مقال ( وهل انتهت الحرب؟ ) في ذكرى السنوية الثالثة للحرب على غزة

وهل انتهت الحرب!؟؟
ثلاث سنوات ونحن نكفكف الدمع ، ثلاث سنوات انقضت ، هل انتهت الحرب حقا
هل انتهت المأساة ، هل عُمرت المنازل ؟؟ أم مشى على قدميه المشلول ، أم أبصر
الضياء كفيف!!؟.
ثلاث سنوات ربما من استشهد في الحرب لحق به أخيه أوجاره أو صديقه لأنها
ببساطة لم تنتهي الحرب ،بل هي مستمرة ومستمرة بضراوة وبلا هوادة ربما
بوتيرة بطيئة نوعا ما عما شهده قطاعنا الحزين في التاريخ المشئوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر وكم من تاريخ مشئوم لدينا !! وياما في الجراب
يا حاوي . جرعة الضراوة فقط في الحرب الأخيرة هي التي اختلفت في السرعة
والتكثيف لا ندري متى وكيف سيقرر القادة العسكريين في الدولة العبرية اختبار
إمكانيات جيشهم المغوار نعم فنحن بالنسبة لهم ميدان تجارب لقدراتهم العسكرية
ورفع معنوية جنودهم الجبناء ولا يجدوا طبعا إلا غزة وأطفالها لممارسة جبنهم
وبالطبع سيجد هذا الجيش الجبان من سيصفق له ويبارك بل ويبرر ضرب
أطفال غزة بحجة تشويش حياة أطفال المستوطنات وترويعهم من اجل صحتهم
النفسية يذهب أطفال غزة للجحيم ،وازدواجية المعايير التي تمارسها الدول
الكبرى وعلى رأسها أمريكا دائما تقع على رؤوسنا وتصبح الدولة العبرية
كما يقول مثلنا العربي (ضربني وبكى سبقني واشتكى) وهي دائما تلبس
ثياب الضحية .
كم بيت دُمر خلال الثلاث سنوات تلك ،كم شهيد جمعنا قطع حسمه قطعا قطعا
واودعناه الأرض التي مافتئت تطلب المزيد وبعد هل انتهت الحرب ؟نحن دائما
في انتظار وانتظار هجمة جديدة مكثفة كيف ومتى الله اعلم ؟! ولكننا في القطاع
المحاصر نوقن أنها في الطريق إلينا .
في ذكرى الحرب المشئومة تكثر استفزازات الدولة العبرية وهي لم تتوقف
يوما بل ساعة ولكن هذه الأيام بالذات يغرسون مخالبهم أكثر وأكثر وخاصة
في القدس الجريحة فهي تئن ولا من مجيب وبهذه المناسبة أوجه سؤال
لكل المتشدقين بالدين والدفاع عن القدس ومسرى الرسول ستحاسبكم القدس
وستسألكم ماذا فعلتم لي ؟؟ يامن تملكون والفلسطيني لا يملك سوى لحمه
الحي يدافع عني ، ستسألكم أين انتم؟؟؟
سبعون ألف عائلة مقدسية ستخلع من جذورها ليغرس صهيوني من ابعد
بلاد الأرض جذوره فيها ، سيعلن المحتل القدس عاصمة له للأبد وكأنه
لم يعلنها وبعد هل انتهت الحرب؟؟
ما يقلقني عل الصعيد الشخصي طفلتي الصغيرة (شام ) نعم اسمها شام
لاعتزازنا بشامنا الغالي التي أدعو له في كل وقت أن يفرج كربه ، مايقلقني
هذه الصغيرة التي كان عمرها في الحرب لم يتجاوز السنتين ،لم تكن تعني
لها الأمور شيئا بل لم تكن تعي ماهي الحرب وماهية تلك الانفجارات
بل كنت ألاحظ عليها فقط عند سماعها صوت الانفجارات ضم عروستها
الصغيرة بقوة!!واذكر عند سماعنا خبر استشهاد عدد من عائلة (السموني





أطفال ونساء ذهلت بل صعقت ووضعت شام وإخوتها الصغار في حضني
وأخذت أبكي ومن المفروض أن أكن لهم مثل وقدوة ولكن كل المثالية
والقوة اليائسة لم تفلح في كبت ألمي وحزني ، اشتد بكائي عندما
أخذت شام بيدها الصغيرة تمسح دمعي بل سارعت وأخذت كأس الماء من
يد أختها الكبرى ( يافا) نعم ابنتي الكبرى اسما أيضا يافا !! وكأنها تقول
لا داعي لذلك يا أمي فالآتي قد يكون أعظم .
الآن أصبح عمر شام خمس سنوات عند خروج الأسرى سمعت صوت
إطلاق الرصاص وبكثافة أخذت تبكي وتقول أمي هل هم اليهود ،هل هي
الحرب؟ أريد أن أظل في الغرفة لا أريد الخروج منها إلى أن ينتهي صوت إطلاق الرصاص---
وبعد طفلتي لم تنتهي الحرب فجهزي نفسك ولكن هذه المرة كيف سأفعل إذا جاء
ماننتظره؟؟أين سنذهب ؟ بل كيف سأجعل إذنيك الصغيرتين لاتسمعان صوت
الانفجارات بل من يضمن أن نبقى أحياء أنا وأنت ؟؟
نحن في غزة صغيرتي (شام )لنا الله مثلما يقول الشباب الثائر في الشام
(يا الله ما إلنا غيرك يا الله) وبعد هل انتهت الحرب؟؟؟
تبسمت عندما قالت لي ابنتي الكبرى (يافا) أمي بعد يومين ذكرى الحرب
هل ستكتبين شيئا ؟؟ فقلت لها وهل أصبحت ذكرى هي بالأمس كانت وأنا
لا اعترف بأنه مر عليها ثلاث سنوات وصوت الصواريخ اللعينة يقلق
منامنا كل ليلة . لم تنتهي الحرب بل هي مستمرة ومستمرة .