في الحقيقة انا لا اشك في الكفاءة المعرفية من حيث اللغة و اللسانيات ، التي يتحلى بها بعض الخطباء ،الدين ساعدهم الحظ ليكون على منبرهم المشرف لالقاء خطبة الجمعة ،خصوصا ما يتعلق بحفظ ايات كتابنا المقدس القرءان الكريم ،او التي تتعلق بتجويد الايات القرانية، ولا اشك في توجيهاتهم الاخلاقية لشباب الامة الاسلامية ،و انني اعتز بلغتنا العربية التي تمكننا من فهم تعاليم ديننا الحنيق ،والتي تمكننا من التواصل مع افراد مجتمعنا العربي خصوصا السدجاء الدين لا يتكلمون لغات اجنبية، ولكنني اتسائل عن ما هي الاسباب التي تجعل الخطباء من اعلى منبرهم المحترم ،يعتبرون ان تعلم اللغات الاجنبية بابتكاراتها و اختراعاتها ،تعتبر بمتابة غزو فكري لغوي او اعلامي ؟ مع العلم ان صناع القرارات في الاوطان العربية يدرسون ابنائهم في الدرجة الاولى ،و بمبالغ جد مهمة اللغات الاجنبية ،التي يرونا فيها ان ابناءهم سيتدمجون مستقبلا بسهولة مع مستوى التعليم العالي و ما بعد دالك ،لان هده اللغات هي التي تنتج الفكر الاختراعي و الفلسفي l'esprit créatif المتسائل في اسرار مكونات هدا الكون العظيم ،تفعيلا لما اراده الله جل جلاله (وان استطعتم ان تنفدوا فانفدوا و لا تنفدوا الا بالسلطان ) (وما اتيتم من العلم الا قليلا) وكثيرة هي الايات التي تتكلم عن علم الفلك وعلم الطب و احترام الانسان لاخيه الانسان ، نحن فعلا نتمنى لابنائنا تعلم محاسن و مكارم اخلاق ديننا العظيم ،من اجل احترام الاخرين ، ولكن محاسن و مكارم الاخلاق وحدها لا تحقق الاكتفاء الداثي لا للفرد و لا للمجتمع، في اي مكان و لا في اي زمان ،تبعا للمقولة المشهورة اطلبوا العلم من المهد الى اللحد. و العلم يتطلب اتقان لغة التواصل معه ،كما يتطلب مبادئ فلسفية ، كما انني اتسائل عن العلاقة الخدماتية التي تربط الخطباء بصناع القرارات هل من شانها ان تخدم الصالح العام؟وهل حفظة القران و مجوديه ،الدين ليسوا في مستوى علماء الفقه و الشريعة الاسلامية ،سيكونون مؤهلين لتحضير و القاء خطب من حجم علاقة الانسان بالعلم بمعناه الواسع و علاقته بالبيئة التي تحيط به ،وبمعرفة الانسان لحقوقه التي شرعتها له الديانات السماوية ،و التي حرمتها له القوانين الوضعية التي هي من صنع صانع ؟وهل الخطيب مؤهلا ليخاطب صناع القوانين الوضعية الممتلئة بالايديوجيات التي تخدم فقط مصالحهم ؟ ولو على حساب مصالح المؤمنين ؟ وهل الخطيب له دراية كاملة بما يحدث في الساحة السياسة؟ و الى دالك الحين سيبقى الخطيب يخدم مصالح صناع القرارات السياسية و الاقتصادية و سيخدم مصلحة الشعوب فقط على مستوى تعلم محاسن ومكارم الاخلاق التي تغدي الروح ولكنها لا تغدي العقول و الاجسام و لا يمكنها ان تحقق وحدها الاكتفاء الداثي بالمعنى الواسع.