مُــؤتمــٌٌر يــنــعــقــدُ لأول مــرة
د.عبد الغني حمد و
صعد الركاب للطائرة المتوجهة لبعد معين فوق الكرة الأرضية
إنها رحلة تتضمن أبعادا ثلاثية, هذه الرحلة المنتظرة من الجميع تحمل في طياتها مكنونات قد يغلب عليها طابع الميتافيزيقا (ماوراء الطبيعة)
صعدت الطائرة بسرعة كبيرة , وعلت للأعلى واستقرت في مسيرها على ارتفاع معين , إنها سوف تتحرك باتجاهات متعددة , ولكن حسب أوامر رئيس المؤتمر الموجود في الطائرة ومعه نوابه ومساعديه وبقية الجمهور
يتقدم مندوب من الرئيس لقائد الطائرة ويسلمه ورقة مكتوب فيها:
في كل الأحوال اجعل الطائرة تسير في كل الإتجاهات لاتأمرها بجهة معينة ولا ترتفع فيها لمكان يغدو الرجوع منه صعبا ولا تنخفض لمكان تهوي بنا الطائرة جميعا
ولا يهمك أمرنا فإن نمنا فلا توقظنا وإن اختلفنا فلا تعجل , فخلافنا لن يخرج ضمن الطائرة
وإياك والمرور فوق المناطق التي تعج بالمصانع , والمناطق التي تظهر فيها الحضارة متقدمة
وأي مكان تراه خربا هرما فيه كل حي ميت فسر فوقه ,في الأبعاد الثلاثة
حتى تنتهي الرحلة بما يكفيك من وقود
وفي مقصورة رجال الأعمال كان المؤتمر
الموسيقى الهادئة تنساب داخل أذن الرئيس لتتناغم مع مشاعر عاطفية تظهر صورة امرأة شقراء تتمايل بجسمها الرشيق
تأخذ بمجامع عواطفه أمام تلك الرشاقة والجمال
يشاركه الأعضاء في سماع أنغام مختلفة على كل حسب هواه , ولون يتناسب مع مشاعره ورغباته
مؤتمر كان رائعا اشتركت فيه المتعة مع العواطف الرقيقة , بعيدا عن الصخب والضجة في العودة للقرون الوسطى في كل مكان خرب على وجه الأرض
وحطت الطائرة لتنتهي الرحلة ولم تكن الرحلة إلا فوق ربوع الوطن السليب
من أعضاء المؤتمر