منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب ترحب بك عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل تفضل بالتسجيل هنا حتي تستطيع مشاركة كبار كتاب الوطن العربي والحوارالمباشرمعهم
نتمنى قضاء أمتع الآوقات بصحبتنا
مع تحيات إدارة إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب ترحب بك عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل تفضل بالتسجيل هنا حتي تستطيع مشاركة كبار كتاب الوطن العربي والحوارالمباشرمعهم
نتمنى قضاء أمتع الآوقات بصحبتنا
مع تحيات إدارة إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب

إتحاد الكتاب والمثقفين العرب منتديات ثقافية إجتماعية تضم خيرة أقلام الوطن العربي ومفكريه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اهداء الى الرفيق العزيز حامد الرعد‏‏ / د. لطفي الياسيني
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2018 8:59 pm من طرف لطفي الياسيني

» تهنئة للطوائف المسيحية المحتفلة بعيد احد الشعانين غدا / د. لطفي الياسيني
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالجمعة أبريل 07, 2017 11:29 pm من طرف لطفي الياسيني

» غموض البياض الأخير
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 21, 2017 2:43 pm من طرف محمد الزهراوي أبو نوفل

» اليأس سم النجاح
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2015 6:27 pm من طرف عبد الرحمن محمود

» الديمقراطية.. هل تناسبنا؟
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2015 5:56 pm من طرف عبد الرحمن محمود

»  كلابيب الفشل وبراثن النجاح
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 12:50 am من طرف عبد الرحمن محمود

» كلابيب الفشل وبراثن النجاح
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 12:08 am من طرف عبد الرحمن محمود

» كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن مباشر دون احالة
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 11:45 am من طرف عبدالرحمن المعلوي

» كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن مباشر دون احالة
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 11:36 am من طرف عبدالرحمن المعلوي

» رواية من سيفوز في مباراة التنس مجزاه
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 21, 2015 6:27 pm من طرف احب ان اكون مؤلفة


 

 مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ريــم العيـساوي

ريــم العيـساوي


عدد المساهمات : 33
نقاط : 85
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/06/2010

مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Empty
مُساهمةموضوع: مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي   مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالخميس يونيو 17, 2010 6:26 am

مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق
ريم العيساوي




إن مشـروع الجابري في تجديد العقل العربي من داخل تراثه بأدوات عقلانية مأخوذة من الثقـــافة الإنســانية صـورة من التفــاعل الفكـري العميـق والرفيــع.




الجابري لم يرحل لأن نتاجه الفكري الغزير سيبقى نابضاً بالحياة لما احتواه من زاد ثقافي لا ينضب.

مهلاً!! لا نقل وداعاً لصاحب العقل العربي الخلاّق!

لا نقل وداعاً للمفكر المغربي الفذّ محمد عابد الجابري الذي وضع العقل العربي تحت مجهره الناقد.

لا نقل وداعاً للمفكر العصامي الذي نحت بمعوله الصلب في دهاليز الفكر.

لا تقل وداعاً! لأنه لم يغب بل تربع على عرش التاريخ إلى جوار ابن رشد والفارابي وابن سينا وابن خلدون.

إنه المفكر الذي انفتح على الفضاء القرآني كنص محوري مؤسس لعالم جديد وثقافات متنوعة..

لا نقل وداعا! لهذا الفيلسوف المعاصر الفريد الذي امتطى صهوة طموحه ونال الرهان في ثورته من أجل تحطيم الأفكار المتكلسة!!

الدكتور محمد عابد الجابري المفكر المثير للأسئلة الوجودية الكبرى للإنسان العربي، غيبه الموت.. لكن سيبقى في ضمير هذه الأمة و تبقى آثاره وأفكاره ورؤاه تحمل آيات الإبداع لأنه قضى قرناً إلا الربع في إغناء الحياة الفكرية العربية وأثرى مكتبتها بثلاثين مصنفاً سجلت علامة فارقة في نقد العقل العربي. المفكر الذي عالج التراث والدين بأدوات معرفية جديدة وتوصل إلى أن العقل العربي، عقل مستقل لرفضه الحوار المعرفي والحضاري في المسائل الكبرى.

إنه محمد عابد الجابري الذي رحل يوم الاثنين 3 مايو بعد حياة فكرية خصبة ومسيرة حافلة مثيرة للإعجاب والدهشة ومليئة بالجدل المعرفي والحوارات الساخنة.

مهلاً! لا تقل وداعاً! لأنه لم يرحل بل ترك مدونة قيمة وفلسفة ثرية ومرجعية مثلى، سجل بها تفرّده في رؤاه ومواقفه من قضايا وطنه وحلمه بمستقبل أمته.

سلاحه منطق العلم وحكمة المنهجيات التي حققها الاجتهاد البشري.

لقد حظي الجابري خلال حياته بحضور تنويري طيلة أربعة عقود، مارس خلالها دوراً بارزاً في الساحة الثقافية المغربية، وبلغ إشعاعه خارج حدود بلده.

ولم تكن رحلته مع تاريخ العقل العربي هيّنة، بل كانت مغامرة محفوفة بالمكابدة والتضحية، بنى منجزه الفكري على قاعدة إيبستيمولوجيا حديثة وصلبة؟ جاعلاً من «العقل العربي» إشكالية للدراسة ومشروعاً فكرياً ً للتقصي والبحث، وأن بنياتنا الذهنية والسلوكية والعقلية تحتاج إلى تشريح خاص.

لقد كانت رحلته مضنية،لأنه غامر من أجل مشروعه عبر محطات تاريخية وحضارية عديدة، من عصر التدوين وعصر صراع الخلافة، وفترة نزول القرآن، ونشأة الدولة الإسلامية وغيرها من المحطات.

لم يرحل ولم يغب،لأنه ترك إرثاً معرفياً، عماده خوض أولى المعارك وأخطرها عبر مقارعته لثنائيات متعارضة، قامت برمّتها على جدلية التراث والحداثة، الأصالة والمعاصرة، والدائرة حول سؤال أساسي: كيف نقرأ تراثنا بعقل نقدي يتخطّى الانغلاق والدوغمائية؟ كان جواب الجابري على هذا السؤال بتأليف أمّهات المراجع بدءاً من أطروحته «نحن والتراث»، مروراً برباعيته «نقد العقل العربي»، وصولاً إلى «مدخل إلى القرآن الكريم». منجزه هذا أثار جدلاً كبيراً داخل الأوساط الثقافية لأنه تعمق في التراث العربي الإسلامي بعين ثاقبة لا ترى إلّا العلم سبيلاً لتناول المسكوت عنه.

لم يكن محمد عابد الجابري مفكراً شامخاً فحسب، بل كان فيلسوفاً معاصراً متميزاً، واحداً من أهم أعلام العصر ورمزاً من رموز التنوير والعقلانية، قدم الكثير للفكر العربي متبوّئاً مكانة عالية بين المفكرين العرب، صاحب المشاريع النظرية الأكثر لفتاً للانتباه، واجتذاباً للنقاش والجدل يعتبر الجابري امتداداً لرواد نهضة الفكر العربي، تجاوز صيته المغرب إلى العالم العربي، وسطع فكره في الوقت الذي تراجع فيه العلم والفلسفة، وهو آخر الفرسان الذين رفعوا مشعل الفلسفة.

لقد عرف الجابري بعقلانيته الرصينة البعيدة عن كل تطرف لأنها عقلانية تنهل من التراث وتستمد قوتها منه، وخاصة أن السؤال يخص مسألة النهضة.
أما المدخل المنهجي الذي اختاره محمد عابد الجابري فقد أكد فيه على أنه لا نهضة دون تحصيل آلة إنتاجها أي العقل الناهض. ولا يمكن تحصيل هذا الفكر القادر على صناعة النهضة دون نقد للعقل العربي وبحث صيرورته التاريخية وتحديد المفاهيم المتحكمة في بنيته، من أجل بيان الحاجة إلى عصر تدوين جديد يؤسس للعقل نظاماً معرفياً قادراً على الاستجابة للتحديات الراهنة.


لقد خاض الجابري في مسائل الهوية مؤمناً بالحوار بين غرب العرب وشرقهم وبين جامعة الإسلام ودائرة العروبة ضمن تصور ديمقراطي علماني وفاقي ودون إهمال لمشكل الآخر المنفتح على العالمية والثقافات المغايرة.

إن القضايا التي تناولها الفقيد كثيرة ولعل أهمها هي الخطاب العربي والوحدة العربية والفلسفة العربية ونحن والغرب وقراءة القرآن ونقد دعاوى النهضة والإصلاح والتجديد والبحث عن بناء منظومة تاريخية تجمع كل الفاعلين السياسيين الذين يشكلون التيارات الكبرى للأمة ويكون مقصدها هو الاستئناف الحضاري.

كما أدرك الجابري أن تأويل النصوص التأسيسية في الإسلام يقتضي رؤية تنويرية تُحيل على تفسير التراث من جديد. وأن إعادة كتابة «تاريخنا». بالنسبة إليه، مجرد اجترار وتكرار رديء للتاريخ الثقافي نفسه الذي كتبه «أجدادنا». لكن إذا كان العلم مصدر الوعي، وإذا كانت النهضة العلمية في أوروبا هي أساس التقدم الحضاري، فما الذي عرقل مسيرتها في العالم العربي؟ يخلص الجابري إلى أنّ الدور الذي قام به العلم عند اليونان، وفي أوروبا الحديثة في مساءلة الفكر الفلسفي ومخاصمته، قامت به السياسة في الثقافة العربية الإسلامية، معتبراً أن الفترات الحاسمة في تطور الفكر العربي الإسلامي لم يكن يحددها العلم، بل كانت توجهها السياسة، فظل أغلب نتاج العلماء خارج مسار الحركة الثقافية العربية.

وما توصل إليه الجابري من نقد التراث أنه في حاجة إلى قراءة جديدة تستند إلى آليات علمية.

انطلق الجابري بمسيرته الفكرية منذ السبعينيات حين صنف أطروحته عن ابن خلدون، فكانت بداية ناجحة و قراءة دقيقة للمقدمة، أعطت قيمة معاصرة للمنهج الخلدوني في التعامل مع التاريخ العربي الإسلامي.

بعد كتاب «معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي» الذي يعتبر الأهم في دراساته المختلفة، دخل الجابري في منعطف منهجي بدأ من «مدخل إلى فلسفة العلوم» وأخذ يتدرج إلى مرحلة متقدمة في إعادة قراءة للتراث وما يتفرع عنه من مدارس فقهية وفلسفية وتأريخية وصوفية وسياسية وعقلية ونقلية. وجاءت اجتهاداته في هذا المضمار لتثير الجدل حول أطروحاته بشأن «نقد العقل العربي» التي صدرت على أجزاء متوالية بدأت بالتكوين ثم البنية، وأخيراً التجلي المعرفي والثقافي والأخلاقي وصولاً إلى تأكيد الحاجة إلى إصلاح العقل العربي في محدداته الراهنة ومجرياته التاريخية وتقلباته السياسية وانقساماته الذهنية وانشغالاته الماضوية.

كيف قسم الجابري العقل؟
للعقل في منجز الجابري ثلاثة أقسام : العقل البياني وأصوله العربية والعقل العرفاني وأصوله الشرقية، وأخيراً العقل البرهاني ومصادره الفلسفية العقلانية، وقد وضح ملابسات كل منها وظروف تكونها في التاريخ العربي وعوامل انسدادها.


وكانت فكرة مراجعة ذهنيتنا وما اندرج في بنياتها من مواضعات الثقافة إحدى الأفكار الهامة التي شكلت وعينا وفي نفس الوقت سلاحاً لمواجهة الشكوك الأصولية التي أعادت إلى الساحة كل صراعات التاريخ الفكرية.

دراسته :الرموز الحسابية الهندية كانت هي السبب في أن يولد الفيلسوف الجابري
محمد عابد الجابري المولود في 27 ديسمبر 1935 في المغرب وبالتحديد في قرية نائية اسمها فجيج ترعرع في أرضها مغترباً يعمل من أجل كسب العيش عاش هذا الطفل السامق مع أخواله ليكابد ألم المعاناة والحرمان منذ نعومة أظفاره ثم تمر السنون وإذا به طالب جامعي يحصل على الدكتوراه،ارتبطت حياته المدرسية بحادث كان منعطفاً في توجهه إلى الدراسات الفلسفية، لأنه كان في ميوله الدراسية مغرماً بالرياضيات.وقد تحدث في كتابه «مسار كاتب» عن علاقته بهذا العلم ووصف ميله إليه وتميزه فيه بلغة لا تخلو من الحماس «كنت مولعاً بالرياضيات.. كان لديّ ما يشبه الموهبة في هذه المادة..».


سافر الجابري إلى سوريا سنة 1957حاملاً عشقه للخوارزمي ليتم دراسته في تخصص الرياضيات، وقد كان عمره آنذاك واحداً وعشرين عاماً، بيد أن أمراً طريفاً أرغمه على تغيير اختياره، فقبل أن يسجل نفسه في كلية العلوم أخذ الكتب المدرسية السورية لاستطلاعها والمقارنة بينها وبين ما تعلمه في المغرب.

يصف الجابري ما حدث قائلاً «كانت صدمة كبيرة لي عندما وجدتني أمام (مشاهد) لم أكن قد تعودت عليها: أرقام هندية لا أستطيع قراءتها بسهولة، وأنا قد تعودت في المغرب على الأرقام العربية، العالمية الآن، وكانت مراجعي في مادة الرياضيات والفيزياء كلها مراجع فرنسية..لقد وجدت نفسي في كتب الجامعة السورية في دمشق أمام أرقام ورموز ومعادلات ومصطلحات غريبة عني أو أنا غريب عنها، والرياضيات كلها رموز، وشعرت أنه سيكون عليّ أن أقوم بدور المترجم لنفسي من العربية إلى الفرنسية، ومنها إلى اصطلاحنا في المغرب، فكان هذا شيئاً مثبطاً تماماً».

فقرر الجابري ترك الرياضيات والتخصصات العلمية والارتحال هارباً من طلاسم الرموز العلمية، إلى حقل معرفي آخر، هو القانون، ولكنه بعد أن راجع كتب القانون لاحظ أنها تعتمد بالدرجة الأساس على الحفظ والذاكرة.

فسجل نفسه في كلية الآداب بالسنة الأولى في تخصص كان يسمى «الثقافة العامة» على أن يختار بالسنة الثانية شعبة الفلسفة، ودرس الجابري السنة الأولى في دمشق، ونجح بتفوق.

وفي نهاية العام عاد الجابري إلى المغرب ليجد أن كلية الآداب في الرباط استحدثت شعبة الفلسفة، فقرر العدول عن السفر إلى دمشق، ومتابعة دراسته في الرباط.
وهكذا يمكن أن نقول إن الرموز الحسابية الهندية كانت هي السبب في أن يولد الفيلسوف الجابري، فلولا تلك الرموز لاختار الطالب محمد عابد الجابري تخصص الرياضيات لا الفلسفة.


وحصل الجابري على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة في عام 1967 ودكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من جامعة محمد الخامس بالرباط حيث عمل مدرساً للفكر الإسلامي والفلسفة.

تشبث المفكر الجابري بالحرية
من الصعب أن نعثر على مثقف عربي تشبث بالحرية كما تشبث بها محمد عابد الجابري وهي اختيار لا يقبل التنازل، فكرياً وسلوكياً في آن معاً. ولم يكترث لكل ما كان يحيط به من عوائق أو ما كان يواجهه أو يعترض عليه دائماً، كان المفكر الذي يضع الحرية عنوان بناء عروبة جديدة، وميثاقاً جديداً بين الحاكم والمحكوم، ولغة مشتركة بين النخبة والمجتمع، ومنهجاً في احترام القيم الإنسانية الكبرى. تلك الحرية هي التي جعلته يغامر على إعادة النظر في مسلّمات كثيراً ما اختنق فيها مفكرون لم يستوعبوا أساس الفكر الذي هو الحرية.


وهو القائل: «حق الإنسان في الكلمة هو الحق الذي من دونه يفقد الإنسان هويته كإنسان».

لقد جعل الجابري الحرية محور كل ما قام به في رحاب الجامعة وفي محيط التأليف الفكري والعمل الثقافي، والحرية كانت مفتتح حياته ومنتهاه.

في تأصيل عالمية حقوق الإنسان
وفي تأصيل عالمية حقوق الإنسان في المرجعيتين الإسلامية والغربية، يربط فرضية العقد الاجتماعي ويذكر بآيات الميثاق في القرآن الكريم التي تقرر أن الله أخذ من بني آدم ميثاقهم أي التزامهم أن لا يعبدوا أحداً سواه، وأن الله كرم لذلك بني آدم فجعلهم خلفاءه في الأرض، وحمّلهم الأمانة، وأرسل فيهم رسلاً مبشرين ومنذرين، من هذه الآيات آية الميثاق في قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) سورة الأعراف - آية 172.


ويعقب الجابري على ذلك بقوله: هذا الميثاق الماورائي الذي يؤسس الدين أي العلاقة بين الله والناس، يتحول إلى عقد اجتماعي واقعي مع بداية قيام المجتمع الإسلامي أطلق عليه القرآن الكريم اسم الشورى، عقد يؤسس المجتمع (وأمرهم شورى بينهم)، وينظم العلاقة بين الناس والدولة (وشاورهم في الأمر).

وفي نظر الجابري أن الأبعاد الثقافية والحضارية لحقوق الإنسان هي أبعاد إنسانية تشترك في التعالي بها جميع الثقافات، وتتأسس على مرجعية تقدم نفسها على أنها البداية والأصل مثل حالة الطبيعة ودين الفطرة.
هذه النظرة لحقوق الإنسان، وفكرة القانون الطبيعي قراءة جديرة بالنقاش والالتفات.


المثقف الحقيقي ينبغي أن يظل دائماً «فوق» السياسي
يرى محمد عابد الجابري أن المثقف الحقيقي ينبغي أن يظل دائماً «فوق» السياسي، أي أن يكون المثقف هو الذي يوجه السياسي، وأن تكون السياسات التي يبنيها السياسي مبنية على ما وصل إليه المثقف من تأسيسات نظرية ومن تقديرات للمواقف.


وفي ضوء ذلك يهدف الجابري إلى توضيح معنى المثقف العربي، من خلال رده إلى بيئته الأصلية التي يمكن من خلالها الوقوف على أهم ملامحه، من خلال العودة للتراث العربي الإسلامي.

وإذا كان الجابري قد حاول «تبيئة» مفهوم الثقافة من خلال تتبعه للحضارة الإسلامية منذ صدر الإسلام، مع التركيز بشكل خاص على القرن الرابع عشر، فإنه أكسب منجزه أهمية خاصة من خلال بحثين تناولا شخصيتين إسلاميتين هامتين، هما ابن حنبل وابن رشد، مع التركيز على مأساتهما.
لقد تعمد الجابري أن يختار حالتين تمثلان مواجهة بين المثقف والسياق المحيط به، أولهما عالم دين، وثانيهما فيلسوف. وفي الحالتين كانت يد السلطة الغاشمة هي الأعلى والأكثر.


ويفسر الجابري محنة ابن حنبل في ضوء توظيف الديني من أجل السياسي؛ فلم تكن البيئة في هذا السياق التاريخي تفهم السياسي وتتعامل معه، إلا من خلال جملة مفاهيم وقضايا دينية، مثل الجبر والقدر، وحكم مرتكب الكبيرة، كان سبب كتابة الجابري لكتابه (المثقفون والحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد) هو أنه قد استشعر أزمة ثقافة عربية. فالمثقفون في الحضارة العربية - سابقاً وحديثاً - يظهرون وكأنهم لا يرتبطون بمرجعية، ولا يستندون إلى أصل.. كأنهم معلقون في الهواء. يوجد غياب حاد للمرجعيات، وتهميش للوجود الثقافي.

وفي حديثه عن الثقافة الوطنية يقول :
«إن الثقافة الوطنية يجب أن تهتم بالماضي حقاً، ولكن لا من أجل أن تجعل منه الحقيقة المطلقة، الحقيقة النهائية الخالدة، بل من أجل أن نربط بين ما هو صادق فيه وأصيل، وبين معاناتنا وتجاربنا الحاضرة. إنه إحياء الماضي الذي طمسه الاستعمار أو شوهه، إن تصحيح معرفتنا بماضينا وتراثنا القومي ضرورة من ضرورات الثقافة الوطنية. ولكن «إحياء الحاضر»، أي التعبير عن معاناتنا في تجاربنا الراهنة، عن حركة واقعنا وتموجاته، عن وحدة شعبنا في تطلعاته، هو وحده الذي يخلق الثقافة الوطنية الحق، الثقافة التي تساهم في إغناء النضال الشعبي وتوضيح طريقه وآفاقه.


إن النظرة الوطنية إلى الثقافة الوطنية لم تكن تدعو إلى الاغتراب في الماضي بل كانت تنادي بضرورة احتواء هذا الماضي بعد تصحيح معرفتنا به، ولم تكن تدعو إلى استيراد ثقافة معينة من خارج بل هي كانت تنادي بضرورة هضم الثقافة العالمية وتمثل مضامينها تمثلاً واعياً».

محمد عابد الجابري والنشاط السياسي:
لم يكن الجابري بعيداً عن النشاط السياسي فهو مثل الكثيرين من مثقفي جيله خاض الجابري غمار السياسة، وكان الارتباط بها يعني ضمنياً أن وراء المشروع الفكري لإعادة صياغة مقولات الثقافة العربية كان حلم التغيير السياسي في الإطار الوطني (أو القومي) هو الأساس.


فقد انخرط في خلايا العمل الوطني ضد الاستعمار الفرنسي للمغرب في بداية خمسينيات القرن الماضي، كما كان قيادياً بارزاً في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي شغل لفترة طويلة عضوية مكتبه السياسي قبل اعتزاله العمل السياسي وتفرغه للشؤون الأكاديمية والفكرية.

وكان محرر التقرير الإيديولوجي لحزب الاتحاد الاشتراكي سنة 1975 إلى جانب عمر بنجلون. وكان منظّراً للحزب وقائداً للفكر الحر فيه.

ومن فضائله أيضاً في هذا المجال عدم قدرته على إقصاء البعد الأخلاقي في الممارسة السياسية، وقد ظل حريصاً على استحضار المكون الأخلاقي حتى عند اعتزاله للعمل السياسي واكتفائه بترسيخ ثقافة التنوير والنقد في الفكر العربي المعاصر.

رؤيته للدين وعلاقته بالسياسة تختلف عن رؤية معظم الاتجاهات الحداثية

للجابري رؤية للدين وعلاقته بالسياسة تختلف عن رؤية معظم الاتجاهات «الحداثية» على طول عالمنا العربي، فالدين بالنسبة إلى الجابري ينبغي ألا يطرح كشيء يمزق الهوية. فالدين في تصور الجابري قد يكون مشكلة عندما يكون هناك تعدد ديني أو مذهبي أو طائفي.
ومشروعه الذي أنجزه حول فهم وتفسير (القرآن الكريم)، والذي هدف من خلال أجزائه إلى التعريف بالقرآن الكريم تعريفاً «ينأى به عن التوظيف الإيديولوجي والاستغلال الدعوي الظرفي، حيث قام ببناء التفسير القرآني على أساس ترتيب النزول والربط فيما بين مسار التنزيل وتواؤمه مع مسيرة الدعوة المحمدية والسيرة النبوية.


كتابه «مدخل إلى القرآن الكريم» دار نقاش معمّق حوله وخاصة حول ما توصل إليه الجابري من أن وصف القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه «الرسول النبي الأمي» لم يكن القصد منه أنه لم يكن يعرف القراءة، بل إن كلمة الأميين تعني العرب الذين لم يكن لديهم كتاب سماوي.
وإن «القرآن وقع به بعض التحريف، وأن علماء الإسلام السنة اعترفوا بذلك». وقال الجابري، في مقال له بعنوان «ما قيل إنه من القرآن»، إن «جميع علماء الإسلام من مفسرين ورواة حديث وغيرهم يعترفون بأن ثمة آيات وربما سور قد (سقطت) أو (رفعت) ولم تدرج في نص المصحف، وأنواع النقص في ذلك كثيرة».
وأضاف الجابري في رواية عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت كانت آيات سورة الأحزاب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبلغ نحو مائتي آية، فلما كتب المصحف لم يقدر منها إلا ما هي عليه الآن، وفي رواية أخرى أنها قالت: «نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلما مات الرسول «صلي الله عليه وسلم» وتشاغلنا بموته دخل داجن «شاه» فأكلها.


التراث والحداثة :
مثلت كتابات الجابري الجسر الذي سمح بالعبور إلى مساحات أرحب للرؤية والتأمل الفكري، كتابات بمثابة الحفر في التراث تهدف إلى جعل هذا التراث مفهوماً، ومقروءاً، وحياً بيننا، فليس للتراث أن يُلبس هالة من القداسة، وليس لنا أن نقوم بتهميشه والتنكر له. ولذا قدّمت كتابات الجابري توافقاً فكرياً تعطش له كثيرون.


فمنذ كتابه الأول «العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي» الصادر عام 1971، حدد الدكتور محمد عابد الجابري لنفسه خطا بحثيا أثار إشكاليات كبرى في الفكر العربي المعاصر، خاصة وأنه أخذ مع الوقت يلامس القضايا المعاصرة من زاويتين، قد تبدوان للوهلة الأولى متناقضتين، وهما التراث والحداثة، لكنهما اجتمعا على أرضية القراءة المعرفية للتاريخ من جهة، ومن جهة أخرى من خلال متطلبات التحول إلى الحداثة التي هي عنده مطلب ضروري، لكنها أيضاً ضرورة لا تفارق البعد العقلي.

وهكذا سجل الجابري منعرجاً حاسماً وعلامة فارقة في المنجز الفكري المعاصر من خلال كتب عدة من أبرزها «تكوين العقل العربي» و«بنية العقل العربي» و«إشكاليات الخطاب العربي المعاصر» و«العقل السياسي العربي»، وهو عبر هذه المؤلفات اجتاز طريقاً صعباً في ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان الوطن العربي يعج بالأفكار القومية واليسارية، ويشهد في الوقت ذاته صعود الفكر الإسلامي في أشكاله المختلفة، ما جعل د.الجابري يدخل في سجالات كبيرة في المغرب والمشرق العربيين، خاصة وأن نقد العقل العربي جاء في تلك المرحلة كضربة قوية تم توجيهها من قبله إلى الكثير من الأفكار التي كانت رائجة آنذاك.

ومن هنا بنى الجابري منهجيته البحثية المستقلة عن المنهجية الغربية (الاستشراقية منها والعلمانية المستعلية) وفي هذه المنهجية بالذات أكد إسهاماته العلمية. وبموسوعته العلمية حول «العقل العربي» أهدى للمكتبة العربية مؤلفات نادرة في موضوعها ونادرة في منهج بحثها وجريئة في منطقها.

لذلك لم يكن فوق مستوى الانتقاد وخصوصاً في مؤلفاته الأخيرة لكن الانتقادات التي وجهت له في أغلبها لم ترق بالنقد إلى المستوى الفلسفي الخالص. (باستثناء مؤلف جورج طرابيشي (نقد نقد العقل العربي) الذي انتقد الجابري من على نفس المستوى ).

إنّ أهم سمة لمشروع الجابري كونه أفاد على مستوى آليات النظر والتفكير ودعم القدرة على القراءة المعرفية الواعية. واكتساب ملكة التحليل والربط والاستنتاج وحضور الروح النقدية.

نقد الجابري كان هادئاً، ومع ذلك يصاحبه تأثير عميق. لأنه نقد يجيد اصطياد مواضع الجروح، والعلل. ومثال على هدوئه، ونقده المتزن، نجده في حديثه عن (السلفية) كما في كتابه (نقد الحاجة إلى الإصلاح). فعلى عكس ما يمارسه بعض المفكرين، نجد أن الجابري لم يقم بنسف السلفية، أو إقصائها من دائرة الحل، كأن يعتبرها مجرد بنية مغلقة لا تحمل أية حلول، ولا تمارس سوى إلغاء الخارج والتشرنق على الداخل. لقد ميّز الجابري من السلفية أفضل نماذجها، والوجه القابل للحداثة فيها، واستلهم فيها النموذج الذي تخلص من الماضوية حين يكون نموذجاً يمارس «العودة إلى الماضي ليس من أجل الماضي نفسه، بل من أجل التحرر مما تراكم من (انحرافات) و(ظلمات) في المسار الذي يفصل الحاضر عن تلك النقطة المضيئة».

مؤلفاته: لم يشغل الجابري بشيء قدر انشغاله بـ «العقل العربي» الذي كرس له جل حياته وأعماله وألف حوله سلسلته ذائعة الصيت «في نقد العقل العربي» في 3 أجزاء وهي: «تكوين العقل العربي»، و«بنية العقل العربي»، و«العقل السياسي العربي»، التي تعالج العقل العربي في صحوته ونكبته عبر التاريخ، وترجمت إلى الكثير من اللغات، وباتت ركناً أساسياً فيما يمكن وصفه بالفلسفة العربية الحديثة. ترك محمد عابد الجابري عدداً من المؤلفات، من بينها: «نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي»، و«العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي», و«إشكاليات الفكر العربي المعاصر» و«الديمقراطية وحقوق الإنسان» و«مسألة الهوية: العروبة والإسلام والغرب»، و«المثقفون في الحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد».
وفي كل ما كتب لم يكن اتباعياً أو مجرد صدى أو ناقلاً لأطروحات غيره، بل حافظ على صفاء فكره النقدي والوضوح في شرح الأفكار وتقريبها من ذهن المتلقي، بأسلوب سلس بعيد عن الحذلقة والغموض المفتعل.




الجابري والجوائز:

هذا المطلب، هو الذي اشتغل الراحل الجابري، بقصد إنجازه طيلة ما يقرب من نصف قرن، متوجاً ذلك بإنتاج موسوعته «نقد العقل العربي»، وهو الإنجاز، الذي رأت اليونسكو أنه يستحق أن يكرم في الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة يوم 16 نوفمبر من سنة 2006، إلى جانب الاحتفاء، أيضاً، بالفيلسوفة الألمانية، حنا أرندت، (1906- 1975) بمناسبة الذكرى المئوية لميلادها. وبعدها حصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر لسنة 2008، التي تمنحها المؤسسة الخيرية غير الحكومية الألمانية، التي تحمل الاسم نفسه، ليكون بذلك أول شخصية مغربية تحصل عليها، وعاشر شخصية عربية.

لم يشكل فوز المفكر والباحث المغربي الأصيل محمد عابد الجابري بجائزة ابن رشد للفكر الحر في دورتها العاشرة سنة 2008، أي مفاجأة للمثقفين والمتتبعين للشأن الفكري والفلسفي على الأقل بالمغرب، لأن كاتباً ومفكراً من عيار محمد عابد الجابري يستحق كل تتويج، لاشتغاله على التراث الفكري العربي وإعادة قراءته قراءة صحيحة، وعلى النبش في الكثير من القضايا الحساسة، التي تمس النهضة العربية، والتي جلبت له نقمة الكثيرين وعداوات من طرف أبناء جلدته ووطنه، خصوصاً أولئك الذين كانوا يعتبرونه من أشد المنافسين لهم في المجالين الفكري والفلسفي بالمغرب.
لكن المفاجأة كانت في تقبل الجابري لتلك الجائزة، التي تعذر عليه السفر لبرلين (ألمانيا) لتسلمها بسبب ظروفه الصحية، خصوصاً أنه قد اشتهر برفضه للعديد من الجوائز العربية والمغربية منها: جائزة صدام حسين، التي اعتذر عن عدم الترشح لها مرتين في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، بسبب غياب تخصص الفلسفة عنها، وجائزة المغرب للكتاب عدة مرات، وفي عهد العديد من الوزراء، وفي عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وجائزة الشارقة لعام 2001 التي تمنحها اليونسكو (25 ألف دولار) لكونها الجائزة نفسها، التي سبق أن حصل عليها سنة 1988 باسم «جائزة بغداد للثقافة العربية». كما اعتذر الجابري سنة 2002 عن عدم تسلم جائزة العقيد معمر القذافي لحقوق الإنسان (32 ألف دولار)، واعتذر عن عدم تقبل العضوية في أكاديمية المملكة المغربية مرتين.
أما الجوائز التي تقبلها بالإضافة إلى «جائزة بغداد للثقافة العربية» سنة 1988، كما هو مذكور في موقع المفكر محمد عابد الجابري الإلكتروني فهي: الجائزة المغاربية للثقافة بتونس سنة 1999، وجائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي عن مؤسسة
MBI
تحت رعاية اليونسكو سنة 2005، وجائزة الرواد عن مؤسسة الفكر العربي ببيروت سنة 2005، ثم ميدالية ابن سينا من طرف اليونسكو سنة 2006.
لم يكن المفكر محمد عابد الجابري يبحث عن الشهرة ولا يحب الأضواء، بل يفضل الانزواء في مكتبه، والاشتغال بكل هدوء، وترك أعماله هي التي تتحدث عنه، وحتى حينما حصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر، فإنه فضل أن تكون كلمته التي وجهها للمؤسسة التي توجته، عن الفيلسوف ابن رشد وليس عن نفسه، على اعتبار أن ابن رشد قام بخلخلة الكثير من المرجعيات في العديد من المجالات الفكرية والفلسفية، وارتفع بالطب إلى مرتبة العلم، إذ ركز حديثه على كتاب ابن رشد «الكليات في الطب»، الذي رأى أنه كتاب غير مسبوق يجب وضعه في سياق تاريخ الطب العربي، بل التاريخ العام للطب، لفهم الكتاب.


إن الجابري لم يرحل لأن نتاجه الفكري الغزير سيبقى نابضاً بالحياة لما احتواه من زاد ثقافي لا ينضب سينهل منه جيل المثقفين وله الفضل الكبير في تخريج الكثير من المفكرين والفلاسفة الجدد في بلادنا وخارجها.
فمنذ ابن خلدون لم ينتج العرب نظرية معرفية في حجم ما أنتجه الجابري حول «العقل العربي». وهو مشروع مفتوح على المستقبل وسيبقى أثره متواصلاً لعقود من الزمن.
وسيبقى منارة من منارات الفكر ينبغي على كل عربي أن يفتخر بها. ترجمة مشروعه إلى العديد من لغات العالم هو دليل على كونية أفكاره.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد حسن كامل
رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
محمد حسن كامل


عدد المساهمات : 645
نقاط : 1180
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
العمر : 67
الموقع : إتحاد الكتاب والمثقفين العرب

مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Empty
مُساهمةموضوع: هل يموت العلماء....؟   مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي Icon_minitimeالخميس يونيو 17, 2010 7:44 pm

الأستاذة الفُضلى والشاعرة المتألقة
ريم العيساوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك وأثني على قلمك وروعة حرفك على تلك البانوراما في حق شيخ الثقافة العربية المعاصرة المعلم والإمام والفقيه والفليسوف (( الجابري )) رحمه الله
مقالتك وكلماتك ذكرتني بسؤال للعقاد رحمه الله عن سر عبقريته ....!!!
فقال كنت أتخير آساتذتي....!!!
فقالوا له وكيف للتلميذ أنْ يختار أستاذه...؟
فقال عبر ما خلفوه من كتب ومراجع
والجابري رحمه الله ترك إرثاً ثقافياً ومعيناً لاينضب وبحراً ذاخراً من الفكر والإبداع
وقد تألقت وتراقصت ريشتك وحروفك مما جعل لي الأمل قاصياً أن اضيف أو أزيد بعد تلك البانوراما النورانية الجابرية
ولعل الجابري يشترك مع أقرانه من الكُتاب والمثقفين العرب الذين تألقوا على عرش الثقافة العربية مثل الفارابي والقزويني وابن رشد وغيرهم من آعلام الفكر العربي
ومما لاريب فيه انه وريث من ورثة الآنبياء
لم يمت الجابري
هاهو يتنفس الصعداء في دنيا الناس
يطل علينا من صفحات الكتب والراجع
عنوانه كل مكتبات الدنيا
يطلق بشاشته وحلو معشره وطيب محياه
يعطر القاصي والداني في دنيا الثقافة والإبداع
لم أسمع قط عن عالم او فليسوف او مفكر مات
هؤلاء قوم كُتب لهم الخلد
فهل سنلحق بهم يوما ً ما.....؟
تحياتي وفائق إحترامي
محمد حسن كامل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alexandrie.yoo7.com
 
مهلاً لا نقل وداعاً لصــاحب العقل الخلاق - ريم العيساوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصراع بين الفكر و العقل
» عند ما يغيب العقل والإيمان
» خبايا الانسان بين العقل واللسان
» أثر ذهاب العقل على مستقبل العالم العربي../ فتحي عوض..
» على صدر مملكتين - ريم العيساوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب :: الفئة الأولى :: مشاهير في دائرة الضوء-
انتقل الى: