انا وليلى واشطبوا اسماءكم

انا وليلى واشطبوا اسماءكم للشاعر حسن المرواني
اعداد \ سامي علي سليمان / العراق \ للتعليق ايميل Sami.alfaker@yahoo.com
القصيدة على بحر البسيط ( مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ) وهي من الشعر المعاصر سهلة الالفاظ واضحة المعاني وموضوعها لا يخفى على احد وهو الغزل العفيف حيث لم يستخدم الشاعر أية لفظة قد تخدش المشاعر او الاحساس كما فعل الشاعر الشريف الرضي في قصيدته الكافية ( يا ضبية البان) ويتضح فيها هيام الشاعر اللامحدود بمن يحب المصطدم باليأس ونلاحظ ذلك جليا من خلال الالفاظ الاتية ( ماتت \ استسلمت \ جفت \ ما اثمرت \ اجهضت ) وغيرها من الالفاظ وعلى ما يبدو ان القصيدة هي صورة من الالم والاسى والحزن من البيت الاول الى البيت الاخير ولا يكاد يخلو بيت من ذلك حتى كأننا نراها صورة مرعبة جدا لتجربة غادرة تركته كسفينة تائهة بلا ربان ليل بلا نوم تنهش به الهموم فليله كليل التمام عند النابغة الذبياني ؛ ويبدا ابداع الشاعر اللامتناهي من البيت السابع عشر وما بعده بقوله ( واغربتـــــــــــــاه ) فمن هنا يبدا الصراع الازلي الذي لن ينتهي بين حواء وادم ، حيث صور لنا لحظة هذا الصراع الداخلي ــ الذي يذكرنا بالصراع الداخلي في قصة الجريمة والعقاب لدستوفسكي ــ بأروع ما يمكن ان يكتبه انسان انهيار تام ضياع عام فكر مشلول تيه مطبق انسان محطم ارادة مشلولة واستخدم لإيصال هذه الفكرة الفاظا مرعبة حقا كـ ( واغربتاه \ مضاع \هاجرت مدني عنـي \ وما ابحرت عنها شراعاتـي \ نفيت واستوطن الاغراب في بلـــدي \ دمروا كل اشيائي الحبيبات \ احترقت ظلما جناحاتي \ اضعت في عرض الصحراء قافلتي \ ايامي الكئيبات \ غرست كفيك تجتثين اوردتي \ تسحقين بلا رفق مسراتـي \ صحت والسيف مغروس بخاصرتي \ الغدر ينهش \ قفر المفازات ) وتذكرنا بالمبالغات التي اصبحت سمة من سمات الشعر في العصر العباسي وقد نجد للشاعر عذرا لأنها على ما يبدو قصيدة شبابية أي قيلت في فترة الشباب ــ والشباب شعبة من الجنون و النساء حبالة الشيطان ــ التي يكون الشباب جل همة في الحياة هو الطرف الثاني ويرى الحياة بدونه مستحيلة وفي مرحلة تكون عواطفه ثائرة ولم يكتمل لديه العقل والتجارب والصبر الكافي وغيرها مما قد يعد لجاما للعواطف الطاغية مما تظهر هذه العواطف على شكل شهقات عالية وكثيرا ما تكون مميته وهذا ديدن جل الشعراء يكون شعر الشباب هياماً في المحبوبة واما شعر الكهولة يكون في الحكمة والزهد كما لاحظنا ذلك عند ابي نواس وابي العتاهية حتى كأني ارى الشاعر الان يقول بعد ذلك الزمن : وان لم يصح وزنا وبعنوان (( انتم وليلى واشطبـــــــــــــــــــــــــــــــوا اسمي ))
احييت بمحراب ربي ابتهالاتـــــــــــــــــــــــــــــــــي واسلمت لرياح الصبر راياتـــــــــــــــــــــــــــــــــي
فحذفت اسمك من لغتي رويدا رويـــــــــــــــــــــــدا حتى اضحت بلا ليلى قصيداتــــــــــــــــــــــــــــــــي
ومن اروع الصور البلاغية في هذه القصيدة ( جعل الشاعر لليأس رياحاً واسناناً تمضغ وشبه الحبيبة بدار عبادة عينها محرابه ــ وهذه جرأة على الله ــ جعل قلبه معصرة خمر جعل الليل مزرعة يزرع فيها اتعابه وهمومه وارقه وثمارها الشوق والسنين تُعصر كالبرتقال وشبه حياته بسراج مطفئ يشكو نضوب الزيت ولورود ربيع النوروز يدين تعانق وللمطر يداً تصافح واجاد فما اجمل ان يعانقك الورد ويصافحك المطر) وفي الاخير لابد من القول ان القصيدة تعد من الشعر المكتوب باسلوب السهل الممتنع وهو اسلوب طه حسين واسلوب الشريف الرضي وهو ما يعد سهلا عند القراءة حتى يغري القارئ بالتقليد ولكنه يمتنع عند الانشاء واقدم اليكم (( رررررائعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة المرواني ))
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتـــــــــــــــــــــــــــــــــي واستسلمت لرياح اليأس رايــــــــــــــــــــــــــاتي
جفت على بابك الموصود ادعيتـــــــــــــــــــــــــــــي ليلى وما اثمرت شيئاً عباراتـــــــــــــــــــــــــــي
معذورة انت ان اجهضت لي املـــــــــــــــــــــــــــــي لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتــــــــــــــــــــــــــي
انا الذي ضاع لي عامان من عمـــــــــــــــــــــــــــري باركت وهمي وصدقت افتراضاتـــــــــــــــــــــي
اعتق الحب في قلبي واعصــــــــــــــــــــــــــــــــــره وارشف الهم في مغبر كاساتــــــــــــــــــــــــــــي
واودع الليل اتعابي وازرعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه فيورق الشوق ينمو في حشاشاتـــــــــــــــــــــــي
ما ضر لو عانق النوروز غاباتـــــــــــــــــــــــــــــي او صافح الطل ازهاري الحزينــــــــــــــــــــــــات
ما ضر لو ان كفا منك حانيــــــــــــــــــــــــــــــــــــة تمتد تنفض الامي المريــــــــــــــــــــــــــــــــرات
لو تعصرين سني عمري بأكملهـــــــــــــــــــــــــــــا لارفض منها نزيف في جراحاتـــــــــــــــــــــــــي
كل القناديل طلق نورهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا وانا تظل تشكو نضوب الزيت مشكا تـــــــــــــــي
لو كنت من مازن ما كنت رافضـــــــــــــــــــــــــــــة حبي ولكن عسر الحال مأساتــــــــــــــــــــــــــي
فليمضغ الياس امالي التي يبســـــــــــــــــــــــــــــت وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتـــــــــــــــــــــــــي
يرسو بجفني حرمان يمص دمـــــــــــــــــــــــــــــي ويستبيح اذا شاء ابتساماتـــــــــــــــــــــــــــــــي
ينز من حدقتي الذل اسالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه لمن اشكو تباريحي الممضــــــــــــــــــــــــــــات
امشي واضحك يا ليلى مكابـــــــــــــــــــــــــــــــــرة علي اخفي عن الناس احتضاراتــــــــــــــــــــــي
لا الناس تعرف خطبي فتعذرنــــــــــــــــــــــــــــــي ولا سبيل لديهم في مواساتــــــــــــــــــــــــــــــي
واغربتاه مضاع هاجرت مدني عنـــــــــــــــــــــــي وما ابحرت عنها شراعاتـــــــــــــــــــــــــــــــــي
نفيت واستوطن الاغراب في بلــــــــــــــــــــــــــدي ودمروا كل اشيائي الحبيبــــــــــــــــــــــــــــــــات
فراشة جئت القي كحل اجنحتــــــــــــــــــــــــــــــي لديك فاحترقت ظلما جناحاتــــــــــــــــــــــــــــــي
اضعت في عرض الصحراء قافلتــــــــــــــــــــــــي وجئت ابحث في عينيك عن ذاتــــــــــــــــــــــــــي
حتى اذا انبلجت عيناك في افقـــــــــــــــــــــــــــــي وطرز الفجر ايامي الكئيبــــــــــــــــــــــــــــــــــات
وجئت احضانك الخضراء منتشيــــــــــــــــــــــــــا كالطفل احمل احلامي البريئـــــــــــــــــــــــــــــات
غرست كفيك تجتثين اوردتــــــــــــــــــــــــــــــــي وتسحقين بلا رفق مسراتــــــــــــــــــــــــــــــــــي
وصحت والسيف مغروس بخاصرتــــــــــــــــــــي والغدر ينهش امالي العريضـــــــــــــــــــــــــــــات
وانت ايضا الا كيف السبيل الــــــــــــــــــــــــــــــى اهلي ودونهم قفر المفـــــــــــــــــــــــــــــــــــازات
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتـــــــــــــــــــي اذا ستمسي بلا ليلى قصيداتـــــــــــــــــــــــــــــتي

» قصيدة حوارية بين ليلى المهجّرة وليلى في العراق