منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب ترحب بك عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل تفضل بالتسجيل هنا حتي تستطيع مشاركة كبار كتاب الوطن العربي والحوارالمباشرمعهم
نتمنى قضاء أمتع الآوقات بصحبتنا
مع تحيات إدارة إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب ترحب بك عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل تفضل بالتسجيل هنا حتي تستطيع مشاركة كبار كتاب الوطن العربي والحوارالمباشرمعهم
نتمنى قضاء أمتع الآوقات بصحبتنا
مع تحيات إدارة إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب

إتحاد الكتاب والمثقفين العرب منتديات ثقافية إجتماعية تضم خيرة أقلام الوطن العربي ومفكريه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اهداء الى الرفيق العزيز حامد الرعد‏‏ / د. لطفي الياسيني
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2018 8:59 pm من طرف لطفي الياسيني

» تهنئة للطوائف المسيحية المحتفلة بعيد احد الشعانين غدا / د. لطفي الياسيني
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالجمعة أبريل 07, 2017 11:29 pm من طرف لطفي الياسيني

» غموض البياض الأخير
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 21, 2017 2:43 pm من طرف محمد الزهراوي أبو نوفل

» اليأس سم النجاح
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2015 6:27 pm من طرف عبد الرحمن محمود

» الديمقراطية.. هل تناسبنا؟
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2015 5:56 pm من طرف عبد الرحمن محمود

»  كلابيب الفشل وبراثن النجاح
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 12:50 am من طرف عبد الرحمن محمود

» كلابيب الفشل وبراثن النجاح
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 12:08 am من طرف عبد الرحمن محمود

» كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن مباشر دون احالة
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 11:45 am من طرف عبدالرحمن المعلوي

» كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن مباشر دون احالة
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 11:36 am من طرف عبدالرحمن المعلوي

» رواية من سيفوز في مباراة التنس مجزاه
المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 21, 2015 6:27 pm من طرف احب ان اكون مؤلفة


 

 المتاهة...و الطريق...

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

المتاهة...و الطريق... Empty
مُساهمةموضوع: المتاهة...و الطريق...   المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 31, 2010 11:40 am

بسم الله الرحمن الرحيم...

المتاهة...و الطريق...

خرج من الكهف لا يعرف شيئا...صارع الحياة من أول يوم بالبكاء...بعدها خرجت ابتسامة صادقة بريئة...نزلت بين مسافة الزمان و أخذت مساحة في المكان...كما تنزل فراشة على زهرة تأخذ من جمالها لتضيف حلاوة عطرها إلى سحر ألوانها...أنارت الوجه الصافي من الزيف...و رسمت لوحة كانت بداية المتاهة...و انطلاقة الرحلة في شيء يحمل المجهول و المعلوم في نفس الوقت...

استيقظ رويدا رويدا لما تلمس أطرافه...زادت دهشته لما عكست المرآة ملامحه...بدأ يشرب لبن أمه و ثقافة أبيه و بيئته...موائد مختلفة أذواقها متضاربة عناصرها غنية بمقوياتها محبطة بمثبطاتها...أخذته الحيرة حين وجد اختلافا بين القول و الفعل...تحركت في أعماقه هواجس السؤال:
لماذا أنا هنا؟
و كيف وصلت إلى هنا؟
استعرض أمام عقله شريط حياته...خرج من ذاته إلى حياة إلى الآخرين...تشابه و اختلاف تقريبا في كل شيء...
ما هذا؟
كيف يشبه الماء الماء و يختلف الماء عن الماء...؟
هذا الذي ينزل من فوق ثم يعود إلى فوق لينزل مرة ثانية؟ دورة مستقرة عبر ملايين السنين...
حول ماذا تتم هذه الدورة؟
ماذا يفعل الماء حين ينزل من السماء؟
أليس لهدف ما؟
من أجل غاية ما؟
ما سر هذه الأسئلة؟
ما سر هذه الحروف التي تكون الأسئلة؟

ما سر هذه الحروف التي تتشكل لتصنع كلمات تأخذ معاني متعددة و أسماء مختلفة...ما وجه الشبه في كلمة الماء و السماء؟ و ما وجه الاختلاف بينهما؟ على مستوى الحرف هناك إضافة حرف"س" إلى "الماء" فأصبحت "السماء"...و الماء لا ينزل إلا من السماء...فما علاقة الماء بالسماء؟ ماذا أضافت السماء للماء؟ أضافت الكثير أم القليل؟ و ما نوع الإضافات التي قدمتها؟ و ما هي درجة أهميتها؟ هل يمكن تلخيص ذلك في كلمة؟ أليست تلك الكلمة هي"الحياة"؟

و ما السر في الحياة حين تنتقل بين حدين متناقضين إلى أبعد الحدود؟ سعادة من جهة و شقاء من جهة أخرى؟ و ما السعادة؟ أليست هي الفرح و السرور و الراحة و الطمأنينة و الرفاهية و التقدم و الازدهار و الصحة و الاستقامة و الهدوء و السكينة؟ أليست هي هذا كله مجتمعة؟ فلماذا يوجد الشقاء؟ و ما الشقاء؟ أليس هو الحزن و الهم و الغم و الاضطراب و الفقر و التخلف و المرض و الانحراف و الضجيج و الفوضى؟ أليس الشقاء هو هذا كله مجتمعا؟

و حول ماذا مجتمعة هي السعادة و الشقاء؟ أليس حول الإنسان تجتمع السعادة و الشقاء؟ و من هو أفضل من الإنسان من بين المخلوقات الموجودة؟أليس هو الكائن الوحيد المميز بالعقل و الفكر و الاستعمال الأمثل لقدراته؟ أليس هذا من الجمال؟ فما علاقة السعادة بالجمال؟و ما علاقة القبح بالشقاء؟

حاول أن يصحح وضعه أو وضع أسئلته أو وضع ما عشش في ذهنه...أعاد طرح السؤال على نفسه و هل هذا وقت الحديث عن القبح و الجمال؟ تراجع قليلا ثم تساءل من جديد و ما هو الوقت؟ ألدية علاقة بالصباح و الظهيرة و المساء؟ أهو الليل و النهار؟ أهو الفصول المتعاقبة؟أم هو الطفولة و الشباب فالرجولة فالشيخوخة فالهرم؟أهو الآخر له دورته؟ و حول ماذا تكون دورته؟ أعلى نفسه أم على غيره أم عليهما معا؟ أثقلته الأسئلة...نظر من حوله و كأنه يبحث عن الأجوبة...وقعت عيناه على كتاب ضخم...فيه عدة مجلدات...تفحص العنوان...ما هذا؟ كتاب الحضارة...

حضارة الإنسان مند قديم الزمان...يحكي رحلته هذا المخلوق عبر العصور و الدهور...ماذا أنجز؟ و ماذا صنع؟ و ماذا خلف وراءه من علم وبيان...من فن و سحر و آثار تنطق بأن الإنسان كان هنا ثم مر ثم اختفى كباقي الأزمان...كباقي الأيام...راوده السؤال من جديد...ما سر هذا الإنسان؟ أهو الوحيد القادر على الكتابة و فك رموز الطبيعة المليئة بالأسرار و المخلوقات الكبيرة و الصغيرة لحد الآن...لماذا انقرضت مخلوقات و أخرى في الطريق؟ لما يقتل الإنسان الإنسان و يقضي بالحروب عل كل ما هو جميل في هذه الحياة؟ كيف يصنع من الحروف آلات يسلكها بين يديه فتصبح قنابل مدمرة عابرة للقارات؟أهي الضرورة؟أية ضرورة و ما مدى شرعيتها؟ و من أين تستمد مشروعيتها؟ هل هي الأخرى تقع في دورة الحياة؟ كثرت عليه الأسئلة فتصبب جبينه عرقا...مسح بيده على وجهه...هذا ماء بطعم آخر يخرج من الجسد...كماء آخر يخرج فتنبت منه الذرية و يتكاثر منه البشر...

يحكى في كتاب ليس له مثيل...أنه عندما كثر البشر...و عم الشر...و علا الباطل...تدخل مدبر الأمور...ففاض التنور...وطغى الماء حتى طهر البر بواسطة المطر حتى أصبح البر كالبحر...و لم يترك على البر سوى الحر...الحر الذي يدرك ما معنى الحرية؟أو الحر الذي يفسد في الأرض باسم الحرية؟ و ما الحرية؟ و ما علاقة الحرية بالإنسان و الإنسانية؟ إذا انعدمت الحرية انعدمت الإنسانية؟ و إذا انعدمت الإنسانية ماذا سيحل محلها؟ ستحل محلها درجة أدنى في سلم المخلوقات الوجودية تسمى الحيوانية...و هل يصبح الإنسان حيوانا؟ قد يكون كذلك إذا فقد الشيء الوحيد الذي يميزه عن الحيوان؟ و ما ذاك الشيء؟ ذاك الشيء هو "العقل"...و ما علاقة العقل بالحرية؟ لأن العقل هو مصدر الإرادة التي تجعل الإنسان إنسانا أو حيوانا...

و تلك مرحلة أخرى عاشتها الحضارة الإنسانية و لا زالت تعيشها...ففي فصل من فصول كتاب الحضارة تجد من قال بأن أصل هذا الإنسان حيوان...خضع بحكم التطور الطبيعي لمجموعة من العمليات الفسيولوجية و النفسية و المعرفية و الفكرية...فانتقل من الحيوان إلى الإنسان...و بحكم الفراغ الذي عرفه الجهل بحقائق الأشياء...استقر لدى العديد من البشر على أن أصلهم انحدر من سلالة معينة من الحيوانات...قال عالمهم هي فصيلة معينة من القرود...و من تم استقرت في سلوكيات بعض البشر عادات لا يمكن أن تجد جذورها إلا في سلوكيات بعض الحيوانات التي لا تفرق بين الحق و الباطل...بحكم فقدانها للقدرة على التمييز بين ما هو المستوى الإنساني للكائن الحر...و الذي ولد حرا يوم ولدته أمه...و بين المستوى الحيواني على الشكل الذي ولدته أمه...

بالإضافة إلى أنه لم يسجل في كتاب الحضارة أي تاريخ نزل فيه قرد من الغابة مدعيا أنه أكمل طوره الانتقالي بحكم الفرضية الزائفة القائلة أن عوامل التطور الطبيعي هي التي جعلت من الحيوان إنسانا...و رغم بطلان هذه الفرضية فلا زال البعض يعتقد في صحتها و يسعى جاهدا في تبرير مصداقيتها...في حين أن العلم الحديث أكد بما لا يدع مجالا للشك...أن القرد لا يمكن أن يلد إنسان و لو بقي الدهر كله...انطلاقا من التكوين البيولوجي الذي يختلف من مخلوق لآخر...

إذن أين السبيل للخروج من المتاهة؟

تصفح العديد من الفصول في كتاب الحضارة...إلى أن عثر على فترات من تاريخ البشرية...غيرت مجرى التاريخ برمته...فترات كتلك التي سمع بها عن طغيان الماء حتى وصل عنان السماء...فبعد جهد جهيد تبين أن هناك كتبا تختلف عن سائر الكتب العادية أو المعروفة...فحاول معرفة مصدرها حتى يتبن له صدق كلامها... فقيل له إنها من السماء...نزلت على بشر يختلفون من حيث طريقة تفكيرهم و سلوكهم عن باقي البشر...هؤلاء سماهم خالق السماء و الأرض بالأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام...و خالق كل شيء...الله رب العالمين... فوجد ما وجد من الكتب التي أرسلها معهم لتكون حجة عليهم... فاستمر في البحث عن الأصح و الأصدق قولا فيها و المنزه عن التحريف في كلماتها... و بحكم ما يقوله العلم أن آخر النظريات يكون أقرب للحق و الحقيقة...فتبين له أن الحق جل و علا في آخر كتاب من كتبه المحقة...خالق السماء و جاعل من الماء كل شيء حي...يجيب عن كل الأسئلة الكبرى التي قد تبدو مستعصية على الفهم عبر تاريخ الإنسانية...في كتاب سماه القرآن الكريم...فقد نزل على بشر ممن خلق...اصطفاه كما اصطفى الذين من قبله لتبليغ ما أمره على هدي من ربه...فكان آخر الأنبياء و المرسلين عليهم أفضل صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين...و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم شهد
مشرفة قسم المرأة
أم شهد


عدد المساهمات : 275
نقاط : 371
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 55

المتاهة...و الطريق... Empty
مُساهمةموضوع: رد: المتاهة...و الطريق...   المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 31, 2010 12:07 pm




الأستاذ والأخ الفاضل سعيد نويضي

تحية طيبة

الله الله على روعة كلامك
لقد تهنا بين بلاغة الكلام
ووجدنا الطريق في معناه
وهل هناك أفضل من كتاب الله نهتدي به!!
بارك الله بك وبعلمك وزادك الله نوراً وأيمان.
سلمت يراعك التي خطت أجمل قصة.


دمت بخير سيدي الفاضل
أختك أسماء العامري
(أم شهد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

المتاهة...و الطريق... Empty
مُساهمةموضوع: رد: المتاهة...و الطريق...   المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 01, 2010 5:38 am

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة أسماء العامري (أم شهد)...

و هل لنا غير كتاب الله جل و علا و سنة نبيه عليه الصلاة و

السلام نورا في زمن التيه...

الحمد لله أنك وجدت في قصة المتاهة و الطريق ما قد يصور لك

الحياة و كأنها قصة تبدأ بالولادة و تنمو و تكبر مع

الأيام...ففيها من المنعرجات ما قد يتيه فيه الإنسان دون

مخرج و فيها من النور من قد يبين السبيل لمعرفة الخطأ من

الصواب /الحق من الباطل...

لك التحية و التقدير المتواصل

تقبل الله الصيام و القيام و العتق من النار...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهندس هشام نجار

مهندس هشام نجار


عدد المساهمات : 276
نقاط : 479
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
العمر : 81
الموقع : usa

المتاهة...و الطريق... Empty
مُساهمةموضوع: رد: المتاهة...و الطريق...   المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالخميس سبتمبر 02, 2010 12:26 pm

سعيد نويضي كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم...

المتاهة...و الطريق...

خرج من الكهف لا يعرف شيئا...صارع الحياة من أول يوم بالبكاء...بعدها خرجت ابتسامة صادقة بريئة...نزلت بين مسافة الزمان و أخذت مساحة في المكان...كما تنزل فراشة على زهرة تأخذ من جمالها لتضيف حلاوة عطرها إلى سحر ألوانها...أنارت الوجه الصافي من الزيف...و رسمت لوحة كانت بداية المتاهة...و انطلاقة الرحلة في شيء يحمل المجهول و المعلوم في نفس الوقت...

استيقظ رويدا رويدا لما تلمس أطرافه...زادت دهشته لما عكست المرآة ملامحه...بدأ يشرب لبن أمه و ثقافة أبيه و بيئته...موائد مختلفة أذواقها متضاربة عناصرها غنية بمقوياتها محبطة بمثبطاتها...أخذته الحيرة حين وجد اختلافا بين القول و الفعل...تحركت في أعماقه هواجس السؤال:
لماذا أنا هنا؟
و كيف وصلت إلى هنا؟
استعرض أمام عقله شريط حياته...خرج من ذاته إلى حياة إلى الآخرين...تشابه و اختلاف تقريبا في كل شيء...
ما هذا؟
كيف يشبه الماء الماء و يختلف الماء عن الماء...؟
هذا الذي ينزل من فوق ثم يعود إلى فوق لينزل مرة ثانية؟ دورة مستقرة عبر ملايين السنين...
حول ماذا تتم هذه الدورة؟
ماذا يفعل الماء حين ينزل من السماء؟
أليس لهدف ما؟
من أجل غاية ما؟
ما سر هذه الأسئلة؟
ما سر هذه الحروف التي تكون الأسئلة؟

ما سر هذه الحروف التي تتشكل لتصنع كلمات تأخذ معاني متعددة و أسماء مختلفة...ما وجه الشبه في كلمة الماء و السماء؟ و ما وجه الاختلاف بينهما؟ على مستوى الحرف هناك إضافة حرف"س" إلى "الماء" فأصبحت "السماء"...و الماء لا ينزل إلا من السماء...فما علاقة الماء بالسماء؟ ماذا أضافت السماء للماء؟ أضافت الكثير أم القليل؟ و ما نوع الإضافات التي قدمتها؟ و ما هي درجة أهميتها؟ هل يمكن تلخيص ذلك في كلمة؟ أليست تلك الكلمة هي"الحياة"؟

و ما السر في الحياة حين تنتقل بين حدين متناقضين إلى أبعد الحدود؟ سعادة من جهة و شقاء من جهة أخرى؟ و ما السعادة؟ أليست هي الفرح و السرور و الراحة و الطمأنينة و الرفاهية و التقدم و الازدهار و الصحة و الاستقامة و الهدوء و السكينة؟ أليست هي هذا كله مجتمعة؟ فلماذا يوجد الشقاء؟ و ما الشقاء؟ أليس هو الحزن و الهم و الغم و الاضطراب و الفقر و التخلف و المرض و الانحراف و الضجيج و الفوضى؟ أليس الشقاء هو هذا كله مجتمعا؟

و حول ماذا مجتمعة هي السعادة و الشقاء؟ أليس حول الإنسان تجتمع السعادة و الشقاء؟ و من هو أفضل من الإنسان من بين المخلوقات الموجودة؟أليس هو الكائن الوحيد المميز بالعقل و الفكر و الاستعمال الأمثل لقدراته؟ أليس هذا من الجمال؟ فما علاقة السعادة بالجمال؟و ما علاقة القبح بالشقاء؟

حاول أن يصحح وضعه أو وضع أسئلته أو وضع ما عشش في ذهنه...أعاد طرح السؤال على نفسه و هل هذا وقت الحديث عن القبح و الجمال؟ تراجع قليلا ثم تساءل من جديد و ما هو الوقت؟ ألدية علاقة بالصباح و الظهيرة و المساء؟ أهو الليل و النهار؟ أهو الفصول المتعاقبة؟أم هو الطفولة و الشباب فالرجولة فالشيخوخة فالهرم؟أهو الآخر له دورته؟ و حول ماذا تكون دورته؟ أعلى نفسه أم على غيره أم عليهما معا؟ أثقلته الأسئلة...نظر من حوله و كأنه يبحث عن الأجوبة...وقعت عيناه على كتاب ضخم...فيه عدة مجلدات...تفحص العنوان...ما هذا؟ كتاب الحضارة...

حضارة الإنسان مند قديم الزمان...يحكي رحلته هذا المخلوق عبر العصور و الدهور...ماذا أنجز؟ و ماذا صنع؟ و ماذا خلف وراءه من علم وبيان...من فن و سحر و آثار تنطق بأن الإنسان كان هنا ثم مر ثم اختفى كباقي الأزمان...كباقي الأيام...راوده السؤال من جديد...ما سر هذا الإنسان؟ أهو الوحيد القادر على الكتابة و فك رموز الطبيعة المليئة بالأسرار و المخلوقات الكبيرة و الصغيرة لحد الآن...لماذا انقرضت مخلوقات و أخرى في الطريق؟ لما يقتل الإنسان الإنسان و يقضي بالحروب عل كل ما هو جميل في هذه الحياة؟ كيف يصنع من الحروف آلات يسلكها بين يديه فتصبح قنابل مدمرة عابرة للقارات؟أهي الضرورة؟أية ضرورة و ما مدى شرعيتها؟ و من أين تستمد مشروعيتها؟ هل هي الأخرى تقع في دورة الحياة؟ كثرت عليه الأسئلة فتصبب جبينه عرقا...مسح بيده على وجهه...هذا ماء بطعم آخر يخرج من الجسد...كماء آخر يخرج فتنبت منه الذرية و يتكاثر منه البشر...

يحكى في كتاب ليس له مثيل...أنه عندما كثر البشر...و عم الشر...و علا الباطل...تدخل مدبر الأمور...ففاض التنور...وطغى الماء حتى طهر البر بواسطة المطر حتى أصبح البر كالبحر...و لم يترك على البر سوى الحر...الحر الذي يدرك ما معنى الحرية؟أو الحر الذي يفسد في الأرض باسم الحرية؟ و ما الحرية؟ و ما علاقة الحرية بالإنسان و الإنسانية؟ إذا انعدمت الحرية انعدمت الإنسانية؟ و إذا انعدمت الإنسانية ماذا سيحل محلها؟ ستحل محلها درجة أدنى في سلم المخلوقات الوجودية تسمى الحيوانية...و هل يصبح الإنسان حيوانا؟ قد يكون كذلك إذا فقد الشيء الوحيد الذي يميزه عن الحيوان؟ و ما ذاك الشيء؟ ذاك الشيء هو "العقل"...و ما علاقة العقل بالحرية؟ لأن العقل هو مصدر الإرادة التي تجعل الإنسان إنسانا أو حيوانا...

و تلك مرحلة أخرى عاشتها الحضارة الإنسانية و لا زالت تعيشها...ففي فصل من فصول كتاب الحضارة تجد من قال بأن أصل هذا الإنسان حيوان...خضع بحكم التطور الطبيعي لمجموعة من العمليات الفسيولوجية و النفسية و المعرفية و الفكرية...فانتقل من الحيوان إلى الإنسان...و بحكم الفراغ الذي عرفه الجهل بحقائق الأشياء...استقر لدى العديد من البشر على أن أصلهم انحدر من سلالة معينة من الحيوانات...قال عالمهم هي فصيلة معينة من القرود...و من تم استقرت في سلوكيات بعض البشر عادات لا يمكن أن تجد جذورها إلا في سلوكيات بعض الحيوانات التي لا تفرق بين الحق و الباطل...بحكم فقدانها للقدرة على التمييز بين ما هو المستوى الإنساني للكائن الحر...و الذي ولد حرا يوم ولدته أمه...و بين المستوى الحيواني على الشكل الذي ولدته أمه...

بالإضافة إلى أنه لم يسجل في كتاب الحضارة أي تاريخ نزل فيه قرد من الغابة مدعيا أنه أكمل طوره الانتقالي بحكم الفرضية الزائفة القائلة أن عوامل التطور الطبيعي هي التي جعلت من الحيوان إنسانا...و رغم بطلان هذه الفرضية فلا زال البعض يعتقد في صحتها و يسعى جاهدا في تبرير مصداقيتها...في حين أن العلم الحديث أكد بما لا يدع مجالا للشك...أن القرد لا يمكن أن يلد إنسان و لو بقي الدهر كله...انطلاقا من التكوين البيولوجي الذي يختلف من مخلوق لآخر...

إذن أين السبيل للخروج من المتاهة؟

تصفح العديد من الفصول في كتاب الحضارة...إلى أن عثر على فترات من تاريخ البشرية...غيرت مجرى التاريخ برمته...فترات كتلك التي سمع بها عن طغيان الماء حتى وصل عنان السماء...فبعد جهد جهيد تبين أن هناك كتبا تختلف عن سائر الكتب العادية أو المعروفة...فحاول معرفة مصدرها حتى يتبن له صدق كلامها... فقيل له إنها من السماء...نزلت على بشر يختلفون من حيث طريقة تفكيرهم و سلوكهم عن باقي البشر...هؤلاء سماهم خالق السماء و الأرض بالأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام...و خالق كل شيء...الله رب العالمين... فوجد ما وجد من الكتب التي أرسلها معهم لتكون حجة عليهم... فاستمر في البحث عن الأصح و الأصدق قولا فيها و المنزه عن التحريف في كلماتها... و بحكم ما يقوله العلم أن آخر النظريات يكون أقرب للحق و الحقيقة...فتبين له أن الحق جل و علا في آخر كتاب من كتبه المحقة...خالق السماء و جاعل من الماء كل شيء حي...يجيب عن كل الأسئلة الكبرى التي قد تبدو مستعصية على الفهم عبر تاريخ الإنسانية...في كتاب سماه القرآن الكريم...فقد نزل على بشر ممن خلق...اصطفاه كما اصطفى الذين من قبله لتبليغ ما أمره على هدي من ربه...فكان آخر الأنبياء و المرسلين عليهم أفضل صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين...و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...




اخي الأستاذ والمفكر الكبير سعيد نويضي حفظه الله
ماقدمتَه في مقالتك... بل اقول في أطروحتك عن الحياة لهو شيئ فذ. عبّرت فيه عن طريق إنسان يرغب ان يصل الى الحقيقه بعيداً عن مفهوم توارثها من جيل إلى آخر,الحوار الذاتي كان رائعاً تداخل فيه الفلسفة بالعلم المثبت لينتج في نهايه الأطروحه ممراً واضح المعالم للإيمان,فيسرت للمحاور سلوكه وزودت القارئ بشحنة إيمانيه إضافيه في هذا الشهر الفضيل.فشكراً لكم وكل رمضان وأنتم بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

المتاهة...و الطريق... Empty
مُساهمةموضوع: رد: المتاهة...و الطريق...   المتاهة...و الطريق... Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 03, 2010 8:30 pm

اخي الأستاذ والمفكر الكبير سعيد نويضي حفظه الله

ماقدمتَه في مقالتك... بل اقول في أطروحتك عن الحياة لهو شيئ فذ. عبّرت فيه عن طريق إنسان يرغب ان

يصل الى الحقيقه بعيداً عن مفهوم توارثها من جيل إلى آخر,الحوار الذاتي كان رائعاً تداخل فيه الفلسفة

بالعلم المثبت لينتج في نهايه الأطروحه ممراً واضح المعالم للإيمان,فيسرت للمحاور سلوكه وزودت

القارئ بشحنة إيمانيه إضافيه في هذا الشهر الفضيل.فشكراً لكم وكل رمضان وأنتم بخير


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأستاذ مهندس هشام نجار...

أسعدتني قراءتك التي جمعت بين فكرة الفلسفة و العلم في قضية شائكة هي قضية البحث عن الحقيقة و

منهج الوصول إليها...فالواقع أن المقدمات السليمة تؤدي إلى النتائج السليمة إذا ما اتبعت الطرق المنطقية

التي تتناول الظاهرة في إطار نشأتها و تدرجها التاريخي و طرح الأسئلة المنطقية من جهة التي تنير علاقة

الظاهرة بما يحيط بها من الظواهر الأخرى كشيء واقعي يترتب عن التفاعل الحاصل بين مجموع

الظواهر...و البحث عن

الأجوبة العلمية من جهة أخرى دون الوقوع في التناقض الذي يدحض أية نظرية و يجعلها غير قابلة

للتصديق...

حفظك الله يا أستاذ و هدانا الله و إياكم لأقرب من هذا رشدا...

و جعل هذا الشهر المبارك و نحن في العشر الأواخر منه عتقا من النار و رحمة و مغفرة منه و هداية لما

يحب و يرضاه لنا و لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المتاهة...و الطريق...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب :: الفئة الأولى :: أدب القصة-
انتقل الى: