فقد ثقته بنفسه لأنه يهودي إسرائيلي
د.عبد الغني حمد و
أخ وصديق قديم التقيت به في اسطنبول قادما إليها من العراق
فكنت مرشده السياحي مجانا
وصعدنا سفينة سياحية في مضيق البوسفور
مع المناظر الخلابة والماء المتدفق والمتحرك في مضيق البوسفور , لتعبر بنا السفينة على مناظر , من آسيا ومن اوروبا , والتي حباها الله بجنات وجنان وغابات وورود وازهار ومياه
وقفت أنا وصديقي عند مقدمة السفينة , وكان يقف بجانبنا رجل يقارب عمري يبدو أنه أوروبي ومعه زوجته وأبنه
وجرت بيننا عدة تعليقات عن جمال المكان والإنبهار بالجمال الطبيعي لتلك الأماكن
وسألته من أين انت ؟
قال انا من إسرائيل متلعثما نوعا ما وبصوت خافت , ولكني من هولندا وأحمل الجنسية الإسرائيلية
شعرت بغصة كبيرة وغضب في داخلي صعد لرأسي وارتسم على وجهي , بتذكري الجرائم التي ارتكبت من قبلهم وما زالت
صاحبي تحول لالتقاط الصور
وقال لي من أين أنت قلت له من سوريه
قال أنا أحب سورية جدا ونفسي أزورها , قلت له وما الذي يمنعك
قال مكتوب على جوازي تل أبيب
ولكني رجل أنادي بالسلام
فأكره نتنياهو جدا , وكنت أحب نوعا ما إسحق رابين لأنه كان يسعى للسلام ولكن تخلصوا منه
وتطور الحديث
عن إمكانية السلام بين العرب وإسرائيل
وقبل أن يقول رأيه حول الموضوع موضوع السلام
قلت له إن السلام بيننا وبين إسرائيل ينبع من موقف مبدأي مغروس في نفوسنا ألا وهو:
اليهود في اسرائيل ينقسمون قسمين رئيسيين
قسم ينتمي للمنطقة العربية
والقسم الثاني المهاجرون من الشرق والغرب
فاليهود العرب ينتمون لسام ابن نوح كما العرب , وجدهم إبراهيم عليه السلام
وهؤلاء من الممكن أن نعيش معهم بسلام
أما المهاجرون غير العرب فعليهم العودة لأوطانهم
فعقب على ذلك وقال:
هذا صحيح تربطنا بالعرب رابطة نسب وأصل مشترك , وليس هذا فحسب
وإنما تراث وعادات مشتركة بيننا
فقلت له إن نتنياهو وحكومته والمتطرفين الصهاينة ربما يجعلوكم في المرتبة الدنيا بين الشعوب كما كان قبل قرن من الزمان
فقال كلامك صحيح من حيث:
أننا أصبحنا كيهود يتملكنا الخوف أينما ذهبنا
ولا نفصح عن جنسيتنا إلا مضطرين
ونشعر بالمعاملة السيئة من الجميع , وليس في تركية فقط وإنما في أماكن كثيرة
وانتهت الرحلة وذهب كل لحال سبيله
أفكر في كلام المهندس (بن)
في التعبير عن شعوره , الممتزج بالخوف والألم , وعدم الإطمئنان
لاأعتقد كلامه ناتج عن باطنية يهودية ملفقة أمامي لإظهار حسن النية , لأن الشعور , أي شعور الخوف والقلق ارتسما على وجهه لينبئ بحقيقة مايشعر
إن هذا الشعور الذي أبداه أمامي لدليل ينطق بها إسرائيلي عن الوهن واليأس والخوف الذي بدأ يدب في شعور الإسرائيليين
وهي بداية تدل على فقدان ذلك الكيان البغيض , الثقة بنفسه والخوف من المصير الحتمي لنهاية الدولة اليهودية
ولكن علينا التركيز على هذا الجانب الجانب النفسي , وعلى كتاب الأمة ومثقفيها أن يتداركوا هذا الجانب , ليزيدوا من تراكمه عندهم
وأن نهايتهم قادمة لامحال بإذن الله تعالى