سقوط غرناطه.. والمخطط الجديد لإسقاط الخرطوم

سقوط غرناطه والمخطط الجديد لإسقاط الخرطوم

الإخوه والأخوات…

في يوم قارس من أيام كانون الثاني/ ينايرعام 1492 ميلادي

غادر الأمير أبو عبد الله الصغير مع الركب الصغير ميممآ وجهه

نحو الجنوب فلقد سقطت غرناطه.... وقف الأمير وركبه على

رابيه خارج أسوارها مودعآ بيوتها البيضاء وسكانها الذين

أجبرهم من سموا أنفسهم بفرسان الصليب على تجرع كاس الموت

او تزيين صدورهم وجدرانهم وغرف نومهم بالصليب وفتح ابواب

بيوتهم وكشف عوراتهم حتى لا تستطيع أن تميز مكان الإرهاب هل

هي غرناطه الأمس أم ابوغريب اليوم، ملقيآ نظرة الوداع

بعيون دامعه على قصر الحمراء مرتع طفولته وأحلام شبابه

ومركز حكمه ثم شد لجام فرسه ونزل الرابيه مع بقية صحبه

وتابع طريقه نحو الجنوب ولحق به الركب ثم إختفى الجميع

وراء الأفق.

الأخوه والأخوات…

لقد سقطت غرناطه لأن أمراءها لم تقرأ سيرة المنتصرين من

أمتنا أمثال خالد وسعد وعمر وصلاح الدين, لأن قادة المسلمين

يوم سقوط غرناطه من سلاطين المماليك وسلاطين الحفصيين،

وملوك الدوله الزيانيه وقفوا صامتين متفرجين وكانوا

قادرين على إنقاذها منفردين أو مجتمعين ولكنهم لم يفعلوا

بعد سقوط غرناطه اراد اعداؤنا وبعض حكامنا ان يسقطوا لنا

وللسبب نفسه ألف غرناطه فالقدس يريدون لها ان تكون غرناطه

وبغداد الخلافه يريدون لها ان تكون غرناطه واليوم يعرضون

لنا مسلسلآ جديدآ يمهدون له لسقوط الخرطوم مدعين انهم

يريدون رأس سلطتها وهم كاذبون ومن صدقهم من امتنا هم

مغفلون حتى النخاع… ولا أريد أن أزيد حتى لا أعدد كم عاصمة

من عواصمنا يريدون تحويلها اليوم إلى سقوط غرناطه.

حكام العرب يتحدثون كل يوم إلى مغتصبي ديار العروبة

والإسلام… يبتسمون لهم ويقدمون لهم الأوشحه تقديرآ وعرفانآ

لهم لإحتلال أرضهم ويكيدون لبعضهم إرضاءآ لأعداء شعوبهم

تماما كما فعل أمراء الأندلس يوم إتخذوا من أعداء أمتهم

حلفاءآ لهم فكيف لاتسقط ايها القراء الأعزاء بعد ذلك

غرناطه؟ ثم تلحق بها ألف غرناطه......؟


إعذريني غرناطه..

فيوم إغتيالك

لم أكن قد ولدت بعد..

لم اتجرع كأس المراره…

وبعد أن ولدت

لم أكن بحاجة لأقرأ تاريخ سقوطك

فحكامنا طبعوا منك ألف صوره…

غرناطه! لست اليوم وحيدة في بئر السقوط..

فحكامنا أهدوا إليك أخوات..وإخوه..