ارتواء
لفحة الحر الشديد تقتحمني بشدة .. أدخل مسرعا .. أفتح باب الثلاجة .. ألتقط أقرب زجاجة مياه ..أطفئ لهيب جوفي ..أشعر بالارتواء ..طالت غيبتي عن منزلي كثيراً ..يراني الصغار .. تعالت صيحات الفرح .. اندفعوا إليّ..يحتضنون أرجلي في سعادة غامرة ..أجثو .. أحيطهم بكلتا يدّي .. أقبلهم في نهم ، بينما عيناي تتطلعان إليها ، فلا أجدها..!
رهبة التصدع
في المساء كانت هزة أرضية تضرب حوائط منزلنا القديم .. تزداد الشروخ اتساعاً .. تعلو صرخات الصغار ممتزجة بالخوف .. نسرع إليهم ، نحتضنهم بشدة ليشعروا بالأمان ، بينما ترتعد قلوبنا من فكرة موت الصغار ، فمن يحمل راية الفقر من بعدنا ..
ضـــــــياع..!
تلاقينا بلا موعد .. تعلقت عيناي بعينيها ، فتشابكت أصابعنا بارتعاشة ساخنة من خفقان قلبينا..سرنا معا ساعين إلى التوحد عبر ساعات طوال ..تتنقل أوتارنا المستباحة بين الظل والظلام ، تسبح عبر أضواء القمر ليلة اكتماله ، بينما تتسمّع آذاننا نقيق الضفادع الساهرة حتى الصباح .. حين تشق الشمس السماء .. نصطدم بجدار منيع .. ضاقت الأرض بما رحبت ، وغابت الشمس خلف السحب .. شقة للإيجار .. حجرة للنوم .. سفرة وصالون .. مطبخ خشب .. ثلاجة وتليفزيون .. غسالة وتليفون ، وطفل صغير بدون لعبة ..تمتلئ عيناه بالدموع .. يتسلل الخريف إلى قلبينا ، فتتساقط أوراق سعادتنا بلا رجوع ، وما زلنا ننتظر.
صـــــــراع
أمسيتنا سعيدةً جدا .. نظراتي إليها تحمل أشواق الكون كله .. حين تتلاقى عيوننا .. تتوارى نظراتها خجلا .. يستحثني حياؤها إلى المزيد ، فأشعر بسعادة غامرة .. الجميع يحسدونني ، وقلبي يدق بسرعة ، وقلبها تتسارع دقاته فأسمعها ..تناسينا الجمع كله .. احتضنتها .. تعانقنا .. وتراقصنا طويلاً ... يعلو التصفيق حولنا .. والنظرات تخترقنا والألسنة ( سبحان مجمع القلوب .. الفقر مش عيب يا جماعة .. أتجوزها غصب عن عين أبوها .. صبر ونال .. حظه من السما .. يا إخوانا ما فيش تكافؤ اجتماعي ..ولا مادي كمان .. الجوازه دي مش هتعمّر كتير ،.......)
محكمة : حكمت المحكمة بقبول دعوى الزوجة بالخلع لعدم التكافؤ ...!
د/ ثروت عكاشة السنوسي