خفايا السعادة
السلام عليكم ورحمة الله.
إن مفهوم" السعادة" له أهمية كبيرة جدا في حياتنا لدرجة أن الكثير من الناس ممن عهدوا فلاسفة الإغريق الأول أن السعي لنيلها هوا لسر الكامن للوجود.
وبالفعل, لقد تحدث القرآن أن الله ينعم بالسعادة على الذين يصطفيهم لدخول الجنة.يقول الله تعالى في سورة آل عمران ,الآيه170
"فرحين بما آتاهم الله من فضله"
وينعم على المؤمنين المتقين كما في سورة الإنسان,الآية 1"
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا"
ولذا,فان الله نجاهم من شر ذلك اليوم وأبصرهم بالجمال والسعادة.
عند قراءة النص العربي الظاهر مباشرة (غير أنه يبدو ثانيا مبهما عند الترجمة )وذلك لأنه استخدمت كلمتين مختلفتين لتعبر عن مفهوم السعادة:فرحين والتي يعود أصلها للفعل فرح, وسرور, وقد ذكر ذلك في كل القرآن., ويرجع ذلك إلى أن القرآن أشار إلى نوعين مختلفين من السعادة.
فكلمة فرح تعني حالة مؤقتة من شعور السعادة أو السرور, كما الحال بالسعادة الجسدية أو الدنيوية.ويعلل ذلك أنه في معظم الأوقات جاءت كلمة فرح في القرآن لتحمل معنى اللوم, كما ورد في سورة (القصص, الآية76).
"إن الله لايحب الفرحين"
غير أنه إذا ما تحدد مصدر الفرح في القرآن ,كما ذكرنا عاليه في سورة آل عمران ,فان المعني يصبح مقصورا "مقيد "ولم يعد لوما.
وربما نجد مزيدا من الفرق في المعنى عند التعبير عن السعادة.ففي حين ان تعبير الفرح خارجي و يصاحبه مظاهر خارجية ,الا أن السرور يقصد به إثلاج القلب بالفرح والمتعة و يتم في هدوء وطمأنينة ,و لايصاحبه ملامح تعبير.ويدلل على ذلك الأصل الذي استمدت منه الكلمة –سر-ونفس الأصل في كلمة سر ,أو خفي .لذا, فان السرور هو سر سعادة قلب الإنسان ولكنه إحساس يعيشه صاحبه.كما قال ابن عباس في تأويله لسورة الإنسان فنضرة أي بادية على وجوههم وسرور في قلوبهم
مثل هذه الفروق تعطينا مثالا آخرا .لما تخفق فيه الترجمة ويبقى فيه الأصل
الباب :شرح وتفسير القرآن.
Translated by:nagwa fawzy