوب عن الإمساك بزمام امرها, يتلخص بتحليل الإحتلال على اراضيها... يتلخص كما تفضلتم بشراسة العولمه والتي تنشب أظافرها في اخلاقنا وعقائدنا, يتلخص بتوريثنا لابناء حكامنا حتى لا يأتي يومٌ ينكشف فيه فساد آبائهم...ولكن لن تعدم هذه الامه صلاح الدين جديد ينفض عنها غبار كسل شعوبها وتواطئ حكامها
واشاطرك أخي الكريم عمر الترحم على روحي الأستاذين الكبيرين عبد الفتاح أبو غدة والاستاذ الأديب إبراهيم عاصي ففضلهما في رسم الخطوط العريضه لأبناء هذه الأمه في محل تقديرها, رحمهما الله وجعل مثواهما الجنه إن شاء الله
مع خالص تحياتي [/size].

اخي الأديب الرائع المهندس /

هشام نجار

هذة المحطة ذكرتني بأيام الشقاوة ونحن في الثانوي

أذكر أنني كنت طالبا في مدرسة إسكندرية الثانوية و في يوم علم الطلبة ان أستاذ الرياضيات في الحصتين الآخرتين لن يحضر
فاتفقوا ان يذهبوا الي السنيما لمشاهدة فيلم أمريكي يدعى (( العسكرى الأزرق )) وقفز الطلبة من على السور ولم أذهب معهم وبقيت في المكتبة للبحث عن بعض الموضوعات وفجأة لمحت أستاذ الرياضيات ولمحني وسأل عن باقي الفصل والذي كا من المفرض ان يتواجد في المكتبة في حالة غياب المدرس للمطالعة
فقلت له لقد علموا إنك لن تحضر فانصرفوا
وفي اليوم التالى في طابور الصباح حضر مدير المدرسة أمام طابور الفصل وطلب منهم مغادرة المدرسة والعودة بولي الامر طبعاً إلا أنا ولكني أخذت علقة سخنة والتي أعتبروها مؤامرة مني لعدم الذهاب معهم الى السينما
وعقد الطلبة إجتماعا في الخارج للخروج من هذا المأذق
حضور ولى الامر الى المدرسة معناه عقاب وعلقة سخنةهدية
فأتفق كلا منهم على ان يؤجر فردا يمثل دور الاب امام الناظر
وكان لي زميل لم يوفق في إختيار الممثل المطلوب فتعاقد مقابل خمسة قروس مع ماسح أحذية بعد ان اطلعه على الامر فذهب ماسح الأحذية مع التلميذ ليقابل مدير المدرسة ومعه صنودقه الاسود ((عدة الشغل))
وبدا الناظر في الشكوي من التلميذ امام الاب المزيف وما كان من ماسح الاحذية الا ان يصفع صديقنا صفعة مدوية على وجهه منهرا إياه
فصاح صديقنا (( إيه ده يا عم والله لم اعطيك الخمسةقروش المتفق عليها )) ففهم مدير المدرسة القصة وطلب من كل الطلبة الحضوربولي الأمر بالبطاقة
وكان من نصيب صاحبناعلقة من النوع الفاخر في البيت من ابيه ومن زملائه على سوء التصرف
بدأنا مرحلة الثانوي مع مسرحية مدرسة المشاغبين وعالد إمام ومرسي الزناتي وغيرهم
ومع ذلك الان كلا منا يشغل منصبا رفيعا وتلك هي آيام الشقاوة
الأمر الذي يجعلني أطرح عليك سؤالا
هل يتدخل الفن في تكوين الشخصية في مرحلة الشباب....؟
تحياتي وفائق إحترامي
محمد حسن كامل

محمد حسن كامل كتب:: اخي الأديب الرائع المهندس /

هشام نجار

هذة المحطة ذكرتني بأيام الشقاوة ونحن في الثانوي

أذكر أنني كنت طالبا في مدرسة إسكندرية الثانوية و في يوم علم الطلبة ان أستاذ الرياضيات في الحصتين الآخرتين لن يحضر
فاتفقوا ان يذهبوا الي السنيما لمشاهدة فيلم أمريكي يدعى (( العسكرى الأزرق )) وقفز الطلبة من على السور ولم أذهب معهم وبقيت في المكتبة للبحث عن بعض الموضوعات وفجأة لمحت أستاذ الرياضيات ولمحني وسأل عن باقي الفصل والذي كا من المفرض ان يتواجد في المكتبة في حالة غياب المدرس للمطالعة
فقلت له لقد علموا إنك لن تحضر فانصرفوا
وفي اليوم التالى في طابور الصباح حضر مدير المدرسة أمام طابور الفصل وطلب منهم مغادرة المدرسة والعودة بولي الامر طبعاً إلا أنا ولكني أخذت علقة سخنة والتي أعتبروها مؤامرة مني لعدم الذهاب معهم الى السينما
وعقد الطلبة إجتماعا في الخارج للخروج من هذا المأذق
حضور ولى الامر الى المدرسة معناه عقاب وعلقة سخنةهدية
فأتفق كلا منهم على ان يؤجر فردا يمثل دور الاب امام الناظر
وكان لي زميل لم يوفق في إختيار الممثل المطلوب فتعاقد مقابل خمسة قروس مع ماسح أحذية بعد ان اطلعه على الامر فذهب ماسح الأحذية مع التلميذ ليقابل مدير المدرسة ومعه صنودقه الاسود ((عدة الشغل))
وبدا الناظر في الشكوي من التلميذ امام الاب المزيف وما كان من ماسح الاحذية الا ان يصفع صديقنا صفعة مدوية على وجهه منهرا إياه
فصاح صديقنا (( إيه ده يا عم والله لم اعطيك الخمسةقروش المتفق عليها )) ففهم مدير المدرسة القصة وطلب من كل الطلبة الحضوربولي الأمر بالبطاقة
وكان من نصيب صاحبناعلقة من النوع الفاخر في البيت من ابيه ومن زملائه على سوء التصرف
بدأنا مرحلة الثانوي مع مسرحية مدرسة المشاغبين وعالد إمام ومرسي الزناتي وغيرهم
ومع ذلك الان كلا منا يشغل منصبا رفيعا وتلك هي آيام الشقاوة
الأمر الذي يجعلني أطرح عليك سؤالا
هل يتدخل الفن في تكوين الشخصية في مرحلة الشباب....؟
تحياتي وفائق إحترامي
محمد حسن كامل

اخي الفاضل محمد حسن كامل حفظه الله
ضحكت كثيرآ وانا أقرأ لكم قصصآ عن أيام الشقاوه في سنين الدراسه ..هات ماعندك واسمعنا ما في جعبتك,فالعودة للماضي احيانآ هي علاج لهموم النفس المتخمه في زمن العولمه السيئ .
عزيزي فيما يخص سؤالكم:هل يتدخل الفن في تكوين الشخصية في مرحلة الشباب....
اقول نعم .. فأنا تأثرت كثيرآ في شبابي ببعض جوانب الفن الراقي في تلك الأيام وبعض مظاهره مازالت تعايشني الى اليوم,وتطبع بصمتها على بعض جوانب حياتي واحيانآ الجأ الى إسلوب بعض فناني ذلك الزمان مستعيرآ نكاتهم للتعبير عن واقع اليوم.. واكثر من ذلك فإني مازلت احن الى افلام الأبيض / اسود بغض النظر عن موضوع الفلم ...فالماضي بفنه مازال في داخلي ...
مع فائق مودتي

» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الرابعه / طالب ثانوي (الجزء الأول)
» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الثانيه/ طفوله بريئه وشباب يافع - الجزء الثاني
» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الأولى / ولادة الذاكره - الجزء الأول
» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الأولى / ولادة الذاكره - الجزء االثاني
» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه االثانيه / طفوله بريئه وشباب يافع - الجزء الأول