منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب ترحب بك عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل تفضل بالتسجيل هنا حتي تستطيع مشاركة كبار كتاب الوطن العربي والحوارالمباشرمعهم
نتمنى قضاء أمتع الآوقات بصحبتنا
مع تحيات إدارة إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب ترحب بك عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل تفضل بالتسجيل هنا حتي تستطيع مشاركة كبار كتاب الوطن العربي والحوارالمباشرمعهم
نتمنى قضاء أمتع الآوقات بصحبتنا
مع تحيات إدارة إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب

إتحاد الكتاب والمثقفين العرب منتديات ثقافية إجتماعية تضم خيرة أقلام الوطن العربي ومفكريه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اهداء الى الرفيق العزيز حامد الرعد‏‏ / د. لطفي الياسيني
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2018 8:59 pm من طرف لطفي الياسيني

» تهنئة للطوائف المسيحية المحتفلة بعيد احد الشعانين غدا / د. لطفي الياسيني
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالجمعة أبريل 07, 2017 11:29 pm من طرف لطفي الياسيني

» غموض البياض الأخير
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 21, 2017 2:43 pm من طرف محمد الزهراوي أبو نوفل

» اليأس سم النجاح
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2015 6:27 pm من طرف عبد الرحمن محمود

» الديمقراطية.. هل تناسبنا؟
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2015 5:56 pm من طرف عبد الرحمن محمود

»  كلابيب الفشل وبراثن النجاح
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 12:50 am من طرف عبد الرحمن محمود

» كلابيب الفشل وبراثن النجاح
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2015 12:08 am من طرف عبد الرحمن محمود

» كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن مباشر دون احالة
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 11:45 am من طرف عبدالرحمن المعلوي

» كتاب علم الساعة توضيح وبيان وتفسير مالم يفسر من القرآن مباشر دون احالة
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2015 11:36 am من طرف عبدالرحمن المعلوي

» رواية من سيفوز في مباراة التنس مجزاه
إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 21, 2015 6:27 pm من طرف احب ان اكون مؤلفة


 

 إشكالية التفكير بين العلم و الدين...

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالجمعة مايو 14, 2010 4:52 am

بسم الله الرحمن الرحيم...

************
إشكالية التفكير بين العلم و الدين

الواقع كما يفرضه المنطق يقتضي أن يكون الإنسان هو الكائن الأفضل في الوجود، بحكم تميزه بعدة خصائص عن باقي الكائنات و المخلوقات تحت هذه السماء وفوق هذه الأرض. و أرقى هذه الخصائص هي خاصية العقل التي تتميز بأداة التعقل أو ملكة التعقل،و التي ينضوي تحتها ما يسمى بالتفكير، هذه الأداة التي رفعت قوما من درجة الحيوانية إلى درجة الإنسانية، عندما استوعبت مفهوم "الاستقامة". و التشبيه بالحيوانية ليس تنقيصا من هذه المخلوقات، و لكن هو تشبيه في الدرجات، لأن الإنسان يعتبر بكل المقاييس أعلى مرتبة و درجة من الحيوان و مما خلق على هذه البسيطة.

و المقابل للاستقامة هو الانحراف أو الاعوجاج، لذلك يكون من الأرجح أن يستوعب الإنسان، انطلاقا من مصدرين يعتبر كل منهما امتلاك حقيقة الأشياء، الدين كمصدر سماوي يعتمد القرآن الكريم و سنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم. و العلم كمصدر أرضي، ينطلق من العقل البشري، و من التجربة التاريخية الإنسانية، مع العلم أن العلم الأرضي ما هو إلا عطاء من رب العالمين ليستعين به الإنسان في محاولاته المتعددة و المتكررة للسيطرة على قوى الطبيعة من أجل تسخيرها لبقائه و لتكاثره و لازدهاره ورقيه و سعادته...

فمفهوم الاستقامة و الانحراف، أو الاستقامة و الاعوجاج ،كل هذه التسميات وقد يوجد غيرها، تعبر عن سلوك ينبثق من تفكير إما مستقيم أو غير مستقيم ،أي من تفكير معوج في معالجة الأمور الحياتية أو من تفكير ينسجم مع الطبيعة البشرية و الآدمية و بالتالي الإنسانية و يسمى تفكيرا مستقيما.

و من هنا يمكن القول بأن الاستقامة نور و الانحراف ظلمات. فكيف نعالج هذه الإشكالية بمبضع القلم على طاولة الواقع في قاعة التاريخ في دار سميت الحياة-الدنيا؟

لقد حدد جملة من المفكرين أن التفكير يستعمل اللغة، الصامتة و الصوتية، التي تتألف من أحرف و كلمات، و تكون جملا تؤسس خطابا يتم التعامل على أساس دلالاته الظاهرة و الخفية و يؤدي إلى معنى واقعي أو انفعالي...فاللغة و هي الجسر الرمزي بين الصمت و الكلام هي المعبر عن التفكير و ما يروج في دائرته من تساؤلات أو من معلومات أو من انفعالات. و بالتالي فهي الشاشة التي نعرض عليها على المستوى النظري استقامتنا أو انحرافنا و الذي ينعكس سلوكا قويما أو سلوكا معوجا في علاقاتنا بمن أوجدنا و بأنفسنا و بالآخر.

و لذلك أعتقد أن الاستقامة تتمحور حول هذه المجالات الثلاثة "الأسئلة – و المعلومات- و الانفعالات" و ما ينشأ عنها من سلوكيات و ردود أفعال تشكل التجسيد المادي لمفهوم الاستقامة أو الانحراف في ظل واقع معين... و قد تكون هناك مجالات أخرى قد تأتي في سياق الحديث تكون لها علاقة بموضوع الاستقامة و الانحراف. لذلك سأكتفي بهذه المجالات في اللحظة الراهنة.

فالدهشة و حب المعرفة و الفضول لا يستقر لهم حال حتى يتم إشباع الرغبة و تلبية الحاجة و الوسيلة الشرعية في ذلك و المشروعة كذلك هو "السؤال". و السؤال كما هو معروف هو بوابة المعرفة لكل ما هو مجهول أو معلوم ومشكوك في صحته من حيث صدقه أو كذبه...

فالمعلومة على اختلاف مضمونها و في أي حقل كانت من حقول المعرفة، تتطلب لغة تناسب مجالها و فضاءها، كما تتطلب نوع من التأكيد على مصداقيتها. و المصداقية إما نظرية يؤكدها العقل و المنطق السليمين،أو تؤكدها التجربة و الملاحظة الواقعية.

و هنا تكمن الإشكالية التي أود توضيحها إلى حد ما بتوفيق من الله عز و جل. فالتفكير لا يستغني عن كونه أداة من أدوات العقل، ينتج أفكار انطلاقا من خزان تم ملؤه بالعديد من المعلومات النافعة و الضارة ، الصحيحة و الخاطئة، الجيدة و الرديئة، الجميلة و القبيحة، من البيئة التي تم فيها نشوء الفرد و تكوينه. كما تجد بجانب هذا الخزان من المعلومات التي تعج بها ذاكرة كل فرد، و ذاكرة كل مجتمع و ذاكرة كل أمة، تجد بجانب هذا الخزان أدوات أخرى سماها بعض المفكرين بالمنطق و سماها البعض الآخر بالنقد و سموها في الوقت الحالي بالعلم و قديما سموها بالفلسفة و سماها الله عز و جل "بالهدى" إلى جانب "الهوى" الذي هو السمة الطبيعية التي خلقها الحق جل و علا كمحرك للحاجات و الشهوات و الرغبات و كدافع أساسي للسلوك البشري و من تم للتفكير الإنساني.

لذلك و سبحان الله رب العالمين وجدت أن الله عز و جل يقول في محكم كتابه الكريم :
{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }هود56.
إني توكلت على الله ربي وربكم مالك كل شيء والمتصرف فيه, فلا يصيبني شيء إلا بأمره, وهو القادر على كل شيء, فليس من شيء يدِبُّ على هذه الأرض إلا والله مالكه, وهو في سلطانه وتصرفه. إن ربي على صراط مستقيم, أي عدل في قضائه وشرعه وأمره. يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.[التفسير الميسر].

و العلم الحديث يؤكد بكل الطرق أن التفكير المستقيم و الطريق القويم هو طريق العلم وما وصل إليه من نتائج و حقائق هي التي من المفروض أن تدين بها الشعوب و تتبعها الأمة الإنسانية. لذلك تجده يقول{أي العلم} أن أفضل طريق بين نقطتين هو "الطريق المستقيم". أي الخط الذي لا اعوجاج فيه و لا انحراف و لا التواء. و لله المثل الأعلى، فالتصرف في الكون و ما فيه من آيات لا يمكن بحال أن يكون من تدبير من ليس هو بأحكم الحاكمين . لذلك أوصانا في سبعة عشرة آية بالتصرف على منهاج كتاب الله عز و جل بإتباع الصراط المستقيم. و أكد لنا في آية واحدة من باب تذكير أن الله جل و علا على صراط مستقيم، و أن الهداية بفضله و إحسانه لمن شاء الهداية، و أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم على هدى من ربه يدعو بهذا النور الذي أنزله الله جل و علا "القرآن الكريم" و ما دعا إليه صلوات الله و سلامه عليه من قول أو عمل من صحيح ما تم إثباته. بفضل من اهتدوا بهديه من خيرة من اتبعوه إلى هذا الصراط المستقيم.

و من هذا المنطلق سأحاول بعون الله جل و علا أن أقدم دراسة مقارنة بين التصور الذي يمليه القرآن الكريم و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم من هذا الجانب ، أي التفكير المستقيم و التفكير المنحرف أو الضال و تصور لأحد كتاب الغرب، المدعو روبرت هـ.ثاولس، ترجمة: حسن سعيد الكرمي ، و مراجعة: صدقي عبد الله حطاب، انطلاقا من كتابه " التفكير المستقيم و التفكير الأعوج" تجدونه في سلسلة عالم المعرفة تحت رقم 20.[و سأضع الكتاب لمن أراد الاطلاع عليه لاحقا إن شاء الله.]

و لكم التحية و التقدير...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر أبودقة

عمر أبودقة


عدد المساهمات : 192
نقاط : 218
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 02/04/2010

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالجمعة مايو 14, 2010 3:22 pm


رائع سيدي بهذه الثنائيات
الهدى \ الهوى
الإستقامة \ الإنحراف ,الإعوجاج
العلم \ الجهل
وكما ذكرت العلم نفسه نعمة وهبه من الله سبحلنه وتعالى
الإستقامة والإعوجاج مرتبطة بثلاث مجالات .الأسئلة . المعلومات .الإنفعالات
التفكير السليم يقود بالنهاية للطريق المستقيم وهو طريق العلم
هذه بعض الأفكار النيرة التي أوردها للدخول في فك اللغز "الإشكالية "بين العلم والدين
بداية سيدي مما خبرته البشرية أن العلم قد يثبت اليوم ماينفيه غداً نظراً لتطور أدوات البحث عبر الزمن والعكس أيضأ صحيح
مادة العلم اليوم هي حقيرة وأقصد بحقارتها تلك الأسئلة التي يتجنب العلم الخوض فيها لعجزه التام في الحصول على الأدوات اللازمة لإختبارها تجريبياً
ونعترف هنا مع العلماء ان للعلم البشري حدود لايمكن تجاوزها بوسائل اليوم .
فما يتناوله العلم بأدواته للدراسة هو فقط ماينحصر ضمن الماديات المحسوسة كالظواهر الحية فيزيائياً وكيميائياً وبيولوجياً وفيزيولوجياً
والظواهر الفيزيائية الطبيعية
وكل مايمكن إخضاعه ورصده مخبرياً وتجريبياً ليصار فك قوانينيه التي وضعها سبحانه وتعالى بحكم قولة "سبحان الذي خلق كل شيء ثم هدى "صدق الله العظيم
ونستخلص من ذلك أن العلم اليوم يفسر ماهو موجود فقط وقد يصنع تقليداً بالإعتماد على ذات القوانين
النماذج المشابه
فقد صنع الطائرة بدراسته لعالم الطيران عند الطيور
وقس على ذلك
أذكر للمفكر الفيلسوف الدكتور ألكسيس كاريل في كتابه الإنسان ذلك المجهول
وقد خلص للنتيجة التي تقول أن العلم لم يصل في كل ماتعاطاه في دراسته للإنسان إلا لبقعة صغيرة جداً من عالم الإنسان الواسع
والسر في ذلك تلك النظم التي تحكم عالم مادية الإنسان وهي الروح والنفس والميول والحدس هذه مساحات شاسعة مقدسة لم يجرؤ العلم من الإقتراب منها ومن هنا وصفته بالحقارة
اللغوية مشيراً فقط للكم القليل ومنوهاً للماهية الكبيرة
المفقودة في عالم علوم اليوم
لايثبت العلم أية غاية ولايشير إليها فعالم الغايات مجهول وغيبي
يقول لنا العلم هكذا تحدث الأشياء وتعمل ولا يقر بالحقيقة المحكمة التي كانت وراء من وضع تلك السنن والغايات!!!!؟؟
أعود للفكرة أقول كل ماهو تفكير بالغيبيات " الله الملائكة الجان الشيطان الروح النفس الهوى ...... هي اركان للإيمان حقيقية في قلوبنا تصوغ تفكيرنا بكل إستقامة لهدى من ربنا ندعوه برحمته إيصالنا للطريق المستقيم لعبور ذلك السراط المستقيم
أعتبرها تلك جوهر علومنا اليقيني بالدين
وعبارة الذين يؤمنون بالغيب والشهادة سر إتزان تفكيرنا المستقيم
وهي أوائل سورة البقرة التي لم يكن ترتيبها عبيثاُ بداية القرآن الكريم
ومعك سأتابع قضية التفكير المنحرف بشكل أعمق من ذلك
طبعاسأتعلم منك بقولك ستعطي البحث كاملاً على مراحل وهنا ماحضرني مباشرة عقب قرائتي لمقالكم القيم ذو الدلائل الرائعة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد حسن كامل
رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
محمد حسن كامل


عدد المساهمات : 645
نقاط : 1180
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
العمر : 67
الموقع : إتحاد الكتاب والمثقفين العرب

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالجمعة مايو 14, 2010 3:52 pm

التفكير نصف المنطق

أخي المفكر والأديب والناقد الكبير /

سعيد نويضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك على إثارة هذا الموضوع الثري

والذي يفرض علينا بإلحاح تعريف ماهو

التفكير والعلم والدين


ونبدأ في هذة المرة بتعريف التفكير.

إذا كان تعريف المنطق هو التفكير السليم المُعَبر عنه بلغة سليمة.

فما هو معنى التفكير...؟

معنى التفكير :

التفكير هو ما يجول في الذهن من عمليات تسبق القول و الفعل تبدأ بفهم ما نحس به أو ما نتذكره ، أو مانراه و تمر بتقييم ما نفهمه حبا أو كرها ، و تنتهي بمحاولة حل مشكلة تعترضنا.

و التفكير هو عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية الغير مرئية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة او اكثر من الحواس الخمس ، بحثا عن معنى في الموقف أو الخبرة و يبدا الإنسان عادة بالتفكير عندما لا يعرف ما لذي سيعمله بالتحديد .

و التفكير هو مهارة التشغيل التي يتولى بها الذكاء معالجة معطيات الخبرة و قد شبه دي بونو الذكاء و التفكير بالسيارة والسائق ، فالسيارة هي قدرات و قيادتها مهارة فالسائق الماهر يقود اية سيارة بفعالية عالية و السائق الغير ماهر قد يدمر أعلى السيارات قدرة

و التفكير مفهوم معقد يتألف من ثلاثة مكونات :

1 عملية معرفية معقدة ( مثل حل المشكلات ) و أقل تعقيدا ( كالاستيعاب و التطبيق و الاستدلال ) و عمليات توجيه و تحكم فوق معرفية .
2 معرفة خاصة بمحتوى المادة أو الموضوع .
3 استعدادات و عوامل شخصية ( اتجاهات ، ميول ، موضوعية )

و هناك فرق بين التفكير و مهارات التفكير ذلك ان :
التفكير : عملية كلية نقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية و المعلومات المسترجعة لتكوين الافكار أو استدلالها أو الحكم عليها و هي عملية تتضمن الإدراك و الخبرة السابقة و المعالجة الواعية و الاحتضان و الحدس و عن طريقهما تكتسب الخبرة معنى
أما مهارات التفكير : فهي عمليات محددة نمارسها و نستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات مثل :
مهارات تحديد المشكلة أو تقييم قوة الدليل .
و تعليم مهارات التفكير يعني : التعلم بصورة مباشرة أو غير مباشرة كيفية تنفيذ مهارات التفكير الواضحة المعالم كالملاحظة و المقارنة و التصنيف و التطبيق .

أنواع التفكير :
1 التفكير الفعّال : وهو التفكير الذي يتحقق فيه شرطان هما :
* تتبع فيه أساليب و منهجية سليمة .
* تستخدم فيه أفضل المعلومات المتوافرة من حيث دقهتا و كفايتها .

2 التفكير الغير فعّال : و هو التفكير الذي لا يتبع منهجية واضحة و يبني على مغالطات أو افتراضات باطلة أو متناقضة أو ادعاءات أو حجج غير متصلة بالموضوع إو إعطاء تعميمات أو أحكام متسرعة أو ترك الأمور للزمن أو الحوادث لتعالجها.

تحياتي وفائق إحترامي

محمد حسن كامل



عدل سابقا من قبل محمد حسن كامل في الأحد مايو 16, 2010 3:31 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alexandrie.yoo7.com
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالسبت مايو 15, 2010 7:33 pm

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأستاذ الفاضل عمر أبو دقة...

الحياة قائمة على الثنائيات و من أعقد هذه الثنائيات :ثنائية العلم/الجهل
كما هي ثنائية الهدى/الهوى أو الاستقامة / الانحراف و من تم أردت أن أقيم نوع من المقارنة بين ما يسمى التفكير المستقيم و هو المفروض أن يتحلى به الإنسان المؤمن المسلم و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا...و بين التفكير المعوج أو المنحرف انطلاقا من التصور الذي سأتناوله إن يسر الله ذلك من خلال مفكر غربي يرى بخلفيته الفكرية و المعرفية و ثقافته {العلمية أو العلمانية أو غيرها...} ما يعتبره "التفكير المعوج"...و كيف يحاول تقويم اعوجاجه ،بطبيعة الحال على أساس "علمي"...

و تأتي هنا مداخلة الدكتور محمد حسن كامل عن ماهية التفكير...لتبين لنا مدى صدق النظرية التي أقام عليها تصوراته و مدى واقعية ما سأقول إن شاء الله جل و علا...على أساس أن العقل يتناول ثلاث مهمات أساسية أشار إليها الدكتور نبيل علي ،فالعقل هو الأداة الفصل بيت الإنسان و باقي المخلوقات الأخرى و العقل يقوم بثلاث مهام رئيسية، هي التفكير و الشعور و السلوك...

و إذا ما حاولت أن أضع المهام التي يقوم بها العقل و ما تعبر عنه اللغة كجسر بين العالم الداخلي و العالم الخارجي أعتقد أن التفكير ستقابله دائرة الأسئلة و أن الشعور سيتم ضمن دائرة المعلومات و أن الانفعالات هي التي ستظهر كسلوك في عملية يمكن القول عنها أنها تشكل شخصية الإنسان، المستقيم أو المعوج...

أما مادة العلم فهي الحياة بكل أشكالها و بكل ظواهرها من الذرة إلى المجرة من ردة الفعل البسيطة إلى أعقد سلوك عسير على التحليل كسلوك العبقري أو المجنون أو حتى الإنسان العادي...
لكن قد يسيء الإنسان إلى هذا المصطلح "مصطلح العلم" باستعماله فيما لا يرضاه رب العالمين...

لك التحية و التقدير على إنارة هذه الصفحة بما أضفته من معلومات قيمة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالسبت مايو 15, 2010 8:04 pm

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأستاذ المفكر محمد حسن كامل...

الشكر الجزيل على هذه المداخلة القيمة في التعريف بالتفكير و التي في حقيقة الأمر أضاءت جوانب التفكير كخطوات يقوم بها العقل و كوظائف يمارسها النشاط الذهني انطلاقا من المدخلات و هي الحواس الخمس و قد نضيف إليها تلك الحساسة التي تتفوق إلى حدما أو ما يسمى بالحدس كمصادر لنقل المعلومات و إخراجها في نفس الوقت...

لكن فعل العقل الذي هو التفكير و إن كانمت وظائفه التي حددتها في ثلاثة وظائف هي عملية المعرفة المعقدة ثم المعرفة الخاصة بالمادة أو الموضوع ثم الاستعدادات و الميولات الشخصية...يمكن القول أن هذه الوظائف قد تقابلها مهامات لا يقوم بها إلا العقل و هي التفكير و الشعور و السلوك...و هذه المهمات الثلاث لا تنفصل عن كون التفكير و هو المحركة لفعل التدبر و التأمل بطرح الأسئلة...و أن المعلومات التي يستخلصها التفكير و يستقرؤها و يستنتجها و يستنبطها تدخل حيز فكره عن طريق الحواس التي تقوم بوظيفة الشعور و أن هذه المعلومات عند تفاعلها تحدث انفعالات تتبلور في السلوك الذي هو المظهر الخارجي لكل تفكير أو شعور أو انفعال...

لذلك عندما صنفت أو صنف التفكير العلمي التفكير أنه نوعان :الأول يقوم على تتبع الأسباب بمنهجية منطقية..و من تم فهو التفكير المحمود المقبول عقلا و منطقا على اعتبار التعريف الدي صغته للمنطق أنه النفكير السليم المعبر عنه بلغة سليمة...فالغة السليمة و ما تتضمنه من منطق سليم تشكل الفكر السليم و التفكير القويم...

و يظل النوع الثاني هو الذي يخلو من منطق يستند إلى أساباب واهية أو منهجية مبعثرة لا تقوم على لا لغة سليمة و لا مضمون يشكل فكرة سليمة...على أساس أن التناقض بين الفكرة و ما ينتج عنها من آفات التفكير السليم و المنطقي...

يقول الحق جل و علا:{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }يونس35.

قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: هل مِن شركائكم مَن يرشد إلى الطريق المستقيم؟ فإنهم لا يقدرون على ذلك, قل لهم: الله وحده يهدي الضال عن الهدى إلى الحق. أيهما أحق بالإتباع: مَن يهدي وحده للحق أم من لا يهتدي لعدم علمه ولضلاله, وهي شركاؤكم التي لا تَهدي ولا تَهتدي إلا أن تُهدَى؟ فما بالكم كيف سوَّيتم بين الله وخلقه؟ وهذا حكم باطل.[التفسير الميسر].

و لذلك إن الله عز و جل قد جعل الحقائق في بواطن الأشياء و ظواهرها و أمرنا بالتدبر و بالاستبطان و الاستقراء لإخراجها من حيز المجهول لدينا إلى حيز المعلوم...رغبة في نيل رضاه جل و علا و ابتغاء وجهه الكريم...فذاك المقصود من الدراسة ليس إلا...و بالله التوفيق...

لك التحية و التقدير...


عدل سابقا من قبل سعيد نويضي في الأحد مايو 16, 2010 6:55 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهندس هشام نجار

مهندس هشام نجار


عدد المساهمات : 276
نقاط : 479
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
العمر : 81
الموقع : usa

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالأحد مايو 16, 2010 9:43 am

سعيد نويضي كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم...

************
إشكالية التفكير بين العلم و الدين

الواقع كما يفرضه المنطق يقتضي أن يكون الإنسان هو الكائن الأفضل في الوجود، بحكم تميزه بعدة خصائص عن باقي الكائنات و المخلوقات تحت هذه السماء وفوق هذه الأرض. و أرقى هذه الخصائص هي خاصية العقل التي تتميز بأداة التعقل أو ملكة التعقل،و التي ينضوي تحتها ما يسمى بالتفكير، هذه الأداة التي رفعت قوما من درجة الحيوانية إلى درجة الإنسانية، عندما استوعبت مفهوم "الاستقامة". و التشبيه بالحيوانية ليس تنقيصا من هذه المخلوقات، و لكن هو تشبيه في الدرجات، لأن الإنسان يعتبر بكل المقاييس أعلى مرتبة و درجة من الحيوان و مما خلق على هذه البسيطة.

و المقابل للاستقامة هو الانحراف أو الاعوجاج، لذلك يكون من الأرجح أن يستوعب الإنسان، انطلاقا من مصدرين يعتبر كل منهما امتلاك حقيقة الأشياء، الدين كمصدر سماوي يعتمد القرآن الكريم و سنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم. و العلم كمصدر أرضي، ينطلق من العقل البشري، و من التجربة التاريخية الإنسانية، مع العلم أن العلم الأرضي ما هو إلا عطاء من رب العالمين ليستعين به الإنسان في محاولاته المتعددة و المتكررة للسيطرة على قوى الطبيعة من أجل تسخيرها لبقائه و لتكاثره و لازدهاره ورقيه و سعادته...

فمفهوم الاستقامة و الانحراف، أو الاستقامة و الاعوجاج ،كل هذه التسميات وقد يوجد غيرها، تعبر عن سلوك ينبثق من تفكير إما مستقيم أو غير مستقيم ،أي من تفكير معوج في معالجة الأمور الحياتية أو من تفكير ينسجم مع الطبيعة البشرية و الآدمية و بالتالي الإنسانية و يسمى تفكيرا مستقيما.

و من هنا يمكن القول بأن الاستقامة نور و الانحراف ظلمات. فكيف نعالج هذه الإشكالية بمبضع القلم على طاولة الواقع في قاعة التاريخ في دار سميت الحياة-الدنيا؟

لقد حدد جملة من المفكرين أن التفكير يستعمل اللغة، الصامتة و الصوتية، التي تتألف من أحرف و كلمات، و تكون جملا تؤسس خطابا يتم التعامل على أساس دلالاته الظاهرة و الخفية و يؤدي إلى معنى واقعي أو انفعالي...فاللغة و هي الجسر الرمزي بين الصمت و الكلام هي المعبر عن التفكير و ما يروج في دائرته من تساؤلات أو من معلومات أو من انفعالات. و بالتالي فهي الشاشة التي نعرض عليها على المستوى النظري استقامتنا أو انحرافنا و الذي ينعكس سلوكا قويما أو سلوكا معوجا في علاقاتنا بمن أوجدنا و بأنفسنا و بالآخر.

و لذلك أعتقد أن الاستقامة تتمحور حول هذه المجالات الثلاثة "الأسئلة – و المعلومات- و الانفعالات" و ما ينشأ عنها من سلوكيات و ردود أفعال تشكل التجسيد المادي لمفهوم الاستقامة أو الانحراف في ظل واقع معين... و قد تكون هناك مجالات أخرى قد تأتي في سياق الحديث تكون لها علاقة بموضوع الاستقامة و الانحراف. لذلك سأكتفي بهذه المجالات في اللحظة الراهنة.

فالدهشة و حب المعرفة و الفضول لا يستقر لهم حال حتى يتم إشباع الرغبة و تلبية الحاجة و الوسيلة الشرعية في ذلك و المشروعة كذلك هو "السؤال". و السؤال كما هو معروف هو بوابة المعرفة لكل ما هو مجهول أو معلوم ومشكوك في صحته من حيث صدقه أو كذبه...

فالمعلومة على اختلاف مضمونها و في أي حقل كانت من حقول المعرفة، تتطلب لغة تناسب مجالها و فضاءها، كما تتطلب نوع من التأكيد على مصداقيتها. و المصداقية إما نظرية يؤكدها العقل و المنطق السليمين،أو تؤكدها التجربة و الملاحظة الواقعية.

و هنا تكمن الإشكالية التي أود توضيحها إلى حد ما بتوفيق من الله عز و جل. فالتفكير لا يستغني عن كونه أداة من أدوات العقل، ينتج أفكار انطلاقا من خزان تم ملؤه بالعديد من المعلومات النافعة و الضارة ، الصحيحة و الخاطئة، الجيدة و الرديئة، الجميلة و القبيحة، من البيئة التي تم فيها نشوء الفرد و تكوينه. كما تجد بجانب هذا الخزان من المعلومات التي تعج بها ذاكرة كل فرد، و ذاكرة كل مجتمع و ذاكرة كل أمة، تجد بجانب هذا الخزان أدوات أخرى سماها بعض المفكرين بالمنطق و سماها البعض الآخر بالنقد و سموها في الوقت الحالي بالعلم و قديما سموها بالفلسفة و سماها الله عز و جل "بالهدى" إلى جانب "الهوى" الذي هو السمة الطبيعية التي خلقها الحق جل و علا كمحرك للحاجات و الشهوات و الرغبات و كدافع أساسي للسلوك البشري و من تم للتفكير الإنساني.

لذلك و سبحان الله رب العالمين وجدت أن الله عز و جل يقول في محكم كتابه الكريم :
{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }هود56.
إني توكلت على الله ربي وربكم مالك كل شيء والمتصرف فيه, فلا يصيبني شيء إلا بأمره, وهو القادر على كل شيء, فليس من شيء يدِبُّ على هذه الأرض إلا والله مالكه, وهو في سلطانه وتصرفه. إن ربي على صراط مستقيم, أي عدل في قضائه وشرعه وأمره. يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.[التفسير الميسر].

و العلم الحديث يؤكد بكل الطرق أن التفكير المستقيم و الطريق القويم هو طريق العلم وما وصل إليه من نتائج و حقائق هي التي من المفروض أن تدين بها الشعوب و تتبعها الأمة الإنسانية. لذلك تجده يقول{أي العلم} أن أفضل طريق بين نقطتين هو "الطريق المستقيم". أي الخط الذي لا اعوجاج فيه و لا انحراف و لا التواء. و لله المثل الأعلى، فالتصرف في الكون و ما فيه من آيات لا يمكن بحال أن يكون من تدبير من ليس هو بأحكم الحاكمين . لذلك أوصانا في سبعة عشرة آية بالتصرف على منهاج كتاب الله عز و جل بإتباع الصراط المستقيم. و أكد لنا في آية واحدة من باب تذكير أن الله جل و علا على صراط مستقيم، و أن الهداية بفضله و إحسانه لمن شاء الهداية، و أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم على هدى من ربه يدعو بهذا النور الذي أنزله الله جل و علا "القرآن الكريم" و ما دعا إليه صلوات الله و سلامه عليه من قول أو عمل من صحيح ما تم إثباته. بفضل من اهتدوا بهديه من خيرة من اتبعوه إلى هذا الصراط المستقيم.

و من هذا المنطلق سأحاول بعون الله جل و علا أن أقدم دراسة مقارنة بين التصور الذي يمليه القرآن الكريم و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم من هذا الجانب ، أي التفكير المستقيم و التفكير المنحرف أو الضال و تصور لأحد كتاب الغرب، المدعو روبرت هـ.ثاولس، ترجمة: حسن سعيد الكرمي ، و مراجعة: صدقي عبد الله حطاب، انطلاقا من كتابه " التفكير المستقيم و التفكير الأعوج" تجدونه في سلسلة عالم المعرفة تحت رقم 20.[و سأضع الكتاب لمن أراد الاطلاع عليه لاحقا إن شاء الله.]

و لكم التحية و التقدير...


اخي الكريم الأستاذ الفاضل سعيد نويضي حفظه الله
اعجني عنوان مقالتكم وشدني اكثر ماتضمنه المقال من إبداع في توصيف الثنائيات كقولكم: ....ومن هنا يمكن القول بأن الاستقامة نور والانحراف ظلمات. فكيف نعالج هذه الإشكالية بمبضع القلم على طاولة الواقع في قاعة التاريخ في دار سميت الحياة-الدنيا؟
بإنتظار المزيد من بحوثكم في معالجة إشكاليات الفكر بين العلم والدين فالوصول الى الحسم في هذه القضيه يعني إغلاق باب كبير وبطريقه علميه عند بعض الناس
شكرآ لكم , مع خالص مودتي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد حسن كامل
رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب
محمد حسن كامل


عدد المساهمات : 645
نقاط : 1180
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 31/03/2010
العمر : 67
الموقع : إتحاد الكتاب والمثقفين العرب

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: ما هو تعريفك لمعنى العلم.....؟   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالأحد مايو 16, 2010 3:36 pm


تعريف العلم

أخي الاديب الاريب الكبير /

سعيد نويضي
المبحث الثاني هنا هو تعريف العلم....!!!

ما هو العلم...؟

العِلْـمُ، هو كل نوع من المعارف أو التطبيقات. وهو مجموع مسائل وأصول كليّة تدور حول موضوع أو ظاهرة محددة وتعالج بمنهج معين وينتهي إلى النظريات والقوانين[1]. ويعرف أيضا بأنه "الإعتقاد الجازم المطابق للواقع وحصول صورة الشيء في العقل" [2]. وعندما نقول أن "العلم هو مبدأ المعرفة، وعكسه الجَهـْلُ" أو "إدراك الشيءِ على ما هو عليه إدراكًا جازمًا" [3] يشمل هذا المصطلح، في استعماله العام أو التاريخي، مجالات متنوعة للمعرفة، ذات مناهج مختلفة مثل الدين (علوم الدين)و الفلك (علم الفلك) والنحو (علم النحو)...

و بتعريف أكثر تحديدًا، العِلْـمُ هو منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج علمي دون سواه، أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة [4] .عبر التاريخ إنفصل مفهوم العِلم تدريجيا عن مفهوم الفلسفة، التي تعتمد أساسا على التفكير والتأمل والتدبر في الكون والوجود عن طريق العقل، ليتميز في منهجه بإتخاذ الملاحظة والتجربة والقياسات الكمية والبراهين الرياضية وسيلة لدراسة الطبيعة، وصياغة فرضيات وتأسيس قوانين ونظريات لوصفها. [5]

يتطابق ظهور العِلم مع نشأة الإنسانية، وقد شهد خلال تاريخه سلسلة من الثورات والتطورات خلال العديد من الحقبات، لعل أبرزها تلك التي تلت الحرب العالمية الثانية، مما جعل العلم ينقسم لعدة فروع أو عُلُوم. تصنف العلوم حسب العديد من المعايير، فهي تتميز بأهدافها ومناهجها والمواضيع التي تدرسها:

حسب الأهداف، نميز العلوم الأساسية (مثل الفيزياء) والعلوم التطبيقية (مثل الطب)،
حسب المناهج، نميز العلوم الخبرية أو التجريبية (أي تلك التي تعتمد على الظواهر القابلة للملاحظة والتي يمكن اختبار صحة نظرياتها عن طريق التجربة) والعلوم التجريدية أو الصحيحة (المعتمدة على مفاهيم وكميات مجردة، والاستدلال فيها رياضي-منطقي).
حسب المواضيع، نميز :
العلوم الطبيعية (الشاملة كالفيزياء والكيمياء أو المتخصصة كعلم الأحياء أو علم الأرض).
العلوم الإنسانية أو البشرية وهي التي تدرس الإنسان ومجتمعاته (علوم إجتماعية) والاقتصاد والنفس...
العلوم الإدراكية مثل العلوم العصبية واللسانيات والمعلوماتية...
العلوم الهندسية.

تحياتي وفائق إحترامي

محمد حسن كامل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alexandrie.yoo7.com
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالأحد مايو 16, 2010 6:53 pm

مهندس هشام نجار كتب:



اخي الكريم الأستاذ الفاضل سعيد نويضي حفظه الله
اعجني عنوان مقالتكم وشدني اكثر ماتضمنه المقال من إبداع في توصيف الثنائيات كقولكم: ....ومن هنا يمكن القول بأن الاستقامة نور والانحراف ظلمات. فكيف نعالج هذه الإشكالية بمبضع القلم على طاولة الواقع في قاعة التاريخ في دار سميت الحياة-الدنيا؟
بإنتظار المزيد من بحوثكم في معالجة إشكاليات الفكر بين العلم والدين فالوصول الى الحسم في هذه القضيه يعني إغلاق باب كبير وبطريقه علميه عند بعض الناس
شكرآ لكم , مع خالص مودتي


[/font][/color][/size]
[/quote]

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأستاذ الفاضل مهندس هشام نجار...

أسعدني كثيرا كون المقال قد نال إعجابكم و قد وجدتم فيه ما قد يفيد إن شاء الله جل و علا و ينير إلى حد بعض الجوانب من إشكاليات كبرى لازال الفكر البشري يتأرجح فيها مدا و جزرا مع التيارات الفكرية...

وأتمنى أن يهدينا الله لأقرب من هذا رشدا حتى نبلغ ولو آية كما جاء في الجديث لسيد الخلق و المرسلين عليه الصلاة و السلاة...

لك التحية و التقدير...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالأحد مايو 16, 2010 7:37 pm

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأستاذ المفكر محمد حسن كامل...

الحقيقة أن تحديد المفاهيم شيء جيد جدا...فلك جزيل الشكر على هذه المجهودات التي تبدلها لإغتاء هذه الصفحة المتواضعة...

و سآخذها بعين الاعتبار المفاهيم التي وردت فيما سبق عند تناولي للموضوع حتى تتم معالجة الموضوع بشكل يستند إلى الطريقة العلمية في معالجة الإشكالية المطروحة مع العلم أن المسألة لا تتعلق بالعلوم الحقة و لكن بالعلوم التي تدرس سلوك الإنسان أي العلوم الإنسانية...

لك التحية و التقدير ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالجمعة مايو 21, 2010 5:21 am

بسم الله الرحمن الرحيم...


مدخل...

من الإشكالات المعروفة مند القديم و إلى يومنا هذا، إشكالية الخلق. هذا الكائن و هذه المخلوقات و هذا الكون، و هذه الحياة. و من بعد كل هذا، هذا الموت أو هذا الانقراض الذي يجعل حدا لمن على الأرض نهاية و فناء. و هذا الترابط بين الأمس و اليوم بين الليل و النهار بين الصيرورة التي تجعل من كوكب الأرض سفينة في محيط فضائي يعج بالملايير من الكواكب و النجوم التي لا يعلمها إلا من أوجدها بقدرته التي لا تحد.

من هذه الإشكالية الكبرى و على امتداد التاريخ انقسم التفكير في البحث عن جواب لهذه الإشكالية إلى شكلين من التفكير أو نقل إلى عقليتين. العقلية الأولى تنظر إلى السماء و العقلية الثانية تنظر إلى الأرض. الأولى تقول بأننا نزلنا من فوق، من كوكب، من الشمس، من كائنات أخرى زارت الأرض و أرادت تعميرها فتركت بقايا أنسجة تكونت بفعل عوامل المناخ و الطبيعة حتى أصبح الإنسان على شكله الحالي و في صورته الحاضرة. و الثانية تقول بأننا خرجنا من الأرض، و نبتنا فيها و تحولنا مع تأثير عوامل الطبيعة أو على أصح تعبير كما يقال تم تطويرنا بفعل سنة التطور الموجودة في كل شيء دون أن يلحق بنا الفناء أو الاندثار كما حدث لبعض المخلوقات التي ملأت المكان قبل بلوغ الإنسان درجة معينة من درجات العلم.

و الواقع و حتى لا نتيه بين النظريات المتعددة في جوابها عن الإشكالية، إشكالية الخلق أعتقد أن العقل البشري كان يحوم حول ما يسمى "بتفكير الفطرة". و لا زال كذلك، لأن العقل البشري مند وجد على الأرض فهو عقل، اختلف مضمون فكره و طريقة تفكيره أي مناهجه لمعرفة حقائق الأشياء و بواطنها على مر العصور و بالتالي اختلفت نظرته و تحليله و تقييمه للأشياء على مر العصور. لأن الحقيقة أن الفكرة الجوهرية في نظرياتهم تقترب من التفكير المستقيم. لكنها لا تهتدي لحقيقة الفكرة في أصلها الواقعي. فنحن بناء على المرجعية الدينية الإسلامية التي تنطلق من القرآن و السنة تحدد بشكل لا يقبل كثرة الجدل من أننا من الطين من التراب و أننا نزلنا بالفعل من الأعلى. لكن الذي لا يجعل الكل يسلم بهذه الحقيقة أننا لم نكن شهداء على عملية الخلق. و لم نشارك فيها. و من تم ظل الغموض و الجهل يصاحب هذا التساؤل و لا زال إلى يومنا هذا.
يقول الحق جل و علا: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }الكهف51
ما أحضرتُ إبليس وذريته -الذين أطعتموهم- خَلْقَ السموات والأرض، فأستعين بهم على خلقهما، ولا أشهدتُ بعضهم على خَلْق بعض، بل تفردتُ بخلق جميع ذلك، بغير معين ولا ظهير، وما كنت متخذ المضلِّين من الشياطين وغيرهم أعوانًا. فكيف تصرفون إليهم حقي، وتتخذونهم أولياء من دوني، وأنا خالق كل شيء؟[التفسير الميسر].

فالشهادة أو المشاهدة أو خضوع الظاهرة للمقاييس "العلمية" الحديثة التي يقوم بها الإنسان بالتحقق من النتائج التي يدرس طبيعتها و ميكانيزماتها و مكوناتها التي تبين له عن طريق الملاحظة و المشاهدة و التجربة التي يتوصل إليها العالم أو الباحث تنتفي في عملية الخلق الأولى، و تثبت في عملية التكاثر و التوالد و التناسل، التي تشكل الأثر المترتب على عملية الخلق الأولى. فالسؤال الجوهري الذي طرح بصيغ متعددة في القديم: من أنا و من أين أتيت و إلى أين المصير و من صنع كل هذا و كيف؟؟؟؟؟ و العديد من الأسئلة المشابهة يتمحور حول سؤال واحد: من هو الفاعل الأصلي في عملية الخلق الأولى؟ و من هنا كان الإيمان بالغيب ركن من أركان الحقيقة العلمية من جهة و الحقيقة الدينية من جهة أخرى. على اعتبار أن الحقيقة هي كل لا يتجزأ إلا في أذهاننا لكي يتيسر لنا معرفة هذا بشكل يقيني و ذاك بشكل ظني و الآخر لا زال في علم الغيب أو في عالم المجهول ،و هكذا...

و المثال الذي يجسد كلية الحقيقة هي تكامل عالم الحياة الدنيا و عالم الحياة الآخرة عند الحق جل و علا...لأن الحياة الدنيا هي الكفة الأولى في المعادلة، و الموت، أي الانتقال الذي يشكل قمة العجز الإنساني أمام رغبة البقاء و الخلود، والذي هو الانتقال من الشك أو الظن بالنسبة للبعض إلى اليقين الذي تؤكده حالة الشهادة والملاحظة الواقعية في عالم مغاير لهذا ، وهو عالم الحياة الآخرة، الكفة الثانية في معادلة الوجود. فكلا الكفتين يشكلان طرفي معادلة الوجود؟

و على هذا الأساس يكون التفكير هو المقود الذي يسوق العقل للاستقرار على مبادئ و تصورات و انفعالات تشكل إلى حد بعيد: مواقف من العديد من القضايا التي تعترض حياته وتشكل طرقة حياته و طريقة تفكيره و أسلوب تعامله مع الذات و المحيط الخارجي و مع الحياة بصفة عامة. و من هنا كان البحث عند الإنسان على ما يجب الاعتماد عليه و اعتباره السند الأساس في تعامله مع الواقع بشكل عام. فكان دائما و أبدا إما الاعتماد على الأعلى ، و قد اختلف هذا "الأعلى" و قد أخذ صبغة "المقدس" حتى يتمتع بشكل يكون من شأنه أن يؤثر بشكل واضح و جلي على مجريات الأحداث و الأمور.

فأخذ "المقدس" صبغة السماء بنجومها و كواكبها كما أخذ صبغة الأشياء العادية الموجودة على الأرض كالشجر أو الحجر أو ما شابه ذلك من الحيوانات و النباتات. لكن "المقدس" في هذه الحالة هو تقديس للفكرة التي يحملها الإنسان عن الشيء، باعتبارها حقيقة من الصعب تغييرها. لأن الشيء في حد ذاته هو مسخر لغاية معينة قد يعلمها و لا نعلمها بكل التفاصيل و الجزئيات التي وجدت من أجلها. فالتقديس هنا هو تقديس يسقط فيه الكائن البشري دونيته على الشيء المقدس لكي يشعر بأن لديه شيء أكبر من ضعفه يستمد منه قوته و إرادته. و من هنا تأتي المفارقة بين التفكير المستقيم و التفكير الأعوج. فكيف لحجر لا يملك نفعا و لا ضرا أن يؤثر في مصير الإنسان إن لم يستعمل الإنسان هذا الحجر في البناء أو في الزخرفة أو في الانتفاضة كما هو الحال في فلسطين العزيزة.

لكن التفكير لما استعمل أدوات أخرى من العقل كان في غفلة عن جانب من جوانبها، من مثل الشك في هذه "المقدسات" و هي حقيقة أم مجرد تبريرات يلبي بها العقل احتياجاته للتفكير المستقيم، لأن فطرة الناس تبحث عن الحقيقة و ليس عن وهم الحقيقة ،تبحث عن الحق و ليس عن الباطل، اهتدى بعون ممن خلق الفطرة على الاستقامة يوم تم الخلق، إلى أن هذه المقدسات فيها نقص أو عيب و أنها لا علاقة لها بحقيقة الأشياء في جوهرها. فعرج من السماء إلى الأرض و وجد أن العقل باعتباره الأداة الأكثر رقيا في عالم الإنسان كأداة تبين له ما يساعده على تحكمه أكثر في القوى الطبيعية التي سيطرت عليه لزمن طويل و أرهقته بحكم جهله بقوانينها. فلما تبين له إلى حد ما دور العقل في السيطرة على الأشياء...قال هذا هو "المقدس" الذي يعتبر الفيصل الحقيقي بين ما هو حق و ما هو باطل. و من تم الاعتماد عليه في كل شيء إلى درجة التأليه.

و للحديث بقية إن شاء الله عز و جل...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد نويضي




عدد المساهمات : 84
نقاط : 130
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/05/2010

إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Empty
مُساهمةموضوع: رد: إشكالية التفكير بين العلم و الدين...   إشكالية التفكير بين العلم و الدين... Icon_minitimeالثلاثاء مايو 25, 2010 12:32 pm

بسم الله الرحمن الرحيم...


تتمة...


و أعتقد أن اللغة تشكل الأداة التي لا غنى عنها لقيام عملية التواصل بين الكائنات التي تشكل مجتمعات أو تعيش داخل مجموعات معينة...و يأتي على رأس هذه الكائنات/ المخلوقات الكائن البشري الذي يتميز بخصائص متعددة و من هذه الخصائص القدرة على القراءة و الكتابة حتى تتم عملية التواصل في الأزمنة بأبعادها الثلاثة...و يظل أثرها بل آثارها في المكان الذي يشغله الإنسان كمادة تشغل حيزا في هذا الوجود...
لذلك كان التساؤل الرئيسي هو مدى علاقة التفكير باللغة بل أكثر من ذلك علاقة العقل باللغة كجسر يتم من خلالها عبور المعلومات و العواطف و المشاعر و الأفكار و المبادئ من كائن لآخر و من تم من مجتمع لآخر و من حضارة لأخرى عبر حلقة تسمى عملية المعرفة و التعارف داخل دائرة النشاطات الإنسانية المتعددة الأوجه...


اللغة مرآة العقل...

للعقل عدة أدوات يستعملها للتواصل مع الآخر و مع الذات.و الحديث عن أدوات العقل و هذا موضوع آخر سيأتي الكلام عنه فيما بعد إن شاء الله جل و علا.أما ما يحتاج إلى توضيح في الوقت الراهن و في هذا الباب كون أن العقل يتم تواصله مع الآخر عن طريق اللغة. فاللغة هي الجسر الذي تعبر من خلاله الأفكار و العواطف، المعلومات و الانفعالات، القيم و التصورات، الحقائق و الأباطيل...من العالم الخارجي إلى العالم الداخلي،لتؤسس مناطق و مواقع في الأمكنة التي يسرها الخالق لها داخل الجهاز العصبي و خاصة المخ الذي يعتلي الجسد. حتى يستقر لدى الإنسان و ينمو و يتطور ما يسمى بـ"التفكير".

و من تم وصف الكثير من العلماء أن "اللغة هي مرآة العقل"...فليس هي العقل
بل هي انعكاس لما يريد العقل تبليغه إلى الآخر...و من تم فهي أداة قائمة البنيان يستخدمها العقل في نقل و تلقي ما سيأتي الحديث عنه و الذي تم له التمهيد من خلال طرح الإشكالية في بداية هذا الكلمة. و إذا ما نظرنا إلى الإنسان في حالات نشاطاته المتعددة نجد يقوم بتصرفات تبعا لتلك الحالة التي يوجد فيها...تلك التصرفات يطلق عليها اسم السلوك...على اعتبار أن لكل شيء في هذا الوجود اسم يشكل معناه و دلالته في الوجود كتعبير عن شيء أو فعل...فلو نظرنا إلى ما في الوجود قاطبة لا نجد إلا الأشياء و الأفعال و في المقابل نجد الأسماء التي تعطي وصفا أو نعتا أو خاصية أو صفة لذاك الشيء أو ذاك الفعل...و من تم نجد أن اللغة هي ذاك الفضاء الذي تنتظم فيه الحروف في شكل كلمات و جمل ذات معنى و مغزى و دلالة و غاية للتعريف بأشياء أو أفعال تنتظم فيه دورات الحياة المتعددة و المتنوعة...

و من هنا كان فعل التفكير تعبير عن نشاط ذهني يقوم به العقل لتحقيق أشياء في الواقع أو القيام بأفعال داخل نطاق معين...و هنا تأتي الاستقامة أو الاعوجاج كحالات يتصرف الإنسان داخل حلقاتهما على ضوء المفاهيم التي تشكل خلفيته العقلية التي استقرت في أعماقه...فالتفكير المستقيم و التفكير الأعوج من حيث البناء يقومان على خلفية أخذت من البناء العام للمجتمع و للبيئة التي تشربا منها الإنسان سلوكه و شكلت معتقداته و قيمه و معاييره و تصوراته بصفة عامة...


[size=25]الواقع أن السلوك البشري متشابه إلى حد كبير في العديد من الممارسات اليومية التي يقوم بها الكائن الحي. فالظاهر أن العادات التي تشكل معظم ردود فعل الإنسان قد تختلف و قد لا تختلف من حيث السلوك الظاهري الذي يمكن وصفه بالآلي مع اختلاف أكيد تبعا للمفاهيم التي تشكل البنية الخفية في ما وراء الوعي و ما يحمل من معتقدات و مبادئ و ثقافة تعتبر الجهاز الأساس الذي يقوم عليه بناء السلوك الظاهري.




و يمكن اعتبار اللغة المدخل المادي الملموس لكل ثقافة على حدة.تختلف باختلاف المرجعية التي تستند إليها في تشكيل فضاء التصورات و المثالات التي من خلالها يتم التواصل بين مجموعة من البشر في ظل ظروف تاريخية اجتماعية و اقتصادية معينة. هذا المدخل المادي الملموس الذي تشكل وحدة بناءه الكلمة بما تحمله من دلالات في تشابك دلالتها لخلق وحدة الصورة المعبرة عن مفهوم معين يجد قاعدته في الواقع الاجتماعي في ظل نسيج العلاقات الاجتماعية المتطورة و المعقدة و غير الساكنة إلا في حدود اللغة.



فالمفهوم أساسا المرتبط بوحدة الكلمة في علاقتها بباقي النسق اللغوي يشكل استقرارا و تداولا بين باقي المفاهيم و يجعل من السلوك الظاهري مظهره و تمثله في الواقع الاجتماعي. فالعلاقة بين المفهوم من جهة و الكلمة من جهة يشكلان جسر التواصل بين ثقافة معينة و مجتمع معين. لذلك تشكل اللغة أداة التواصل الحقيقية بين مكونات الثقافة و مكونات المجتمع.



لكن السؤال الذي يعتبر مدخلا حقيقيا لإشكالية التفكير سواء المستقيم أو المعوج هو علاقة اللغة كأداة للتواصل مع العقل الذي يختزن الثقافة ،إحدى بل أهم السمات الأساسية لوجود مجتمع بشري قائم الذات ،يمارس نشاطاته المتعددة و المتنوعة و المختلفة بين جميع مكونات المجتمع...؟



من هذا المنطلق يمكن اعتبار وجود نوع من الخلل في عملية التفكير، على أساس وجود تفكير مستقيم يقابله آخر معوج. فهذه المعضلة هل يمكن اعتبارها طبيعية أي لا دخل للإرادة البشرية في وجودها أم أنها نتيجة تفاعل مجموعة من العناصر التي أنتجت ظاهرة الاستقامة كما أنتجت ظاهرة الاعوجاج أو الانحراف...؟ و ما هو تأثير اللغة في تقويم أو تكريس هذه الظاهرة و إعادة إنتاجها بشكل من الأشكال...؟



هل الإنسان في تفكيره يفكر من خلال اللغة التي اختزنها أو من خلال مؤثرات داخلية –نفسية و خارجية –اجتماعية تجد في اللغة الأداة للتعبير عن عملية التفكير في هذا الاتجاه أو ذاك...؟



هل التفكير المستقيم و التفكير المعوج يأخذ شكل خطان سكة القطار أم يتدخلان في بعض المواقف أو يتقطعان في أخرى...؟



هل يمكن اعتبار اللغة في حد ذاتها مؤشر على عوامل التخلف و التحضر من حيث العلاقة بين الاستقامة كما يفهما الغرب و كما يحددها كتاب الله جل و علا و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام و كذلك العلاقة بين التفكير المعوج أو المنحرف في المفاهيم الغربية و المفاهيم الإسلامية...؟

أسئلة و غيرها سيتم إن شاء الله جل و علا تبسيطها و تشريحها بأمثلة من الواقع سواء التاريخي أو الواقع المعاصر...



[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إشكالية التفكير بين العلم و الدين...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إشكالية المرأة في الثقافة
»  الدين النصيحة
» العبادة و الأمانة من أسس الدين
» رحبوا معي بالزميل قميتي بدر الدين
»  من هي المرأة ذات الدين ؟ واين هى الان ؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إتحاد الكُتاب والمثقفين العرب :: الفئة الأولى :: منتدى الأديب والناقد الكبير/ سعيد نويضي-
انتقل الى: