الصافية تعود إلى الجلفة

الصافيـة تعـــود إلى الجلفـة

تحتفي مدينة العين الصفراء سنويا بذكرى الأديبة الراحلة صافية كتو ( زهرة
رابحي ) باعتبارها معلما ثقافيا من معالم هذه المدينة الصحراوية العريقة ، صديقة
القيثارة ، الحالمة بكوكبها البنفسجي ، غادرت حياتنا و التحقت بأحلامها بعد أن شهدت
حرائق 1988 و كأنها تصورت ذلك من قبل في احتراق القمر ، لم تكن صافية امرأة عادية
، بل كانت امرأة مميزة و استثنائية في
حياتها و في كتاباتها و في موتها ، يحق
لمدينة النشأة ( عين الصفراء) أن تعلن لها الوفاء و الاعتراف من خلال تأسيس جمعية
ثقافية تحمل اسمها و تشرف على تنظيم ملتقاها السنوي ، و يحق لمدينة الاغتراب (
العاصمة) أن تتوجع كلما حلت ذكرى رحيل الزهرة ، و لكن الافتخار بأصول هذه الأديبة
، يحق لمدينة الجلفة وحدها.

من خلال تتبعي و اطلاعي على ما كتب حول هذه الشخصية الأدبية الجزائرية ، لم
أعثر على أية إشارة إلى أصول الكاتبة ، لذلك ارتأيت توضيح هذه المعلومة الهامة ،
إن الأديبة الراحلة – و إن ولدت و ترعرعت بمدينة العين الصفراء – هي من عائلة
رابحي و يعود أصلها إلى عرش الصحاري أولاد
يونس القاطنين بمدينة الجلفة ، وقد غادر والدها المنطقة في بدايات القرن العشرين و
اتجه إلى الغرب الجزائري ، كانت آخر زيارة قامت بها الراحلة لعائلتها الكبيرة
بمدينة الجلفة في شهر أوت 1988 ، كانت رفقة شقيقها ، زارتنا في بيتنا بحي البرج
العتيق ، كنت شابا في العشرين من عمري ، لم نتحدث في الأدب بل تحدثنا قليلا عن
الصحافة عندما أخبرتني بأنها تشتغل بوكالة الأنباء الجزائرية ، أخذت لنا صورا في
باحة المنزل ، لم تكن كثيرة الكلام ، شعرت حينها و أنا أتأمل وجهها الصامت ، أنني
أقرأ بصعوبة تعابيره من خلال ملامحها
الساكنة ، لقد كانت امرأة غامضة حقا ، ببساطة هيئتها و شعرها البني المصفر المسدول
على كتفيها ، لم يكن بالإمكان أبدا الشعور بما تعانيه ، كانت ابتسامتها شكلا محرفا
من ابتسامة الموناليزا ، هل كانت تودعنا ؟ .. بعد أن أتانا خبر موتها و بتلك
الطريقة ، تأكدنا أنها كانت كذلك ، ذهب الكثير من أفراد العائلة إلى العاصمة لحضور
العزاء ، لكن جثمانها قد اختار له القدر مدينة العين الصفراء مستقرا ، و عادت
الزهرة إلى مسقط رأسها ، بعد أن منحت الأدب الجزائري أثرا تأسيسيا لأدب الخيال
العلمي المغاربي و نصوصا شعرية راقية و تجربة صحفية نادرة.

لا أدري كيف سيقرأ أهل العين الصفراء هذه المعلومة و بالخصوص مثقفوا هذه
المدينة ، و أنا أحاول استرداد جزء أصيل من معلمهم الثقافي الكبير و الذي هو من حق
مدينة الجلفة ، لكنني أردت أن أنبه إلى جسر الأخوة و المحبة و التواصل بين هاتين
المدينتين ، جسر قامت ببنائه صافية كتو رحمها الله.

بن علية رابحي

الأستاذ الفنان والكاتب المسرحي الجزائري المعروف

بن عيلة رابحي

أولا إسمح لي سيدي الكريم أن ارحب بك علماً متألقاً في سماء إتحاد الكتاب والمثقفين العرب والذي يضم بحمد الله قامات وهامات من الفكر العربي المعاصر وخلاصة عقول الامة ومفكريها ومبدعيها وشعراءها وكتابها وانه لمن دواعي الفخر ان تنضم الى كتيبة هذا الجيش الجرار من المبدعين والمفكرين.
كما يسعدني ان أقف على تلك الومضات الثرية التي أثريت بها حضورك الكريم في مسردك المتألق وكأنك تقدم أوراق إعتمادك سفيراً للفكر العربي لأرض المليون شهيد.
قرأت لك ((محاكمة الصخرة )) هذا العمل الإبداعي المسرحي والذي أدعو إخواني لمعايشة مسرحك الحديث من واقع قضايا الوطن على هذا الرابط.
http://boukerchmohamed.unblog.fr/2009/04/04/1593-6/
دمت متالقاً بين أهلك وعشيرتك في إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
تحياتي وفائق تقديري
محمد حسن كامل

تحية عطرة أستاذي محمد حسن كامل و بعد ،
شرف كبير لي أن أتعرف إلى شخصكم الكريم ، الشكر الجزيل لك على تعقيبك الجميل ، مع تمنياتي بالتوفيق و النجاح لأصحاب هذا الموقع الثقافي الرائد
و على أمل التواصل الدائم أجدد لك شكري و امتناني

إلى اللقاء