| فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مهندس هشام نجار
عدد المساهمات : 276 نقاط : 479 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 81 الموقع : usa
| موضوع: فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) الإثنين يوليو 12, 2010 5:22 pm | |
| فرن حارتناخبز فرن حارتنا قبل مهزلة تأميم الأفران في حلب نأكل منه ولانشبع الإخوه والأخوات
في عام 1963 كنت طالبآ في كلية الهندسه وكانت حركة ٨ آذار التي اتت بحزب البعث في بداياتها وكان هناك تحمسآ لدى الشباب البعثيين والذين اطلقوا على انفسهم الرفاق التقدميين مقتبسين لقبهم من القاموس الشيوعي السوفييتي والذين إحتلوا مقاعدهم في صفوف الاماميه ان يطبقوا تجارب الإتحاد السوفيتي السابق علينا تمامآ كما تجرى التجارب الطبيه على الحيوانات الصغيره في المختبرات . عينت القياده السيد هلال رسلان محافظآ لمدينه حلب من الفتره12/8/1963 وحتى 17/12/1963 ، وخلال هذه الفتره القصيره قلب مدينة حلب رأسآ على عقب فلم يترك شيئآ في حلب الا وأممه وإليكم هذه القصه من وحي تلك الأيام قبل وصول السيد رسلان لم تكن مدينة حلب تعاني من أية ازمه،كنت استيقظ باكرآ إلى فرن حارتنا حيث لا احتاج لإنتظار الدورفلم يكن هناك دور ولا طابور فالقي على الشغيله تحية الصباح:صباح الخير ابو احمد..صباح الخير ياشباب..ابو احمد تلاته كيلو خبز من بعد امرك…فيجيب الرجل : مو تكرم ابو ياسين من شواربي… ياحسن توصى ب اخوك ابو ياسين, فالتفت الى حسن واقول ضاحكآ: دير بالك تسمع كلام معلمك ابو احمد بدي الخبزات من بيت النار مو من شوارب معلمك , ويضحك الجميع، احمل الخبز الطازج منشورآ على جريده وكانه الورد الجوري واتسلى بالاستمتاع بالتهام رغيف كامل قبل أن اصل البيت. قال لي حسن في احد الأيام :يا أستاذ هشام لاتتعذب وتجي على الفرن كل يوم انا بأمرك, الساعه سته بالظبط الخبزات بكونوا عندك في البيت وباخود على كل كيلو زياده نص فرنك يعني كيلو الخبز بسبع فرنكات باخود منك سبع فرنكات ونص فاجبته:تكرم دقنك ومعهم حبة مِسْكْ ودارت الأيام كما تقول ام كلثوم وصار المحافظ السيد هلال رسلان وامم مدينة حلب باكملها وصار ينزل الي المدينه بلباس العمال تاره وبلباس الفلاحين تارة اخرى، ليفهم ابناء المدينه ان الثوره هي ملك للعمال والفلاحين فاللباس كان كافيآ برأيه للإقناع ،علمآ بان العامل كان يصله خبزه الى بيته طازجآ كل يوم، والفلاح لم يكن بحاجه الى فرن المدينه فخبز التنور في قريته لايقايض عليه. وانقطع الطحين عن الأفران لعدة اسابيع , وبدأنا في البيت بحملة بحث عن الخبز اليابس ولما قضينا عليه،بدأت الوالده رحمها الله تطبخ لنا البرغل كل يوم بدلآ عن الخبز مع وجبة اخرى، ولما خشي والدي رحمه الله من تأميم البرغل على يد السيد المحافظ، قام بحركه بارعه بتموين عشرين كيلو غرام من البرغل. ولما أذاعوا لنا بياناتهم بان الخبز متوفر في الافران المؤممه اسرعت الى الفرن صباح اليوم التالي لأحجز خبز العائله،ولكن فاجأني طابور طويل امام الفرن فوقفت في آخره . ابو احمد صاحب الفرن الطيب لم يعد موجودآ وحل محله الأستاذ رشيد موظف حكومي له عقده بين حاجبيه ضروريه لفرض سلطته،اماالعمال فبقوا في (وظائفهم) فهذه تعتبر إكراميه لهم. كنت اقيّم تحركي باتجاه بوابة الفرن بالسنتيمترات وانظر ورائي فاجد الطابور يتمدد إلى الخلف بتسارع مخيف،ولم يكن هذا المشهد السلبي هو الوحيد الذي تغير بين عشية وضحاها بل اختلاف ابناء الحاره بين بعضهم بسبب الدور ومشاكل الطابور وهذه مأساة اخرى بعد ان كانوا جيران وحبايب، اما المأساة الحقيقيه فكانت (اجمل المآسي) حيث تقف احدى السيارات ذات الصفه الرسميه وينزل منها سائقها المجند مخترقآ كل الصفوف ليصل إلى الإستاذ رشيد المدير العام الجديد لفرن الحاره مطالبآ إياه بلغة الآمر الواثق :ستة كيلو للعقيد مصطفى، فيجيبه الإستاذ رشيد:امر سيادتك وبدقيقه واحده ينهى (الجنرال) مهمته وينطلق بسيارة العقيد الى بيته اولا يسلم تلاته كيلو الى زوجته ام محمود ثم يكمل مشواره الى بيت العقيد ليسلم باقي العهده. كان هذا المشهد يمر من امامنا واهل الطابور مندهشين بصمت وكأن على رؤوسهم الطير،ثم نلتهي بحالنا لنرَ كم بقي لنا حتي نصل الى منصة المدير العام , وما ان نتفاءل قليلآ حتى تقف سيارة اخري باين عليها النعمه مرسيدس سوداء بستائر مسدله على النوافذ ولكن لم يتقدم هذه المره اي شخص باتجاه إدارة الفرن، وانما استخدم سائقها الزمور للفت نظر قيادة الفرن ثم فتحت نافذة السياره وامتدت منها كف بخمس اصابع مفتوحه فُهِمَ منها طلبه.ركض حسن إلى السياره بخمس كيلو خبز حسب الطلب ,كان هذا المنظر مألوفآ ففي كل خمس دقائق كان المسؤولون يمتعوننا بسياراتهم الجميله امام الفرن حتى حفظنا عن غيب ارقامها. تعودت على ذلك وتعودت على ضياع الحصه الأولى في الكليه بسبب شعار الفرن للعمال والأرض للفلاح والأسوأ اننا تعلمنا على نوعيه مختلفه من الخبز ذو طعم مختلف منقطآ ببقع صغيره خضراء لم نعرف سرها حتى الآن , ولكن حمدنا الله على ان التجربه لم تستمر فأنهت الحكومه مهمة السيد المحافظ بتاريخ17/12/1963 فاغلق باب مكتبه واخذ امواله وثروته بعد أن خلع لباس الفلاحين والعمال والمثقفين الثوريين ولم نعد ندري عنه شيئآ ثم بدئ بالبحث من جديد عن رسلان جديد. مع تحياتي | |
|
| |
د.عبد الغني حمدو
عدد المساهمات : 103 نقاط : 229 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 08/04/2010 العمر : 68
| موضوع: رد: فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) الإثنين يوليو 12, 2010 7:56 pm | |
| ذكرتني أخي العزيزالمهندس هشام نجار بكلمة من أحد المارة ردا على كلمة قلتها لصديق كنا نمشي سويا في الشارع في سنة 1979 أهلي في القرية وكنت طالبا في الجامعة ودار الحديث بيني وبين صديقي عن مشكلة الخبز فقلت لصديقي أنا مرتاح من هم تأمين الخبز فأنا وحدي والفران يعطي قرصتي خبز بدون دور فرد رجل من المارة فقال هل ستبقى وحدك ولن تتزوج ويصبح عندك عائله ومشى في طريقه من فضائل حزب البعث على رغيف الخبز في سوريه مع شكري لكم لتذكيرنا بالتراث ودمتم وحياكم الله | |
|
| |
أم شهد مشرفة قسم المرأة
عدد المساهمات : 275 نقاط : 371 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 13/06/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) الإثنين يوليو 12, 2010 8:38 pm | |
| - مهندس هشام نجار كتب:
فرن حارتناخبز فرن حارتنا قبل مهزلة تأميم الأفران في حلب نأكل منه ولانشبع الإخوه والأخوات
في عام 1963 كنت طالبآ في كلية الهندسه وكانت حركة ٨ آذار التي اتت بحزب البعث في بداياتها وكان هناك تحمسآ لدى الشباب البعثيين والذين اطلقوا على انفسهم الرفاق التقدميين مقتبسين لقبهم من القاموس الشيوعي السوفييتي والذين إحتلوا مقاعدهم في صفوف الاماميه ان يطبقوا تجارب الإتحاد السوفيتي السابق علينا تمامآ كما تجرى التجارب الطبيه على الحيوانات الصغيره في المختبرات . عينت القياده السيد هلال رسلان محافظآ لمدينه حلب من الفتره12/8/1963 وحتى 17/12/1963 ، وخلال هذه الفتره القصيره قلب مدينة حلب رأسآ على عقب فلم يترك شيئآ في حلب الا وأممه وإليكم هذه القصه من وحي تلك الأيام قبل وصول السيد رسلان لم تكن مدينة حلب تعاني من أية ازمه،كنت استيقظ باكرآ إلى فرن حارتنا حيث لا احتاج لإنتظار الدورفلم يكن هناك دور ولا طابور فالقي على الشغيله تحية الصباح:صباح الخير ابو احمد..صباح الخير ياشباب..ابو احمد تلاته كيلو خبز من بعد امرك…فيجيب الرجل : مو تكرم ابو ياسين من شواربي… ياحسن توصى ب اخوك ابو ياسين, فالتفت الى حسن واقول ضاحكآ: دير بالك تسمع كلام معلمك ابو احمد بدي الخبزات من بيت النار مو من شوارب معلمك , ويضحك الجميع، احمل الخبز الطازج منشورآ على جريده وكانه الورد الجوري واتسلى بالاستمتاع بالتهام رغيف كامل قبل أن اصل البيت. قال لي حسن في احد الأيام :يا أستاذ هشام لاتتعذب وتجي على الفرن كل يوم انا بأمرك, الساعه سته بالظبط الخبزات بكونوا عندك في البيت وباخود على كل كيلو زياده نص فرنك يعني كيلو الخبز بسبع فرنكات باخود منك سبع فرنكات ونص فاجبته:تكرم دقنك ومعهم حبة مِسْكْ ودارت الأيام كما تقول ام كلثوم وصار المحافظ السيد هلال رسلان وامم مدينة حلب باكملها وصار ينزل الي المدينه بلباس العمال تاره وبلباس الفلاحين تارة اخرى، ليفهم ابناء المدينه ان الثوره هي ملك للعمال والفلاحين فاللباس كان كافيآ برأيه للإقناع ،علمآ بان العامل كان يصله خبزه الى بيته طازجآ كل يوم، والفلاح لم يكن بحاجه الى فرن المدينه فخبز التنور في قريته لايقايض عليه. وانقطع الطحين عن الأفران لعدة اسابيع , وبدأنا في البيت بحملة بحث عن الخبز اليابس ولما قضينا عليه،بدأت الوالده رحمها الله تطبخ لنا البرغل كل يوم بدلآ عن الخبز مع وجبة اخرى، ولما خشي والدي رحمه الله من تأميم البرغل على يد السيد المحافظ، قام بحركه بارعه بتموين عشرين كيلو غرام من البرغل. ولما أذاعوا لنا بياناتهم بان الخبز متوفر في الافران المؤممه اسرعت الى الفرن صباح اليوم التالي لأحجز خبز العائله،ولكن فاجأني طابور طويل امام الفرن فوقفت في آخره . ابو احمد صاحب الفرن الطيب لم يعد موجودآ وحل محله الأستاذ رشيد موظف حكومي له عقده بين حاجبيه ضروريه لفرض سلطته،اماالعمال فبقوا في (وظائفهم) فهذه تعتبر إكراميه لهم. كنت اقيّم تحركي باتجاه بوابة الفرن بالسنتيمترات وانظر ورائي فاجد الطابور يتمدد إلى الخلف بتسارع مخيف،ولم يكن هذا المشهد السلبي هو الوحيد الذي تغير بين عشية وضحاها بل اختلاف ابناء الحاره بين بعضهم بسبب الدور ومشاكل الطابور وهذه مأساة اخرى بعد ان كانوا جيران وحبايب، اما المأساة الحقيقيه فكانت (اجمل المآسي) حيث تقف احدى السيارات ذات الصفه الرسميه وينزل منها سائقها المجند مخترقآ كل الصفوف ليصل إلى الإستاذ رشيد المدير العام الجديد لفرن الحاره مطالبآ إياه بلغة الآمر الواثق :ستة كيلو للعقيد مصطفى، فيجيبه الإستاذ رشيد:امر سيادتك وبدقيقه واحده ينهى (الجنرال) مهمته وينطلق بسيارة العقيد الى بيته اولا يسلم تلاته كيلو الى زوجته ام محمود ثم يكمل مشواره الى بيت العقيد ليسلم باقي العهده. كان هذا المشهد يمر من امامنا واهل الطابور مندهشين بصمت وكأن على رؤوسهم الطير،ثم نلتهي بحالنا لنرَ كم بقي لنا حتي نصل الى منصة المدير العام , وما ان نتفاءل قليلآ حتى تقف سيارة اخري باين عليها النعمه مرسيدس سوداء بستائر مسدله على النوافذ ولكن لم يتقدم هذه المره اي شخص باتجاه إدارة الفرن، وانما استخدم سائقها الزمور للفت نظر قيادة الفرن ثم فتحت نافذة السياره وامتدت منها كف بخمس اصابع مفتوحه فُهِمَ منها طلبه.ركض حسن إلى السياره بخمس كيلو خبز حسب الطلب ,كان هذا المنظر مألوفآ ففي كل خمس دقائق كان المسؤولون يمتعوننا بسياراتهم الجميله امام الفرن حتى حفظنا عن غيب ارقامها. تعودت على ذلك وتعودت على ضياع الحصه الأولى في الكليه بسبب شعار الفرن للعمال والأرض للفلاح والأسوأ اننا تعلمنا على نوعيه مختلفه من الخبز ذو طعم مختلف منقطآ ببقع صغيره خضراء لم نعرف سرها حتى الآن , ولكن حمدنا الله على ان التجربه لم تستمر فأنهت الحكومه مهمة السيد المحافظ بتاريخ17/12/1963 فاغلق باب مكتبه واخذ امواله وثروته بعد أن خلع لباس الفلاحين والعمال والمثقفين الثوريين ولم نعد ندري عنه شيئآ ثم بدئ بالبحث من جديد عن رسلان جديد. مع تحياتي الأستاذ العزيز هشام نجار
الله يرضى عليك ذكرتنا بالخبز وقد نسيناه من سنين في وقت الحصار كان الخبز يكاد أن يكون معدوما والأفران فارغة لانرى الطوابير وان توفر يكون باردا لايعلم احد بموعد خبيزه حسب وصول حصة الطحين للفرن لذلك لجأنا الى الخبز في البيوت وتعلمنا مهارة الخبز اكثر من اهل القريه فكل الناس بنت في الحدائق( تنور من الطين)لأن معظم الحدائق يتوفر فيها السعف والحطب لأشعال التنور والبعض اشترى( تنور الستيل )يعمل بالغاز .وكانت متعه بالرغم من التعب ولهب التنور الذي قلب حتى لون البشره كنا نشعر بمتعه تلامس ارواحنا أما اليوم فهنيئاً لنا باللوف الأبيض الذي يتخمر بالمعدة ويجر علينا امراضاً لاتعد ولاتحصى أصبحت حياتنا بارده لاطعم لها حتى اصبحنا لانشعر بالجوع وجبات الطعام واجب نقضيه والسلام ونعد اياماً في هذه الحياة البائسه.
الماضي المؤلم بسببه تكون اشراقة الحاضر لكننا لحد الان لم نرى شمساً مشرقه.
شكرا لك استاذ هشام | |
|
| |
امة الله مشرف
عدد المساهمات : 346 نقاط : 465 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 01/07/2010
| موضوع: رد: فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) الثلاثاء يوليو 13, 2010 10:20 am | |
| جميل بس ليه الخباز لايرتدى ساعه | |
|
| |
مهندس هشام نجار
عدد المساهمات : 276 نقاط : 479 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 81 الموقع : usa
| موضوع: رد: فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) الثلاثاء يوليو 13, 2010 5:16 pm | |
| - د.عبد الغني حمدو كتب:
- ذكرتني أخي العزيزالمهندس هشام نجار بكلمة من أحد المارة ردا على كلمة قلتها لصديق كنا نمشي سويا في الشارع في سنة 1979 أهلي في القرية وكنت طالبا في الجامعة ودار الحديث بيني وبين صديقي عن مشكلة الخبز
فقلت لصديقي أنا مرتاح من هم تأمين الخبز فأنا وحدي والفران يعطي قرصتي خبز بدون دور فرد رجل من المارة فقال هل ستبقى وحدك ولن تتزوج ويصبح عندك عائله ومشى في طريقه من فضائل حزب البعث على رغيف الخبز في سوريه مع شكري لكم لتذكيرنا بالتراث ودمتم وحياكم الله اخي الفاضل الدكتور عبد الغني حمدو حفظه الله عندما نأتي بنبته موطنها الأصلي في سيبريا ونريد ان نزرعها في موطننا لنتباهى بها ..فعلينا ان نضعها في غرفة خاصه درجة حرارتها ناقص ثلاثين ونفرش الغرفه بالثلج الصناعي ونؤمن لها الهواء المناسب والغذاء المناسب ونحجب عنها ضوء الشمس لستة اشهر ,فإن فعلنا ذلك سنجد انفسنا نحيط بمريض يحتضر في غرفة العناية المركزه...وبعد ذلك نسأل لماذا نحتضر؟! شكراً لمشاركتكم مع خالص تحياتي
| |
|
| |
مهندس هشام نجار
عدد المساهمات : 276 نقاط : 479 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 81 الموقع : usa
| موضوع: رد: فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) الثلاثاء يوليو 13, 2010 5:37 pm | |
| - أم شهد كتب:
- مهندس هشام نجار كتب:
فرن حارتناخبز فرن حارتنا قبل مهزلة تأميم الأفران في حلب نأكل منه ولانشبع الإخوه والأخوات
في عام 1963 كنت طالبآ في كلية الهندسه وكانت حركة ٨ آذار التي اتت بحزب البعث في بداياتها وكان هناك تحمسآ لدى الشباب البعثيين والذين اطلقوا على انفسهم الرفاق التقدميين مقتبسين لقبهم من القاموس الشيوعي السوفييتي والذين إحتلوا مقاعدهم في صفوف الاماميه ان يطبقوا تجارب الإتحاد السوفيتي السابق علينا تمامآ كما تجرى التجارب الطبيه على الحيوانات الصغيره في المختبرات . عينت القياده السيد هلال رسلان محافظآ لمدينه حلب من الفتره12/8/1963 وحتى 17/12/1963 ، وخلال هذه الفتره القصيره قلب مدينة حلب رأسآ على عقب فلم يترك شيئآ في حلب الا وأممه وإليكم هذه القصه من وحي تلك الأيام قبل وصول السيد رسلان لم تكن مدينة حلب تعاني من أية ازمه،كنت استيقظ باكرآ إلى فرن حارتنا حيث لا احتاج لإنتظار الدورفلم يكن هناك دور ولا طابور فالقي على الشغيله تحية الصباح:صباح الخير ابو احمد..صباح الخير ياشباب..ابو احمد تلاته كيلو خبز من بعد امرك…فيجيب الرجل : مو تكرم ابو ياسين من شواربي… ياحسن توصى ب اخوك ابو ياسين, فالتفت الى حسن واقول ضاحكآ: دير بالك تسمع كلام معلمك ابو احمد بدي الخبزات من بيت النار مو من شوارب معلمك , ويضحك الجميع، احمل الخبز الطازج منشورآ على جريده وكانه الورد الجوري واتسلى بالاستمتاع بالتهام رغيف كامل قبل أن اصل البيت. قال لي حسن في احد الأيام :يا أستاذ هشام لاتتعذب وتجي على الفرن كل يوم انا بأمرك, الساعه سته بالظبط الخبزات بكونوا عندك في البيت وباخود على كل كيلو زياده نص فرنك يعني كيلو الخبز بسبع فرنكات باخود منك سبع فرنكات ونص فاجبته:تكرم دقنك ومعهم حبة مِسْكْ ودارت الأيام كما تقول ام كلثوم وصار المحافظ السيد هلال رسلان وامم مدينة حلب باكملها وصار ينزل الي المدينه بلباس العمال تاره وبلباس الفلاحين تارة اخرى، ليفهم ابناء المدينه ان الثوره هي ملك للعمال والفلاحين فاللباس كان كافيآ برأيه للإقناع ،علمآ بان العامل كان يصله خبزه الى بيته طازجآ كل يوم، والفلاح لم يكن بحاجه الى فرن المدينه فخبز التنور في قريته لايقايض عليه. وانقطع الطحين عن الأفران لعدة اسابيع , وبدأنا في البيت بحملة بحث عن الخبز اليابس ولما قضينا عليه،بدأت الوالده رحمها الله تطبخ لنا البرغل كل يوم بدلآ عن الخبز مع وجبة اخرى، ولما خشي والدي رحمه الله من تأميم البرغل على يد السيد المحافظ، قام بحركه بارعه بتموين عشرين كيلو غرام من البرغل. ولما أذاعوا لنا بياناتهم بان الخبز متوفر في الافران المؤممه اسرعت الى الفرن صباح اليوم التالي لأحجز خبز العائله،ولكن فاجأني طابور طويل امام الفرن فوقفت في آخره . ابو احمد صاحب الفرن الطيب لم يعد موجودآ وحل محله الأستاذ رشيد موظف حكومي له عقده بين حاجبيه ضروريه لفرض سلطته،اماالعمال فبقوا في (وظائفهم) فهذه تعتبر إكراميه لهم. كنت اقيّم تحركي باتجاه بوابة الفرن بالسنتيمترات وانظر ورائي فاجد الطابور يتمدد إلى الخلف بتسارع مخيف،ولم يكن هذا المشهد السلبي هو الوحيد الذي تغير بين عشية وضحاها بل اختلاف ابناء الحاره بين بعضهم بسبب الدور ومشاكل الطابور وهذه مأساة اخرى بعد ان كانوا جيران وحبايب، اما المأساة الحقيقيه فكانت (اجمل المآسي) حيث تقف احدى السيارات ذات الصفه الرسميه وينزل منها سائقها المجند مخترقآ كل الصفوف ليصل إلى الإستاذ رشيد المدير العام الجديد لفرن الحاره مطالبآ إياه بلغة الآمر الواثق :ستة كيلو للعقيد مصطفى، فيجيبه الإستاذ رشيد:امر سيادتك وبدقيقه واحده ينهى (الجنرال) مهمته وينطلق بسيارة العقيد الى بيته اولا يسلم تلاته كيلو الى زوجته ام محمود ثم يكمل مشواره الى بيت العقيد ليسلم باقي العهده. كان هذا المشهد يمر من امامنا واهل الطابور مندهشين بصمت وكأن على رؤوسهم الطير،ثم نلتهي بحالنا لنرَ كم بقي لنا حتي نصل الى منصة المدير العام , وما ان نتفاءل قليلآ حتى تقف سيارة اخري باين عليها النعمه مرسيدس سوداء بستائر مسدله على النوافذ ولكن لم يتقدم هذه المره اي شخص باتجاه إدارة الفرن، وانما استخدم سائقها الزمور للفت نظر قيادة الفرن ثم فتحت نافذة السياره وامتدت منها كف بخمس اصابع مفتوحه فُهِمَ منها طلبه.ركض حسن إلى السياره بخمس كيلو خبز حسب الطلب ,كان هذا المنظر مألوفآ ففي كل خمس دقائق كان المسؤولون يمتعوننا بسياراتهم الجميله امام الفرن حتى حفظنا عن غيب ارقامها. تعودت على ذلك وتعودت على ضياع الحصه الأولى في الكليه بسبب شعار الفرن للعمال والأرض للفلاح والأسوأ اننا تعلمنا على نوعيه مختلفه من الخبز ذو طعم مختلف منقطآ ببقع صغيره خضراء لم نعرف سرها حتى الآن , ولكن حمدنا الله على ان التجربه لم تستمر فأنهت الحكومه مهمة السيد المحافظ بتاريخ17/12/1963 فاغلق باب مكتبه واخذ امواله وثروته بعد أن خلع لباس الفلاحين والعمال والمثقفين الثوريين ولم نعد ندري عنه شيئآ ثم بدئ بالبحث من جديد عن رسلان جديد. مع تحياتي
الأستاذ العزيز هشام نجار
الله يرضى عليك ذكرتنا بالخبز وقد نسيناه من سنين في وقت الحصار كان الخبز يكاد أن يكون معدوما والأفران فارغة لانرى الطوابير وان توفر يكون باردا لايعلم احد بموعد خبيزه حسب وصول حصة الطحين للفرن لذلك لجأنا الى الخبز في البيوت وتعلمنا مهارة الخبز اكثر من اهل القريه فكل الناس بنت في الحدائق( تنور من الطين)لأن معظم الحدائق يتوفر فيها السعف والحطب لأشعال التنور والبعض اشترى( تنور الستيل )يعمل بالغاز .وكانت متعه بالرغم من التعب ولهب التنور الذي قلب حتى لون البشره كنا نشعر بمتعه تلامس ارواحنا أما اليوم فهنيئاً لنا باللوف الأبيض الذي يتخمر بالمعدة ويجر علينا امراضاً لاتعد ولاتحصى أصبحت حياتنا بارده لاطعم لها حتى اصبحنا لانشعر بالجوع وجبات الطعام واجب نقضيه والسلام ونعد اياماً في هذه الحياة البائسه.
الماضي المؤلم بسببه تكون اشراقة الحاضر لكننا لحد الان لم نرى شمساً مشرقه.
شكرا لك استاذ هشام اختي الفاضله الأستاذه أم شهد حفظها الله شكراً لملاحظتك وقد إكتشفتُ من خلالها أن فشل الحكام له فوائد ايضاً وما تفضلتِ به من تعلم فن العجن والخبز هي إحدى هذه الفوائد. لذلك من حقهم علينا ان ندعوا لهم على المنابر شكراً لك مع خالص تحياتي
| |
|
| |
مهندس هشام نجار
عدد المساهمات : 276 نقاط : 479 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/04/2010 العمر : 81 الموقع : usa
| موضوع: رد: فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) الثلاثاء يوليو 13, 2010 5:52 pm | |
| - امة الله كتب:
- جميل بس ليه الخباز لايرتدى ساعه
أختي الفاضله أمة الله حفظها الله السؤال الذي تفضلتِ به فكرتُ فيه ووصلت إلى نتيجه سببها حرارة الفرن الذي يتلف الساعه.هذا جواب جدي... ولكن اُفضّل ان احصل على الإجابه من طرفكِ مع خالص تحياتي | |
|
| |
محمد حسن كامل رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
عدد المساهمات : 645 نقاط : 1180 السٌّمعَة : 21 تاريخ التسجيل : 31/03/2010 العمر : 67 الموقع : إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
| موضوع: لعبة الانظمة الجاهزة......!!! الثلاثاء يوليو 13, 2010 6:20 pm | |
| أخي الأديب الكبير المهندس
هشام نجار
شئ جميل ان الوطن العربي شهد ثورات ضد الإستعمارمن أجل الحرية ولكن الاسوأ ان تتحر من إستعمار لتقع تحت إستعمار اخر من بني جلدك....!!! قامت الثورات ضد الإستعمار بدافع الإنفعال اللحظي......ولكن فارغة اليدين دون تخطيط إداري أو سياسي ولما وجدوا انفسهم في مهب الريح إستوردوا أنظمة تفصيل (( دون النظر إلى مقياس تلك الأنظمة )) وهل تناسب الشعوب العربية أم لا....؟ وكانت الأنظمة الإشتراكية التي تأكل ببطاقات التموين هي الأسهل حظا في ان تجد طريقها الممهد لدى الشعوب العربية . وكان نظام الإتحاد السوفيتي أكثر الأنظمة تدليلا في وطنا العربي. فأصبحنا نأكل بالبطاقات والطوابيروالمحسوبيات .....!!! قامت قاطرة الثورات دون ان تجر عجلة القطار فاندفعت تجرى على القطبان بينما كان الشعب يغط في نوم عميق......!!! هي ثورة بلا تخطيط مثل أذان بلا مسجد....!!! الان هل تدرى عزيزي لماذا فشلت تلك الثوارات......؟ تحياتي وفائق إحترامي
محمد حسن كامل | |
|
| |
| فرن حارتنا (قصه واقعيه تحكي عن بعض تجارب الحكام الفاشله) | |
|