د.عبد الغني حمدو
عدد المساهمات : 103 نقاط : 229 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 08/04/2010 العمر : 68
| موضوع: لصراع السياسي في وطننا العربي ووقوده الفتنة بين الشيعة والسنة السبت أكتوبر 09, 2010 9:56 pm | |
| الصراع السياسي في وطننا العربي ووقوده الفتنة بين الشيعة والسنة لقد أمضيت عدة أيام في البحث عن أسباب الصراع بين السنة والشيعة أثناء تجوالي عبر الكثير من المقالات والكتابات للطرفين , وضحت الصورة أمامي نوعاً ما , وهذه الصورة بنيت على مرتكزات ثلاثة 1-فريق من الشيعة يقول كل السنة كفره(دمهم ومالهم وعرضهم حلال) 2-فريق من السنة يقول معظم الشيعة كفرة(دمهم حلال ونساؤهم وأموالهم غنائم ) 3-فريق من السنة والشيعة يرى الخلاف يمكن تجاوزه عندما تنقى المصادر الموروثة من الخرافات والإضافات والتي غلب عليها اعتقاد العوام فأصبحت كأنها من أصول العقيدة , ولا يكاد يعدو سبب ذلك وانتشاره, إلا مصلحة سياسية قبل القرن الثالث الهجري لم يكن هناك صراع مذهبي , وإنما كان الصراع في البداية بين الأمويين والعلويين وهم الفئة التي كانت موالية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ضد بني أمية , بحيث كان الصراع سياسي بحت ولم يكن يمت للمذهبية بأية صلة كانت إن أول شعب اكتوى بنار الطائفية الشعب الفارسي عندما أسس اسماعيل الصفوي دولته الصفوية الشيعية والتي بدأها من أذربيجان واحتل إيران اليوم ليعلن دولته الشيعية فارضا على الأمة الفارسية مذهبه الجديد ضد الدولة العثمانية وهو تركي بالأصل في حين كانت بلاد فارس في أغلبها تتخذ المذهب الحنفي والشافعي منهجا , ومئات الآلاف من المسلمين السنة الفرس قتلوا بسبب رفضهم للمذهب الشيعي الذي فرضه إسماعيل الصفوي عليهم وابتليت المنطقة كلها بعد ذلك بالحروب الطائفية المنبثقة من الشيعة والسنة ليومنا هذا فكانت دولة البوهيين والقرامطة والفاطميين , وكل تلك الطوائف مصدرها فارسي أو يهودي من أصل فارسي وقودها أجسادنا وبأيدينا نقتل بعضنا ليسود الغير علينا الشيعة يكفرون السنة والسنة يكفرون الشيعة , بينما الشهادة التي تفرق بين المسلم والكافر هي(أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)والفريقين يشهدون بذلك فمن المسلم إذاً؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!! أمام هذا السؤال: ظهر فريق معتدل خارج عن التطرف يرى أن المصلحة الكاملة لهذه الأمة في الخروج من نفق الظلام هذا , وإشعال نور يجمع الأطراف عليه ومن الأمثلة على ذلك بعض علماء الشيعة ومنهم لا على الحصر السيد(شرف الدين الموسوي ) في كتابه المراجعات, إن الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي تحلوا بفضائل لا يمكن أن ينكرها إلا معاند منكر للحقيقة. إن الخلاف بين الشيعة والسنة هو الخلاف بين مجتهدين من دين واحد يستنبطون حكماً من دين واحد ومصدرٍ واحد ويقول السيد (حسين كاشف الغطاء) إن هدفنا من التقريب هو جعل المسلمين قريبين من بعضهم البعض كي لا تكون الإختلافات الفقهية سبباً في تباعدهم كالإمامة, وسب الصحابة والتي ينكرها معظم الشيعة ويؤكد الشيخ (محمد جمال معنية) أن الإمامة هي من أصول المذهب وليست من أصول الدين وإن إنكار الإمامة لا يؤدي إلى الخروج من الدين. ومن علماء الشيعة من سار على نفس المنهج في تبرئة الصحابة وتبرئة السنة من الكفر (لأنهم لا يؤمنون بالإمامة) وثانوية الإختلاف بين المذهبين ومنهم (السيد محمد تقي الدين العمي ,الحاج حسين البرجردي الشيخ عبد الحسين شرف الدين, آية الله السيد محمد حائري المازنداين ,الشيخ محمد حسين فضل الله , والدكتور علي الشريعي , والذي يستشهد بأقوال علي رضي الله عنه في مدح عمر رضي الله عنه ويعجب من الشيعة كيف أنهم لايأخذون بذلك القول) ومن الجانب السني علماء ومفكرون دعوا للتقارب بين السنة والشيعة , ومنهم الشيخ (شلتوت) المفتي الأكبر للأزهر والذي جعل من المذهب الجعفري المذهب الخامس في الإسلام ويدرس في الأزهر . والإمام (حسن البنا) مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر والذي قاد عملية التقريب في المؤتمر الذي عقد في القدس في ثلاثينيات القرن الماضي , والحاج (أمين الحسيني) والذي كان عضواً في المؤتمر , وضم أكابر علماء السنة والشيعة . في بلادنا العربية أحاطت وتحيط بها المحن من كل مكان في السابق ابتلينا بالإستعمار , وبعد رحيل اسم الإستعمار من بلادنا كان الصراع داخلياً على أشده بين من سمو نفسهم بالتقدمية والرجعية , وبقي الصراع بين الشعوب والإستبداد , وبعد أن أصبح الإستبداد في وطننا العربي على مشارف الإنهيار , بدأ العمل على الحرب الطائفية والإثنية في بلادنا , لكي تكون الضربة القاضية بعدها لمجتمع أسمه المجتمع العربي ونار الطائفية تلك ونارها المشتعلة في أماكن شتى , تكاد تكون إيران هي النافخ الوحيد فيها , للسيطرة على الدول العربية , وتُنفذ مخططاتها على الساحة بأيدينا ففي العراق بعد الغزو الأمريكي , مع أنه لم تكن توجد دولة في السنة الأولى , لم تحدث هناك حرب طائفية ولكن عندما سيطرت الأحزاب الشيعية الموالية لطهران , وقابلها من الطرف السني الآخر التطرف القاعدي كان نتيجتها تلك الدماء البريئة والتي أدت لخروج العراق من كيان الدول إلى كيانات وكومونات داخل المدن أيضاً وكان ذلك المتطرف الخبيث ومعه لفيف من أمثاله في مؤتمر لندن لينعت أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبشع الصفات , ليصب حقد الصفوية على الأمة , ويقوي ويزكي نار الفتنة بين الطرفين وما زيارة الرئيس الإيراني للبنان , إلا وتصب في نفس المنحى لزيادة الإنقسام والتفتت على الساحة العربية جمعاء ومعلومات أكيدة أن الذي فجر المراقد في سامراء 2006 كان من عناصر القاعدة , وجيش القدس التابع للحرس الثوري الإيراني , هدفه الفتنة الطائفية , وكانت نتيجته مذهلة للطرفين ومفجعة للشعب العراقي الشقيق والنتيجة هنا الصراع يستهدفنا كأمة , لن يفرق بين شيعي أو سني أو عربي أو كردي أو حتى مسيحي , أو أي شخص ينتمي لهذا المحيط الممتد من المحيط إلى الخليج ما لم يتدارك علماء الشيعة العرب المخلصون لدينهم ودنياهم وعقيدتهم الحقيقية وهي الإسلام , أمثال المراجع الآنفة الذكر , وتنقية العقيدة من الخرافات والأحاديث المكذوبة وأن السنة هم مسلمون ولا فارق بين الفريقين إلا خلافات مذهبية ويلتقي معهم الفريق الآخر من السنة والذين يرون في وجود أشياء مشتركة كبيرة بين السنة والشيعة يمكن التفاوض عليها وتقليل الخلاف لأبسط حد بحيث, لا يمكن أن يكون بعدها في مرجعية الطرفين تكفير للآخر وأرجو من الله تعالى أن يوفق الفريقين المخلصين لتشكيل جبهة عريضة تقف في وجه التطرف والفتن وتقوي من أواصر الروابط بين الشيعة والسنة ولكي لا يكون لإيران بعدها منفذاً على أرضنا ولا لغيرها من الأعداء د. عبد الغني حمد وdr.abdulghani56@hotmail.com | |
|