جاءت أمي
والنيل يرافقها
وتراب الأرض يساندها
قالت أمي :
لن أحضر بعد اليوم.
أين العهد الوعد؟؟
لم أعرف ابنا من أبنائي مثلك!!
أتمنى لو لم تُنجب بعد.
**************************
ما هذا يا أماه !!؟؟
إني فخر الأبناء!
كم يحسدك
قومي.!
مهما زادت آلام البعد
لن أرضى أما غيرك أمي
*********************
لا تهرب مني
بكلام معسول
قدصرت غريبا عني.
أين الصفحات البيضاء؟؟
من تلك المرأة..
الشوهاء..؟
**********
عذرا أمي
كبرالطفل
من حقي أن أحلم
أن تحمل حسنائي همي
تعطيني الدفء
والحلم الآتي
وتلملم أشتاتي
**************
تبكي أمي ..تصرخ
ولدي ضاع ...!
هل صارت أقدار ..
أن تسلب حلمي امرأة ؟؟؟
أن تُقتل أطفالي
غرقا في بحر من أوهام وردية
***************************
لم تغضب أمي
بهذا الكم
عرفتني كثيرات
تأتي امرأة.. تذهب
لا تهتم
ما بالك أمي اليوم؟؟؟
********************
من بين الإشفاق الرعب
باحت أمي
تلك المرأة أخطر
من كل نساء الأرض
انظر للأنياب الستة
السم بعينيها
وفناؤك بين ذراعيها
******************
لم أر شيئا من هذا أمي
حكم السن
تبدي الحب
يفتر
حينا
نمضي نتخطى الأزمات
*****************
ولدي
لم أحسب يوما
أن تترك امرأة لا تعرف دينا
وبلا أسباب
ترمي نفسك للشيطان
تلك امرأة غجرية
نبت أرعن
بحر لا يعرف شطآن
******************
أمي هذا شيء مؤلم
لا يوجد في الدنيا
أعظم
منها.
كل الأكوان
بهواها تحلم
لا تغرب عنها الشمس
اسألي عنها
اليوم الأمس
***************
ولدي لم تكبر بعد
مازلت تجادلني
كالطفل يعاند أمه
لا أملك إنقاذا منها
اسأل عنها...حتى أحجار الأرض!!
******************************
لا أقدر أمي
أخشى من
سطوتها
ورغيف الخبز
وحليب الأطفال
أشياء لا تعرف مال
سوء الأحوال
*************
ولدي لا تخشى جوعا
لا تأكل خبزا مغموسا في الذل
لا تجلس خلف الحائط تبكي
عرضا مسلوبا
ارفع رأسك في كل الأحوال
فالموت حياة
يستعذبها الأبطال
***************
تمضي أمي
أخذت معها أثوابا سوداء
طفلي الأصغر
تركت لي رسم الأجداد
مرآة بيضاء
ألمح ..فجأة
حسنائي شوهاء
***********
(شعر :
صالح شرف الدين
2000م)