فقة الأختلاف بقلم محمد أبوالفضل
من خلال تجربتنا مع فقه الاختلاف في الرأي والممارسة لايمكن أن ننزه بعض العناصر المنتسبة الى التيار الاسلامي عن مثل هذا السلوك ولاسيما في ظل تفشي مرض الحزبية المقدمة على رحابة الاسلام وعظمته وأخلاقه التي ترتفع بنا عن مثل هذه الدناءات ...تجربتنا في الاختلاف مع بعض المكونات الحزبية النافذة أو المحافظة أو مايصطلح على تسميته في الفقه السياسي المعاصر ب"الحرس القديم" , أثبتت لنا بأن التيارات الاسلامية مازالت بعيدة عن تقبل الرأي الاخر أو الاتجاه السياسي المخالف ,وهو ماأسهم صراحة في اضعافها وافشالها وذهاب ريحها .
وبالمقارنة مع التجربة الماليزية أو الأندونيسية الاسلامية المعتدلة , فان التجربة فى مصر والدول العربية كافة مازالت تعاني فعليا من ضيق الصدور وتقزم بعد النظر فيما يخص فضائل التعددية المرنة والمتسامحة داخل التيارات الاسلامية الواسعة , وهو لعمري مما ساهم في اضعاف الصحوة وسهولة التربص بها بل في الاجهاز على جزء كبير من رصيدها البشري والمادي والسياسي .قد نختلف في المسالك والتقييمات ومن ثمة التسديد والاجتهاد الميداني , غير أن هذا لاينبغي أن يحاط بأصوار يضربها بعضنا على البعض من خلال اعتماد اليات متخلفة في الاعاقة والتشويش , وهو مايحبط لاقدر الله تعالى جهدنا في الدارين.لاأريد من خلال هذه السطور اتهام زيد أو عمرو , وانما أردت التنبيه الى مجموعة من أخلاقيات التعامل فيما بيننا ولاسيما في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها أوطاننا ومنطقتنا , حيث يتوجب أكثر من أي وقت مضى تعزيز مناخات التعاون والأخوة والتازر بين مكونات مدارس الاعتدال الاسلامي.
انها دعوة لنا جميعا مالم نخن عهد الشهداء والأبرار من سجناء الرأي, الى تعزيز أجواء التسامح والى تجذير قيم رحابة الصدر وكظم الغيض والعفو عن الناس , "والله يحب المحسنين" .
وفي النهاية أود تذكير كل الاخوان من القراء بأننا لاننشر بهذا غسيلا أو نريد بأحد تشهيرا , بقدر مأننا ننشد تذكير النفس والاخرين بأهمية تمثل سير المصلحين قبل أن ننشد هدف الاصلاح.
هذا وأسأل الله تعالى لي ولأبناء هذا الوطن العزيز وسائر أحباء هذا الاسلام العظيم , الهداية الى أقوم السبل وأرشدها حتى نرتقي الى متطلبات الشهادة على الناس - امين ,
ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان , ربنا ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا , ربنا انك رؤوف رحيم " البلاد تعيش حالة من الفوضى الإدارية ، خاصة في كيفية الانتقال من مرحلة لأخري وكيفية إجراء الإصلاحات في كافة المجالات ، وأجهزة الدولة الإدارية ، وأزمة التضخم الوظيفي ، وأزمة تقنين وسائل الإعلام ، إضافة إلي الأزمات الصحية والتعليمة والإسكانية ، وبما أن الشعب ، رغم المحاولات العديدة عسكرية ومدنية لإنهاء الوضع القائم ، لم يستوعب بعد أهمية العصيان المدني السلمي والقيام بالضغوط اللازمة والمطالبة بحقوقه ، وإفراز القرارات والقوانين التي تمس حياته اليومية ، وهموم معيشته ، فعلي الأقل ، وانتظارا لذلكم اليوم ، أن تقوم فئة من الشعب في كل قرية ومدينة صغيرة أو كبيرة بإجراء مسح شامل ، وإعداد قوائم بأسماء أعضاء شبكة المسئولين الكبار والصغار الفاسدين المفسدين، المتعدي والانتهازي ، أو ممن يتولي سلطة تنفيذية أو أمنية وإدارية ، خاصة لأولئك الذين وظفوا مراكزهم ومواقعهم في خدمة أغراضهم الشخصية ، وسرقوا وانتهزوا الفرص ، ومكنوا أقاربهم ومعارفهم ، وامتازوا بالعطاءات ، وعقد الصفقات، وكل من أعاق خدمة مصالح الشعب ، ليتم في يوم قريب محاسبتهم قانونينا في صورة حضارية ، تعكس طيبة نفسية شعبنا وتسامحه ، وغيرته علي مصالح بلده ، وأمنه واستقراره ..، والتقدم المنشود ، وما ذلك بعزيز ,يعلم الكثير كذلك : إن الموت الذي تفرون منه ، فإنه ملاقيكم لامحالة ، فهل يتذكر الفاسدين هذا الامر ؟ هل من مراجعة صادقة وعودة لإصلاح البيت إصلاحا جذريا يكون للشعب فيه كلمته الاخيره في تقرير مصيره ؟