محمد حسن كامل رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
عدد المساهمات : 645 نقاط : 1180 السٌّمعَة : 21 تاريخ التسجيل : 31/03/2010 العمر : 67 الموقع : إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
| موضوع: هل أنت مستفز......؟ الأربعاء يوليو 14, 2010 5:42 am | |
| هل أنت مستفز.........؟
اعترف أنني اكثر الناس إستفزازاً لقارئي العزيز , والاستفزاز أشبه بالصدمات الكهربائية الغير متوقعة والتي تواجه شيئاً ساكناً إعتاد رتابة الحياة , فيأتي الإستفزازليحرك الماء الساكن , ويصنع الحدث , مثل الموجات الدائرية التي تظهر على صفحة الماء بمجرد إلقاء أول حجر, هذا الحجر حرك الماء وجعلة مُستَفزاً . والإستفزاز له وجهان مذموم يحمل حقدا وكرها دفينا وحسدا وضعف في الشخصية وسوء تنشئة وكثيرا ما نعاني من هذا الإستفزاز ولاسيما في عالم الشهرة والنجاح. وهناك الإستفزاز المحمود وهو إرسال إشارات الى الآخربغرض التأمل والتفكر والتدبر والمقارنة , والاستفزاز ليست لغة بشرية فحسب , بل هو لغة كونية قد أثارت سقوط التفاحة إلى إكتشاف الجاذبية الأرضية , أو ظاهرتي المد والجز على سبيل المثال لا الحصر. والإستفزاز له باع في حياة الأنبياء والرسل أنظر إلى تلك المناظرة التي يديرها سيدنا إبراهيم ضد عدو الله النمرود قال الله تبارك وتعالى : ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) ، ( البقرة : 258 ) . قال المفسرون وغيرهم من علماء النسب والأخبار : هذا المحاج هو ملك بابل ، واسمه نمرود بن كنعان ، ذكروا أنه استمر في ملكه أربعمائة سنة ، وكان قد طغى وبغى ، وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا ، ولما دعاه الخليل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، حمله الجهل والضلال وطول الآمال على إنكار الخالق - جل وعلا - عنادا ومكابرة ، فحاج إبراهيم الخليل في ذلك ، وادعى لنفسه الربوبية ، فلما قال الخليل عليه الصلاة والسلام : ( ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت ) .
قال قتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق : يعني أنه إذا أتى بالرجلين قد تحتم قتلهما ، فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر ، فكأنه قد أحيا هذا وأمات هذا الآخر . وهذا ليس بمعارضة للخليل - عليه الصلاة والسلام - بل هو كلام خارجي عن مقام المناظرة ، ليس بمنع ولا بمعارضة ، بل هو تشغيب محض ، وهو انقطاع في الحقيقة ، فإن الخليل - عليه الصلاة والسلام - استدل على وجود الخالق - جل وعلا - بحدوث هذه المشاهدات من إحياء الحيوانات وإماتتها على وجود فاعل ذلك الذي لا بد من استنادها إليه في وجودها ضرورة ; لعدم قيامها بأنفسها ، ولا بد من فاعل لهذه الحوادث المشاهدة من خلقها وتسخيرها ، وتسيير هذه الكواكب والرياح ، والسحاب والمطر ، وخلق هذه الحيوانات التي توجد مشاهدة ثم إماتتها ، ولهذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ( ربي الذي يحيي ويميت ) ، فقول هذا الجاهل أنا أحيي وأميت إن عنى أنه الفاعل لهذه المشاهدات ، فقد كابر وعاند ، وإن عنى ما ذكرهقتادة والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، فلم يقل شيئا يتعلق بكلام الخليل ، إذ لم يمنع مستلزما ، ولا عارض الدليل .
ولما كان انقطاع [ ص: 108 ] مناظرة هذا المحاج قد تخفى على كثير من الناس ممن حضره وغيرهم ، ذكر دليلا آخر بين وجود الخالق ، وبطلان ما ادعاه النمرود ، وانقطاعه جهرة ( قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ) أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق ، كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها ، وهو الله الذي لا إله إلا هو ، خالق كل شيء ، فإن كنت كما زعمت أنك تحيي وتميت ، فأت بهذه الشمس من المغرب ، فإن الذي يحيي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء ، ولا يمانع ولا يغالب ، بل قد قهر كل شيء ، ودان له كل شيء ، فإن كنت كما تزعم ، فافعل هذا ، فإن لم تفعله فلست كما زعمت ، وأنت تعلم وكل أحد أنك لا تقدر على شيء من هذا ، بل أنت أعجز وأقل وأذل من أن تخلق بعوضة أو تتصرف فيها . فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه ، وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه ، ولم يبق له كلام يجيب الخليل - عليه الصلاة والسلام - به ، بل انقطع وسكت ، ولهذا قال تعالى : ( فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) . الإستفزاز(( كم من معلومة )) يصدم النفس أو العقل على غرة مثلما تستفز حبات الرمال حيوان المحار لتكوين اللؤلؤ . الإستفزاز فعل ورد فعل , ولكن ليس بالضرورة يحقق قوانين ((نيوتن)) لكل فعل رد فعل مساو له في القوة مضاد له في الإتجاة. الاستفزاز رد فعل غير منتظر لايخضع لقوانين الفيزياء ولا علوم النفس. ومن روافد الإستفزاز المحمود الاستفزاز العلمي وهو إستفزاز العقل لاستخدام الكم الاكبر من تلاقح العلوم للوصول غلى افضل النتائج وكان ((الفارابي)) مستفزاً لسيف الدولة الذي دخل في بلاطة فأذن له سيف الدولة بالجلوس ز فقال ((الفارابي )) أجلس حيث أنا أم حيث أنت...؟ فقال سيف الدولة لهذا المستفزحيث أنتز فتخطى ((الفارابي)) رقاب الجلوس وزاحم سيف الدولة في كرسيه. وكان سيف الدولة داهية فقال لحُجابه بلغة سرية ان عجز عن اسئلتي خذوه إلى الخارج فرد (( الفارابي)) سل ماشئت فتعجب سيف الدولة في شان هذا الرجل الذي يجيد لغته السرية. فجمع له العلماء والكتاب والمفكرين ليناقشوه في شتى فروع العلم وسرعان ما إنقلبوا طلاب ينهلون من علمه الغزير. إزداد سيف الدولة تعجباً وقال له هل لك في طعام او شراب فقال لا. فقال سيف الدولة هل لك في السماع فقال نعم, فأمر سيف الدولة بالعازفين والعازفات . وما أن بُدأ الطرب قال (( الفارابي)) ماهكذا يكون الطرب....!!! فقال سيف الدولة وهل لك في هذا أيضا؟ قال نعم , وأخرج ((الفارابي)) من كيس قماشي يحمله مجموعة من الآخشاب كوّنها بشكل معين وبدأ العزف فغرق كل الحاضرين في ضحك وهرج ومرج. ثم أعاد تشكيل الآخشاب بشكل آخروبدأ العزف فانهمرت دموع الحاضرين وغرقوا في بكاء شديد. ثم أعاد تشكيل الآخشاب بشكل ثالث وبدأ العزف فنام الجميع بمافيهم سيف الدولة وخرج مستفزاً لهم جميعاً دون أن يراه أحد.......!!! وبعد عزيزي القارئ.....هل أنت مستفز......؟ ومن أي نوع ؟ شاهد معي هذا التقرير https://www.youtube.com/watch?v=HkZB30EeYD4&feature=related تحياتي وفائق إحترامي
محمد حسن كامل
| |
|
سحر الكردى
عدد المساهمات : 14 نقاط : 16 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/07/2010
| موضوع: رد: هل أنت مستفز......؟ الأربعاء يوليو 14, 2010 11:31 am | |
| - محمد حسن كامل كتب:
هل أنت مستفز.........؟
اعترف أنني اكثر الناس إستفزازاً لقارئي العزيز , والاستفزاز أشبه بالصدمات الكهربائية الغير متوقعة والتي تواجه شيئاً ساكناً إعتاد رتابة الحياة , فيأتي الإستفزازليحرك الماء الساكن , ويصنع الحدث , مثل الموجات الدائرية التي تظهر على صفحة الماء بمجرد إلقاء أول حجر, هذا الحجر حرك الماء وجعلة مُستَفزاً . والإستفزاز له وجهان مذموم يحمل حقدا وكرها دفينا وحسدا وضعف في الشخصية وسوء تنشئة وكثيرا ما نعاني من هذا الإستفزاز ولاسيما في عالم الشهرة والنجاح. وهناك الإستفزاز المحمود وهو إرسال إشارات الى الآخربغرض التأمل والتفكر والتدبر والمقارنة , والاستفزاز ليست لغة بشرية فحسب , بل هو لغة كونية قد أثارت سقوط التفاحة إلى إكتشاف الجاذبية الأرضية , أو ظاهرتي المد والجز على سبيل المثال لا الحصر. والإستفزاز له باع في حياة الأنبياء والرسل أنظر إلى تلك المناظرة التي يديرها سيدنا إبراهيم ضد عدو الله النمرود قال الله تبارك وتعالى : ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) ، ( البقرة : 258 ) . قال المفسرون وغيرهم من علماء النسب والأخبار : هذا المحاج هو ملك بابل ، واسمه نمرود بن كنعان ، ذكروا أنه استمر في ملكه أربعمائة سنة ، وكان قد طغى وبغى ، وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا ، ولما دعاه الخليل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، حمله الجهل والضلال وطول الآمال على إنكار الخالق - جل وعلا - عنادا ومكابرة ، فحاج إبراهيم الخليل في ذلك ، وادعى لنفسه الربوبية ، فلما قال الخليل عليه الصلاة والسلام : ( ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت ) .
قال قتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق : يعني أنه إذا أتى بالرجلين قد تحتم قتلهما ، فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر ، فكأنه قد أحيا هذا وأمات هذا الآخر . وهذا ليس بمعارضة للخليل - عليه الصلاة والسلام - بل هو كلام خارجي عن مقام المناظرة ، ليس بمنع ولا بمعارضة ، بل هو تشغيب محض ، وهو انقطاع في الحقيقة ، فإن الخليل - عليه الصلاة والسلام - استدل على وجود الخالق - جل وعلا - بحدوث هذه المشاهدات من إحياء الحيوانات وإماتتها على وجود فاعل ذلك الذي لا بد من استنادها إليه في وجودها ضرورة ; لعدم قيامها بأنفسها ، ولا بد من فاعل لهذه الحوادث المشاهدة من خلقها وتسخيرها ، وتسيير هذه الكواكب والرياح ، والسحاب والمطر ، وخلق هذه الحيوانات التي توجد مشاهدة ثم إماتتها ، ولهذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ( ربي الذي يحيي ويميت ) ، فقول هذا الجاهل أنا أحيي وأميت إن عنى أنه الفاعل لهذه المشاهدات ، فقد كابر وعاند ، وإن عنى ما ذكرهقتادة والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، فلم يقل شيئا يتعلق بكلام الخليل ، إذ لم يمنع مستلزما ، ولا عارض الدليل .
ولما كان انقطاع [ ص: 108 ] مناظرة هذا المحاج قد تخفى على كثير من الناس ممن حضره وغيرهم ، ذكر دليلا آخر بين وجود الخالق ، وبطلان ما ادعاه النمرود ، وانقطاعه جهرة ( قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ) أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق ، كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها ، وهو الله الذي لا إله إلا هو ، خالق كل شيء ، فإن كنت كما زعمت أنك تحيي وتميت ، فأت بهذه الشمس من المغرب ، فإن الذي يحيي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء ، ولا يمانع ولا يغالب ، بل قد قهر كل شيء ، ودان له كل شيء ، فإن كنت كما تزعم ، فافعل هذا ، فإن لم تفعله فلست كما زعمت ، وأنت تعلم وكل أحد أنك لا تقدر على شيء من هذا ، بل أنت أعجز وأقل وأذل من أن تخلق بعوضة أو تتصرف فيها . فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه ، وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه ، ولم يبق له كلام يجيب الخليل - عليه الصلاة والسلام - به ، بل انقطع وسكت ، ولهذا قال تعالى : ( فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) . الإستفزاز(( كم من معلومة )) يصدم النفس أو العقل على غرة مثلما تستفز حبات الرمال حيوان المحار لتكوين اللؤلؤ . الإستفزاز فعل ورد فعل , ولكن ليس بالضرورة يحقق قوانين ((نيوتن)) لكل فعل رد فعل مساو له في القوة مضاد له في الإتجاة. الاستفزاز رد فعل غير منتظر لايخضع لقوانين الفيزياء ولا علوم النفس. ومن روافد الإستفزاز المحمود الاستفزاز العلمي وهو إستفزاز العقل لاستخدام الكم الاكبر من تلاقح العلوم للوصول غلى افضل النتائج وكان ((الفارابي)) مستفزاً لسيف الدولة الذي دخل في بلاطة فأذن له سيف الدولة بالجلوس ز فقال ((الفارابي )) أجلس حيث أنا أم حيث أنت...؟ فقال سيف الدولة لهذا المستفزحيث أنتز فتخطى ((الفارابي)) رقاب الجلوس وزاحم سيف الدولة في كرسيه. وكان سيف الدولة داهية فقال لحُجابه بلغة سرية ان عجز عن اسئلتي خذوه إلى الخارج فرد (( الفارابي)) سل ماشئت فتعجب سيف الدولة في شان هذا الرجل الذي يجيد لغته السرية. فجمع له العلماء والكتاب والمفكرين ليناقشوه في شتى فروع العلم وسرعان ما إنقلبوا طلاب ينهلون من علمه الغزير. إزداد سيف الدولة تعجباً وقال له هل لك في طعام او شراب فقال لا. فقال سيف الدولة هل لك في السماع فقال نعم, فأمر سيف الدولة بالعازفين والعازفات . وما أن بُدأ الطرب قال (( الفارابي)) ماهكذا يكون الطرب....!!! فقال سيف الدولة وهل لك في هذا أيضا؟ قال نعم , وأخرج ((الفارابي)) من كيس قماشي يحمله مجموعة من الآخشاب كوّنها بشكل معين وبدأ العزف فغرق كل الحاضرين في ضحك وهرج ومرج. ثم أعاد تشكيل الآخشاب بشكل آخروبدأ العزف فانهمرت دموع الحاضرين وغرقوا في بكاء شديد. ثم أعاد تشكيل الآخشاب بشكل ثالث وبدأ العزف فنام الجميع بمافيهم سيف الدولة وخرج مستفزاً لهم جميعاً دون أن يراه أحد.......!!! وبعد عزيزي القارئ.....هل أنت مستفز......؟ ومن أي نوع ؟ شاهد معي هذا التقرير https://www.youtube.com/watch?v=HkZB30EeYD4&feature=related تحياتي وفائق إحترامي
محمد حسن كامل استاذى الفاضل أبدعت كعادتك دوما تطل علينا باشعاعات حكمتك وعلمك زادك الله من فيضه فتمتعنا وتعلمنا وتستفزنى لان أبحث فى كل مناحى ومجالات المعرفة علنى يوما أصل الى قدر من المعرفة يخلق منى كاتبة تحوز اعجابكم سحر الكردى [color=violet][/color | |
|