محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه السادسه / الساعات الأخيره للإنقلاب على الوحده

محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه السادسه
الساعات الأخيره للإنقلاب على الوحده

الإخوه والأخوات...
غادرنا المحطه السابقه "طالب ثانوي" وجنود سلاح الباديه بقيادة العقيد حيدر الكزبري منتشره حول إقامة المشير عامر في دمشق وبعض التقاطعات الحساسه في المدينه, وكذلك إحتلالها لمبنى الإذاعه والتلفزيون وإذاعة البيان رقم 1 والذي كان كلمة السر للوحدات المشتركه بالإنقلاب للتحرك وما أن تم ذلك حتى بدا للعيان أن التنسيق مع بعض القطعات الأخرى كان واضحآ فقد توالت التطورات العسكريه في دمشق على الشكل التالي:
1- تحرك اللواء المدرع المتمركز قرب دمشق بقيادة المقدم مهيب الهنداوي لمحاصرة مبنى قيادة الأركان ودعم قوات الباديه الضعيفه أصلآ بإحكام الحصار على مبنى الإذاعه والتلفزيون والهاتف وتأمين مداخل دمشق لحماية الحركه من قوى مضاده.
2- وضع الطيران على أهبة الإستعداد بقيادة العقيد موفق عصاصه لمراقبة أي تحرك مضاد والتعامل معه.
3- قام بالتنسيق لهذه الحركه العقيد عبد الكريم النحلاوي وهو من اذكى ضباط الجيش السوري وكان يشغل منصب كاتم أسرار الجيش وهو الذي قاد المفاوضات مع المشير عامر. وكان يقال أن غايته كانت الإصلاح وليس الإنفصال وانا اعتقد بذلك حيث كان يريد إيصال مطالب الجيش الأول السوري إلى الرئيس عبد الناصر بعد ان فشل سابقأ ولمرات عديده بسبب حجز صوتهم من قبل العقيد عبد الحميد السراج رجل الرئيس عبد الناصر القوي في سوريا. أصدرت قوات الحركه الإنفصاليه في اليوم الأول للإنقلاب 18 بلاغآ كان أهمها البلاغ رقم 1 معلنآ هدف الإنتفاضه وهو تصحيح الأوضاع، البلاغ رقم 9 يعلن إعادة الأمور إلى مجراها بعد نجاح المفاوضات مع المشير عامر وتلبية مطالب ضباط الحركه معتمدين على ثقة القائد العام للقوات المسلحه المشير عبد الحكيم عامر وقائد الجيش الأول الفريق جمال فيصل وقد تم الطلب من كافة ضباط الإنفصال بالعوده إلى معسكراتها. إلا أن برقيه عاجله تم رصدها من قبل سلاح الإشاره وردت من الرئيس عبد الناصر الى المشير عامر عن طريق جهاز اللاسلكي المتقدم الموجود في مبنى الأركان العامه للقوات المسلحه حيث كانت تدار اللمفاوضات بضرورة كسب الوقت حتى يتمكن الرئيس من تحريك القوات الداعمه للقضاء على الإنتفاضه. وبدا أن الأمر لايعدو عن كونه محاوله لكسب الوقت لتنظيم ضربه إجهاضيه لقوات الإنتفاضه. رافق هذه المناوره إرسال سبعة طائرات إليوشن محمله بالمظليين قادمه من مصر لتهبط في مطار البيضا الساحلي إضافة إلى مصادرة السفن المدنيه الراسيه في الموانئ المصريه وتحميلها بالجنود والعتاد في طريقها لميناء اللاذقيه حيث كانت المدينه الساحليه مازالت مواليه للرئيس عبد الناصر بقيادة محافظها العقيد مصطفى جسومه وهو من بلدة الباب الذي ورد ذكرها في المحطه الأولى. على ضوء هذه التطورات المتلاحقه صدر البلاغ رقم 10 يعلن أن الإتفاق لم يكن سوى مناوره وأن المشير عامر نكث بوعده، ثم صدر البيانين 13 و 14 يعلنان إنضمام اللاذقيه وحلب إلى الحركه في الوقت الذي كانت الطائره الأولى تقذف بالمظليين في مطار البيضا في اللاذقيه فتم التحفظ عليهم وعادت الطائرات السته من حيث أتت وتم إيقاف الحمله البحريه، أما حلب فقد سقطت بيد ضباط الحركه في ساعه متأخره من الليل بعد أن قام المقدم جورج محصل قائد مركز التدريب الثاني بنشر جنوده في شوارع حلب ومن ثم إستلائه على إذاعتها، وبعدها لحقت بقطعته إلى شوارع المدينه قوات المغاوير {القوات الخاصه} من ثكنة المهلب بن أبي صفره المتمركزه قرب حلب وكذلك مدرسة ضباط الأحتياط وبسقوط هاتين المدينتين الهامتين والإجتماع العسكري الذي تم في مدينة حمص في وسط البلاد قلب موازين القوى وإنقطع أمل عبد الناصر بإستعادة سوريا كجزء من الجمهوريه العربيه المتحده، وبعد إنتهاء هذه التطورات السريعه، تم ترحيل المشير عامر مع مساعديه إلى القاهره، ثم صدر البلاغ 17 القاضي بتشكيل الوزاره برئاسة الدكتور مأمون الكزبري واعيد النظر بكافة المراسيم السابقه وتم إلغاء معظمها لعدم توافقها مع البنيه السوريه.
أيها الإخوه والأخوات لقد كان الإنفصال بمثابة ضربه مؤلمه لعبد الناصر والذي بنى إستراتيجيته على أساس عبد الناصر اولآ . ولقد سمعت للرئيس عبد الناصر ستة خطب متتاليه خلال إثنا عشر يومآ من الأيام الأخيره للوحده بمعدل خطبه لكل يومين وكانت نبرات صوته تنم عن الألم والمراره.
لقد كانت الوحده أملنا جميعآ وحزنا على ضياعها نتيجة لأخطائنا القاتله، لقد كانت الشعارات براقه حلوه تحمل همومنا وطموحنا في آن واحد وقد أحببناها وغنيناها ودخلت عقولنا وقلوبنا ولكن المشكله كانت تكمن في تقسيم الشعب إلى طبقات رجعي وتقدمي، عميل إستعمار ووطني، كادح ورأسمالي، وحدوي وإنفصالي، وبين الشعارات البراقه وإختزال مجموع الشعب إلى الحلقه المصفقه المنتفعه ضاعت أحلامنا في الوحده وبالرغم من هذا الدرس المؤلم لكل مكونات الأمه, إلا أنه يبدو أننا لم نتعلم من أخطائنا بعد. أيها الإخوه والأخوات الدرس الذي يجب أن نتعلمه من هذه التجربه هو التالي: لن تستطيع أمه اية أمه أن تحقق أهدافها وتحصل على حقوقها وتتقدم إلى الأمام الا إذا وقفت ثابته متوازنه على قدمين ممثلة بكل أبناء شعبها معتمدة على عقيدة الأمه والتى هي بمثابة المظله الحاميه لكل أبنائها, وليست مستندة على إصبعة الإبهام وهي الفئه التي تمثل المرتزقه المتسكعه على أبواب الحكام
اعزائي القراء
وانا ادون هذه المحطات في عام ٢٠٠٧ اود ان أستعرض شعوري الشخصي لمصير الوحده الذي آلت إليه في عهد الإنفصال عام١٩٦١ فأقول:
عاصرت الوحده وانا طالب ثانوي لم اكن في حينها رجل اعمال او صاحب مصالح لم اتضرر من قوانينها الإرتجاليه فكان طبيعيآ ان اتألم للإنفصال كما تألم الكثيرون من ابناء هذه الامه وابكي على مصيرها فلقد كانت الوحده حلمي وانا طفل منذ ان ولدت ذاكرتي , كان الكبار يتكلمون بمنطق آخر وكنت اتفهمه وارد عليهم بعفوية الشباب المتحمس : اوافقكم على اخطاء الوحده ولكن ليس دواءها الإنفصال . ثم كبرت وتخرجت مهندسآ ولم اغير نظرتي للوحده بشرط ان تكون مدروسه وليست عاطفيه او مبنيه على ردود افعال . ثم بدأ طموح العمل يراودني في عهد نظام حزب البعث والذي سار على خطي الرئيس عبد الناصر الإشتراكيه وبدأت بدراسة اكبر مخازن للتبريد في سوريا للإفاده منه للتخزين طويل الامد لكل المواد الغذائيه من لحوم واسماك وخضار وفواكه وهي حاجة إستراتيجيه في ذلك الوقت بل في كل وقت ,درست الجدوى الإقتصاديه له بمساعدة أخصائيين,وسهرت الليالي ورسمت المخططات والتصاميم وراسلت الشركات وروجت لمشروعي الكبير لمساهمة الآخرين برأس المال, وبعد كل هذا الجهد جاءني رجل ناصح وقال لي : ياهشام...لاتكن مجنونآ هل ستبني منشأة بعرقك وجهدك ثم تترك الآخرين يؤممونها ويسرقونها ثم توصم بعد ذلك بالرجعي آكل حقوق المواطن الفقير؟ وإن لم يؤمموها جاءتك المخابرات وشاركتك بها او اوقفت مشروعك الوطني إن لم تقاسمها بأرباحك وارباح المساهمين معك. إقتنعت من الرجل وتوقفت عن العمل بل حتى التفكير به هنا كان علي ان اربط ذاكرتي بالنقاش الذي دار بيني وبين رجال الآعمال في عهد الوحده الذين أممت شركاتهم ومصانعهم واخذت منهم عنوة وادخلت في ملاك الدوله تحت مسمى الأرض لمن يحرثها والمصنع لمن يعمل به, فأمحلت الأرض في عهد الإشتراكيه وخسرت المصانع ونهبت ميزانياتها, ولم يبق للفلاح والعامل سوى نقابات محدثه وظيفتها جمع جموعهم وقت الحاجه للتصفيق للرئيس وكيل المديح لإنجازات الرئيس الوهميه.
اعزائي القراء
اعود واقول لماذا لم ينتبه عبد الناصر لكلمة الرئيس شكري القوتلي وهو يسلمه مقادير سوريا: اياك ان تقرب جماعة منك على حساب جماعة اخرى
وخسرت الجماعتان المقربه والمبعده... وربح الإنتهازيون...وخسر الوطن
والى القاء مع محطه جديده.
مع تحياتي[u]

المهندس الذكي ابن بلدي البار
جواباً لسؤالك
مرض العظمة وازدواج الشخصية ليس الثنائي بل المتعدد وهذه سمة بالمثلين المصريين عامة إتقان الأدوار المختلفة وبس
فكرة صغيرة عن الظاهرة الصحافية التي عاشتها آله الإعلام الأمريكية بعد أم المعارك الوهمية
فقد كان الصحاف ممثلاً بارعاً !!!!واشك انه كان لايعلم الحقيقة المرة
بكــــــــــــــــ ـههههههههههههههههه ـــــــــــــــــــــــاء
بكى العرب طويلاً على الكلمات المعسولة المضلله الضالة
ضحك المتصهينون من العرب واليهود في التسويق للطغاة

عزيزي المهندس

هشام نجار حفظه الله

حينما قرأت تلك المحطة رأيت ان القادة العرب يلعبون لعبة الذكاء (( الشطرنج )) ولما انتهت اللعبة
خسر الجميع ولاسيما وقد اكتشفوا بعد مرارة اللعب وحنكة التخطيط انهم كانوا يلعبون الطاولة ...!!!
تحياتي وفائق إحترامي
محمد حسن كامل

» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه السابعه / الكمين
» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الأولى / ولادة الذاكره - الجزء الأول
» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الأولى / ولادة الذاكره - الجزء االثاني
» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الثالثه / الحاله السياسيه في اعوام الخمسينات
» محطات صغيره في حياة إنسان عادي - الحلقه الرابعه / طالب ثانوي (الجزء الأول)