أسدل
الليل ستائره السوداءكما أرتدن النسوه وشاح السواد مشاركة منهن الحزن
على فراق الرجل الطيب أبو فاتن ومواساة السيده صابرين و!بنتها فاتن أما
الرجال والشباب خارج المنزل جالسون على المقاعد الخشبيه وذلك فى صفين
متقابلين يتشاورون ماذا هم فاعلون وكيف تكون ترتيبات الدفن وفى تلك الأثناء
وقف المعلم شحاته معلنآ بكل شهامه .المعلم شحاته : يا رجاله الكفن
والدفنه وشادر العزا كله على حسابى الست صابرين وبنتها فاتن مالهمش بعد
ربنا حد غيرى أنا متكفل بيهم فى كافة شىء وهمه من دلوقتى ورايح فى حمايا
وأنا الوصى عليهم أنا بتكلم بعلو صوتى والكل سامع والحاضر يعلن الغايب
علشان ما يكونش عند حد حجه وأى واحد يبصلهم بصه بعنيه مش هيشوف حاجه تانيه
بعد البصه !للى هيبصه عليهم يعنى هيفضل طول عمره عايش فى ليل وعمره ما
هيشوف شمس النهار ودلوقتى كل واحد يروح لحاله والصباح رباح يلا يا رجاله
!عملوا اللازم .وقفوا رجالة المعلم شحاته كل واحد منهم رافع نبوته
الطويل !علانآ منهم بجدية ما أصدره المعلم شحاته من قرارات وتفرق الجميع
وذهب كل واحد لحال سبيله !معانآ و!متثالآ لقرارات المعلم شحاته ثم تقدم
المعلم الرجاله واشار بنوته لهم !لى المقهى والكل لبى الأشاره وأنطلقوا
خلفه !لى المقهى وما أن وصل المعلم !لى المقهى وأخذ مكانه وجلس على المقعد
الخاص به ثم أشار لبعضهم بالجلوس وظل الباقون من الصبيه الشباب واقفون على
أهبة الأستعداد لتنفيذ أوامر المعلم حينما يتطلب الأمر ذلك ثم أشار المعلم
للحانى أن يأتى بقوارير البوظه لكل الرجاله وكأنه يحتفى بهذه المناسبه وظل
الجميع يحتسى البوظه حتى الثماله !لى أن شقشق نور الصباح وبدأت الناس من
أهل الحى بالمرور فى الشوارع والحارات والأزقه ليشاهدوا هذا المنظر العجيب
المعلم مترنح على مقعده وجميع رجالته يفترشون أرض المقهى لا يشعرون !ن كان
ماذال الليل يسدل ستائره أم قد حان رفع الستار فكان الماره من أهل الحى
ينظرون !لى المشهد وهم ممتعضين لما يشاهدوه من مشهد مقزز للرجال وقائدهم
المرعب ولم يجرؤ أحد أن يعلق أو يحاول يبدى !متعاضه بشكل مباشر ربما أن
يكون من بينهم أحد المرشدين المندسين كالعده لنقل الأخبار !لى المعلم ولكن
ليسوا معروفين لأحد وكأنهم بوليس سرى ليس لهم علامات أو تمييز وهذا هو الذى
نجح فيه المعلم لتكميم الأفواه لعدم الأعتراض على ما يفعله هو ورجاله من
أفعال مع بعض النسوه حينما يشتهون ذلك ما بين الحين والحين ناهيك عن فرض
الأتاوات وظلم الكثير من الغلابه والمساكين اللذين قد حباهم الله بزوجات
جميله أوبنات على قدر عال من الجمال ولكن رغم كطل هذا !لا أن المعلم حينما
يكون فى قمة وعيه يظهر كما لو كان رجل آخر ذو حكمه ورزانه وكرم ليس له حدود
وهذا ما كان بمثابة عزاء لهم بين الحين والحين مرت عدة ساعات حيث أشتدت
حرارة الشمس وعمت أرجاء المقهى فكانة بمثابة الأفاقه للمعلم ورجاله مما
كانوا عليه من سكر وسطل شديد حينها أفاق المعلم وحينما رأى قوة ضوء
الشمس وكأن الظهر قد أوشك صرخ بصوته الأجش .المعلم شحاته : يا نهار
!سود الضهر جه علينا و!نتوا لسه نايمين يخرب بيوتكم قوموا قامت قيامتكم
رجاله خرعه الميت زمانه صحى و!نتوا لسه نايمين الجنازه لو كانت طلعت من
غيرى هيبقى يوم !سود على كل الناس الست صابرين هتقول عليا أيه دلوقتى هربت
من مصاريف الجنازه !نتوا مش عارفين حاجه أنا عارفها كويس دى بتشك فى هدمها
يلا قوموا جهزوا كل حاجه فى أقل من نص ساعه كله يدينى تمام فاهمين .أنتفض
الجميع من الرجال والصبيه وهم فى حالة زعر مما كان عليه المعلم من حالة
هياج شديد وكأن اليوم هو اليوم الذى كان فى !نتظاره منذ زمنآ بعيد وتفرق
الجميع كلآ يعرف ماذا هو فاعل وما هو الذى طلب منه لتنفيذه بالحرف الواحد
دون غلطه أو تقصير وبالفعل تم كل شىء كما كان مقرر دون أدنى تقصير وقام
أهل الحى بمشاركة رجالة المعلم فى تجهيز الميت وخرجوا به قبل صلاة الظهر
متجهين !لى الجامع الكبير الذى يتوسط الحى للصلاه على الميت وبعد الأنتهاء
من صلاة الجنازه كانت النسوه خارج المسجد فى !نتظار الأنتهاء من الصلاه
وعند خروج أول المصلين علت النسوه بالصوات كما هو المعتاد فى مثل هذه
الحالات ثم خرج المعلم عليهن بصوته الأجش طلبآ للهدوء حجته فى ذلك أن
المتوفى كان رجل طيب ومن الحرام أن يعذب بتلك الأصوات التى تخرج من أفواهن
كألسنة اللهم تحرق الحى قبل الميت فألتزمن الصمت وخرج الجميع فى هتافات
دينيه !رضاءآ للمعلم حتى ينول رضا السيده صابرين و!بنتها فاتن وكانت
الهتافات تخرج من الأفواه بقوه كما لو كان كل واحد يتمنى أن يصل هتافه !لى
المعلم مباشرةآ بكل قوه كانت الهتافات بكلمة لا !له !لا الله محمدآ رسول
الله حتى أن وصلوا بالجثه !لى المدافن وشهد الجميع مراسم الدفن ثم وقف
المعلم شحاته معلنآ أن العزاء سوف يكون الساعه السابعه مباشرةآ بعد صلاة
المغرب ولابد من حضور الجميع لتقديم واجب العزاءوعاد الجميع كلآ !لى
بيته أو مكان عمله !نتظارآ لحين أن يأتى ميعاد العزاء . أقتربت الساعه من
السادسه وكان كل شىء على ما يرام وأتى شيخان من المقرئين للقرآن وكانا من
المشاهير وحينما دخلا الشادر !بتدى الجميع فى التزاحم لتقديم واجب
العزاء للمعلم وكأن حالة الوفاء تخصه شخصيآ أو لأحد أقرباءه الأعزاء كل هذا
يحدث والمعلم !ختار مكان مقعده مباشرةآ للبلكون الخاص بشقة السيده صفيه
و!بنتها ليشاهدهما وينظر ما بين الحين والحين على البلكون متمنيآ أن يظهرن
ليشهدن الأحتفال الكبير الذى قام بأعداده وتننفيذه على هذه الصوره المبالغ
فيها هو المعلم صاحب الكرم والبزخ الشديد لينال رضا فاتن قبل أن ينال رضا
والدتها السيده صابرين ليكفر عما !قترفه فى حقها حينما قام بتلقين أكرم
درسآ لن ينساه لتخطيه حدود الأدب والتتجرؤ على توصيل فاتن فاتنة الحى من
العتبه !لى أول الشارع حتى لا يجرؤ على تكرار ما قام به مرة أخرى أوشك
الوقت على الأنتهاء من مراسم العزاء وجاء عمال الفراشه بلم الشادر وخلى
المكان وأنتهى الحفل وذهب الجميع !لى منزله وظل المعلم وبعضآ من رجاله
لتقديم واجب العزاء بصفه خاصه للسيده صابرين و!بنتها فاتن ليرى بعينيه رد
الفعل لما قام به من العمل الرائع الذى قليلآ أن يتكرر ربما عند بعض أكبر
العائلات فقط وحان وقت اللقاء .