المقال الإسبوعي : جمهورية قحطان العربيه

جمهورية قحطان العربيه

الإخوه والأخوات
قبل ان انتقل بكم عبر هذه المقاله الى بلادنا العربيه, دعونا نقف في نيويورك لفتره وجيزه نحكي لكم منها قصه ذات مغزى ثم نتابع طريقنا الى غايتنا
اعزائي القراء تتألف مدينة نيويورك من خمس قطاعات هي مانهاتن - بروكلين - كوينز - برونكس - إستاتن ايسلاند ,اي جزيرة إستاتن وهي مقر إقامتي مع عائلتي.
تتصل هذه الجزيره بمنهاتن بمكوك بحري على مدار الساعه وتتصل مع بروكلين بجسر ذو طابقين اما إتصالها مع جارتنا ولاية نيو جرزي فيتم عبر ثلاث جسور, رسم الدخول لهذه الجسور للسيارات الصغيره يتراوح بين ثمانيه دولارات إلى أحد عشر دولارآ . الريع السنوي لرسم العبور الى الجزيره يبلغ حوالي المليار دولار وإذا اضفت اليها الضرائب المحصله من الفعاليات الإقتصاديه الأخري في هذا الجزء من المدينه فإن الحصيله ستبلغ عدة مليارات هي دخل لقطاع ستاتن آيلاند والتي يبلغ عدد سكانها حوالي نصف مليون نسمه فقط الا ان هذه المبالغ الضخمه تستفيد منها المناطق الأفقر في القطاعات الأربعه الأخرى من نيويورك بشكل جعل المسؤولين عن ستاتن آيلاند وسكانها يبدون تذمرهم
إخوتي وأخواتي لندخل الآن بالجد
تفاعلت قضية التذمر هذه قبل سنوات حتى وصلت الأصوات الى المطالبه بإنسحاب ستاتن آيلاند من تشكيلة مدينة نيويورك لتشكل مدينه خاصه بها منفصلة عن المدينه بحيث ان حصتها من دخل المدينه يتوزع عليها بدل ان تشاركها فيه المناطق الأكثر إحتياجآ وفقرآ . الدعوه إلى الإنفصال وصلت إلى مرحلة حرجه جدآ حيث ان اي إستفتاء إذا أجري في ستاتن آيلاند ستكون نتيجته الحتميه لصالح الإنفصال وسيطيح بأهمية نيويورك كلها
إجتمع المسؤولون وبدأوا بنقاش الوضع جديآ ووضعوا الأرقام أمامهم إستمرت جلساتهم الجديه شهورآ
ووصلوا إلى نتيجه هي ان ستاتن ايلاند قد ظلمت فقاموا بتعديل جوهري على توزيع الأموال وحصلت مدينتي على حقها , ولديها الآن ارقى مستشفى لمعالجة السرطان واضخم جامعه وحديقة حيوان وخدمات ومشاريع صحيه وثقافيه ورياضيه متقدمه وإنتهت المشكله دون ذيول
إخوتي واخواتي
وانا اكتب هذه المقاله راودتني فكره تصورت من خلالها ان ستاتن ايلاند هي جزيره تقع ضمن دوله عربيه إسمها جمهورية ( او ملكيه لافرق ) قحطان العربيه وان مطالبتنا بحقنا المالي والإعتباري كان موجهآ لنظام هذه الدوله العربيه
فماذا سيحصل ؟ اليكم السيناريو الحقيقي التالي
مذيع التلفزيون:سيداتي آنساتي سادتي من إستوديوهاتنا في جمهورية قحطان العربيه نحييكم ونقدم لكم نشرة الأخبار
في هذه النشره:الكشف عن مؤامره إنفصاليه في جزيرة ستاتن آيلاند العربيه والقبض على زعمائها.
المتمردون يعترفون بان تمويلهم يتم عبر البحر من قبل دوله مجاوره. زعيم التمرد والملقب بالمهدي المنتظر يعترف بتعاونه الوثيق مع جماعة القاعده
السيد رئيس الدوله سيلقي بيانآ هامآ خلال ساعه يتكلم فيه عن تطورات الوضع في هذه الولايه المضطربه
يجمع الرئيس اعضاء مجلس الشورى والشيوخ والإتحادات العماليه والفلاحيه والطلابيه ويبدأ بخطابه امامهم قائلآ بصوت حماسي :
يا جماهير شعبنا العريضه اعداؤكم يخططون لنزع جزء عزيز من وطننا وهاهم اليوم يطلقون النار على المدنيين في مناطقهم ويخربون المستشفايات والمدارس ولن نتركهم بعد اليوم يعيثون في الأرض فسادآ وعليه قررت بإسمكم ياشعب قحطان العظيم ان نتعامل معهم بما يستحقون من شده فقامت قواتكم المسلحه وبحريتكم المقتدره وطيرانكم الكفؤ بالتصدي لهذه العصابه المأجوره وإنها لمعركة حتى النصر
اعزائي القراء بعد أشهر من هذا الخطاب تحول قسم من شباب المدينه للتعامل مع الشيطان مجبرين على الإنحراف عن اهدافهم المشروعه والتي تجاهلها النظام فتلقفتهم آيادي من تريد إلهاب المنطقه وحرقها ثم الجلوس على رمادها, وبدأت شركات التبشير المقنعه وراء حجاب المساعدات الإنسانيه تنصب لسكان الجزيره الخيم وتزود العوائل المشرده بعلب فيها الشاش الطبي وحبات الأسبرين وقليلآ من الطحين والسكر مع نسخة من الكتاب المقدس هدية من بابا الفاتيكان
اعزائي القراء
بعد عام مازال القتال مستمرآ وإسرائيل والدول الغربيه دخلت على خط الأزمه ومجلس الأمن يتدخل لحل الأزمه ويقرر إرسال قوات للأمم المتحده للفصل بين المتمردين والقوات النظاميه
بعد عام ونصف يجتمع مجلس الأمن مرة اخرى ويقرر إجراء إستفتاء لتقرير مصير ولاية ستاتن آيلاند العربيه
بعد مرور عامين على الازمه يمنح زعيم التمرد جائزة نوبل للسلام ويتم الإفراج عنه وسط مظاهرات تأييد حاشده
وفي عام الإستفتاء يعلن الأمريكان والإسرائيلين عن رغبة ٨٩ بالمائه بالإنفصال عن جمهورية قحطان العربيه
بعد شهر من الإستفتاء تشكل حكومه في الدوله الوليده وتدخل الأمم المتحده تحت إسم جمهورية ستاتن آيلاند الديموقراطيه واول الدول التي تعترف بها هي إسرائيل ثم امريكا ثم تلحق بهما بقية دول العالم
بعد عام على الإستقلال تنصب القواعد العسكريه الإسرائيليه والامريكيه في الدوله الوليده ….وهنا يدرك شهرزاد الصباح فتسكت عن الكلام المباح
إخوتي وأخواتي هذه المقاله ليست خيالآ ولكن هي قرب إلى الواقع الاليم نعيشها مع طبقه من الحكام تقسم شعوبها إلى اسياد مرتزقه وعبيد مسحوقه فينفجر العبيد وتهمل مطالبهم المشروعه فيحرفهم حكامهم عن مطاليبهم بعد ان يتعاملوا معهم بالمنطق الأمني الهاجس الوحيد لهؤلاء الحكام
ماكتبته ليست نظره تشاؤميه ابدآ. بل تحكي إستراتيجية واضحة المعالم
للغرباء والحكام معآ وهذه كردستان واليمن والسودان ودول الخليج وجنوب ليبيا والجزائر كلها دول مرشحه لأن يجتزأ منها جمهورية ستاتن آيلاند الديموقراطيه
فهل هناك من يتعظ ؟
مع تحياتي

أخي الأديب الكبيروالسياسي المخضرم

(( هشام نجار ))

انا لا أحسد عليك خيالك الرحب الغني , ولا أسلوبك الأدبي الفتي , ولا تحليلك للوضع السياسي , ولا

تصويرك للوضع الإقتصادي , ولا ذكائك الإجتماعي , ولا حسّك الأمني , ولارصدك للتبشير العقائدي ,

وكتابتك لسيناريو حقيقي , وكأنك تقرأ الغد بعين الأمس .

هيا نبحث سوياً عن منتج سنيمائي , لإنتاج رائعة هشام النجاري.......!!!

تحياتي أيها العبقري

محمد حسن كامل

محمد حسن كامل كتب:: أخي الأديب الكبيروالسياسي المخضرم

(( هشام نجار ))

انا لا أحسد عليك خيالك الرحب الغني , ولا أسلوبك الأدبي الفتي , ولا تحليلك للوضع السياسي , ولا

تصويرك للوضع الإقتصادي , ولا ذكائك الإجتماعي , ولا حسّك الأمني , ولارصدك للتبشير العقائدي ,

وكتابتك لسيناريو حقيقي , وكأنك تقرأ الغد بعين الأمس .

هيا نبحث سوياً عن منتج سنيمائي , لإنتاج رائعة هشام النجاري.......!!!

تحياتي أيها العبقري

محمد حسن كامل

أخي وصديقي الأستاذ المبدع والمفكر القدير محمد حسن كامل حفظه الله
أشكر لكم كلماتكم الغنيه بالتعابير الصادقه والتي جمعت بين الموده والتي اعتز بها , والمشاركة الصادقه بفكرة المقاله والتي نسجتها من واقع اليم نعيشه اليوم ,اخشى من إمتداده إلى مستقبل أكثر ألماً فتضيع اوطاننا وينهار مستقبل أجيالنا الواعده بهمة حكام يستظلون بمظلة اعداء امتنا.ولكن وعد الله للمؤمنين نافذ ...ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
مع خالص تقديري ومودتي اخي الكريم

» المقال الإسبوعي : يوم سجين الرأي العربي
» المقال الإسبوعي : ايها الحكام هذه رسالة الشعوب لكم
» المقال الإسبوعي: الغرب يبحث عن عدو.... فأختاركم انتم
» المقال الإسبوعي : فلم الموسم.. عودة رامبو إلى اليمن
» المقال الإسبوعي: حالة قرف في الشارع العربي من مؤامرات التوريث