- معركه جويه بين طائراتنا وطائرات العدو فوق معسكرنا بطلها صديقي النقيب الطيار مروان...
- عندما إنتحر الإخوه في الأردن عام 1970...
- توديع مرحلة العزوبيه عام 1972...
الإخوه والأخوات...
إخترت أن أقضي خدمتي العسكريه مباشرة بعد التخرج حيث يسهل على التعامل مع التعليمات والأوامر العسكريه في فترة الشباب المبكر. أحضرت حلاقي أبو عبدو إلى بيتنا ليلآ حتى يقصر شعري نمره واحد على طريقة: بيدي لا بيدك يا عمرو، أنقدته عشرين ليره سوريه، فإنفرجت أساريره وقال: روح يا أبو ياسين إنشاء الله كل يوم تروح عل عسكريه وضحكنا، ودعت الأهل وانطلقت فجرآ إلى معسكر التجميع والتقيت هناك مع مجموعات عديده من الأصدقاء المهندسين والأطباء والصيادله، ثم نقلنا إلى مركز التدريب لنقضي هناك فتره محدوده حيث نفرز بعدها إلى وحداتنا الإختصاصيه, كانت السنوات بين حرب 1967 وحرب 1973 مشوبة بالتوتر مع إسرائيل، وكنا دائمآ في حالة إستنفار وجاهزيه. ولن أنس يوم ضربت صفارة الإنذار فهرعنا إلى خنادقنا مع اسلحتنا ورحنا نراقب الوضع. ظهرت طائرات معاديه فوقنا إستطعنا تمييزها وتوقفت المضادات الأرضيه عن التعامل مع الهدف وفجأة إنقطع الطيران المدني ثم ظهر سرب من طائراتنا فورآ وبدأت المناورات، كانت هذه أول مره أشاهد معركه حقيقيه فوقي، أخذ قلبي يرتجف عندما حوصرت إحدى مقاتلاتنا بين زوج من طائرات العدو ونحن في خنادقنا نبتهل إلى الله أن يأخذ بيده، وماهي إلا ثوان حتى إنتقلت طائرتنا من حالة المحاصره إلى حالة الهجوم وكانت مباشرة وراء إحدى طائرات العدو ثم إنطلق صاروخ بإتجاهها وأعقبه أخر فأصيبت إصابه مباشره وأتجهت جنوبآ مع دخانها الأسود وصرخنا في خنادقنا الله أكبر الله أكبر، لم يكن يدري في خلدي آنذاك أن قائد هذه المعركه كان صديقي النقيب طيار مروان حيث إلتقيت به بعد أشهر بنادي الضباط مع أصدقائنا وحكى لنا معركته البطوليه وكأنه في نزهه وإبتسامة الثقه لاتفارق محياه, ومن أقواله المأثوره: أن حياته الطبيعيه يعيشها في السماء وأن الإستثناء هي إقامته على الأرض، وكان تعبيرآ رائعآ عبر به بإيجاز بالدفاع عن عقيدة أمته وتراب وطنه.
ميغ 21 كان يقودها النقيب طيار مروان بكفاءة عاليه
وبجانبها حطام طائرة إسرائيليه - متحف تشرين الحربي/ دمشق
إنتهت فترة التدريب وفرزت إلى إحدى وحدات الجيش وهنا بدأ أول إحتكاك لي بالعمل الجدي. في آوائل عام 1970 بدأ التوتر يزداد بين المقاومه الفلسطينيه والحكومه الأردنيه، والحقيقه أننا لا نستطيع تبرئة أي طرف في الذي حصل، فالمقاومه شعرت بأنها أخذت تفويضآ شعبيآ بالقيام بكل شيئ دون مسؤوليه، حتى أن بعض من تنظيماتها إنشغلت في عمليات تهريب بين لبنان وسوريا والأردن، ثم أن وجودها العسكري في عمان وغيرها من المدن الأردنيه كان يثير حساسية مع القوات الأردنيه، أما الأردن وبقيادة الملك حسين، فكانت تشجع على هذه التجاوزات حتى تؤلب الرأي العام العربي ضد المقاومه ثم تقوم بالضربه المناسبه بأقل ردود فعل مؤثره، أما سوريا فكانت تتمنى زوال حكم الملك حسين لتصفية خلافات مستحكمه معه وبالتالي قلب نظامه.
إبتدأت معركة الحسم, المقاومه الفلسطينيه المدعومه من الجيش السوري وبين الجيش الأردني في إيلول/ سبتمبر 1970،
https://www.youtube.com/watch?v=XVil2CWuJI4شريط فيديو يظهر المقاومه وهي تستعد لمعركه لاحت معالمها بالأفق لمواجهة الجيش الأردني في شمال الأردن ... تجاوز الخطوط الحمراء لطرفي الإشتباك ادى لكارثه حقيقيه ..اقل مايقال عنها انها إنتحار للذات قواعد اللعبه كانت تقتضي بأن لا يسمح للجيش السوري بإستخدام الطيران طالما أنه ينفي رسميآ تدخله في الأحداث مما جعل الموقف العسكري يميل لصالح الجيش الأردني الذي إستعمل طيرانه بكثافه ناهيك على أن مراكز تجمع المقاومه مكشوفه للمخابرات الأردنيه، كانت الأحداث مأساويه, الخسائر كانت كبيره بين صفوف المقاومه وكذلك الجيش الأردني واسرائيل تتفرج على هذه العروض السينمائيه مجانآ كالعاده ويمكن أن ألخص ما حصل بكلمتين إثنتين هما: إنتحار الذات. جمع الحكام العرب جموعهم وشدوا الرحال إلى القاهره ليعقدوا مؤتمر قمه طارئ لدراسة الموقف، كان التوتر شديدآ في المؤتمر، جاء الملك حسين ببدلته العسكريه ليقول للجمع بأنه الأقوى وجاء المرحوم ياسر عرفات بمسدسه الحربي على جنبه ليقول بأنه سيظل في الأردن كقاعده له للتصدي لإسرائيل،إنتهى المؤتمر والذي كان برئاسة جمال عبد الناصر إلى قرارات صبت في مصلحة السياده الأردنيه وتقليص نفوذ المقاومه في الأردن، وإعادة تنظيم المقاومه في جنوب لبنان حيث منحت هناك تفويضآ للعمل ضد إسرائيل على الحدود مع إسرائيل وسميت تلك المنطقه بأرض فتح. ودع الرئيس عبد الناصر ضيوفه بعد إنتهاء المؤتمر وكان آخر المودعين أمير دولة الكويت ثم عاد من المطار لينام ويستريح إلا أن الرجل لم يفق توفي عبد الناصر مساء 28 إيلول سبتمبر 1970 لتنتهي بموته حقبه فيها من الإخفاقات الشيئ الكثير كما ذكرت في محطات سابقه وليحل محله الرئيس أنور السادات بكل غموضه وإتصالاته المشبوهه منذ أيام شبابه، أما في سوريا فقد قام الفريق حافظ الأسد وزيرالدفاع بحركه سماها الحركه التصحيحيه بتاريخ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1970 حيث أودع اللواء صلاح جديد والرئيس نور الدين الأتاسي السجن وكانا من أشد معارضيه. إنتهت خدمتي العسكريه عام 1972 فودعت رؤسائي وأصدقائي وانتقلت من جديد إلى الحياة المدنيه. كان المطلب الرئيسي بعد ذلك هو الإستقرار فتزوجت من بنت عائله كريمه بتاريخ 28 ايلول/ سبتمبر 1972 فكانت بعد ذلك أم أولادي لؤي وقصي وغيث ولينا. بعد قضاء عدة شهور في مدينتي حلب غادرت بمفردي إلى ليبيا بعد حصولي على عقد عمل كمهندس ميكانيك في وزارة الإسكان والمرافق الليبيه، وإلى اللقاء مع أحداث جديده.
مع تحياتي