حيث كانت تسكن بجوارنا اسرة السيد احمد المتكونة من الابوين و طفليهما يوسف و سارة،كانت تجمعنا علاقة حميمية ،لازيد من عقد ونصف عقد من الزمن،ونعم المعاشرة في اواخر الستينيات من القرن التاسع عشر،كنا نتقاسم هموم و مسرات الحياة الطبيعية، وكنا نتبادل بعض الهدايا المتواضعة،وفجئتا و نظرا للظروف المادية القاهرة التي اعترضت سبيل اسرة السيد احمد ،قرر صديقنا الرحيل بعيدا دون اتجاه معين ،بحثا عن مصدر رزق ليعيل به ابنائه الصغار،وبينما زوجتي تودع صديقتها خديجة زوجة السيد احمد وهي تبكي عن الفراق ،سقط منديلها الاخضر الناصع ( الدي له خصوصيات لانه من صنع يدي زوجتى ) من على رأس زوجتي، فوق الارض ،فاخدته سارة الصغيرة التي لم تتجاوز من العمر بعد اربع سنوات،فنطقت سارة الجميلة بكل يرائة خالتي اعطيني اياه،فلم تتردد زوجتي في طلب سارة ،فعنقتها بشدة ،فدهبت الاسرة المحترمة الطيبة الى حالها الجديد .وقتها لم يكن الهواتف النقالة ولم تعطينا عائلة السيد احمد عنوان رسميا نتواصل به و نتبادل به التحيات ، وبعد مرور اكثر من عقد من الزمن ،وبعد ان تقاعدت عن العمل الوظيفي حيث قررت انا واسرتي الرجوع الى بلدي و مسقط رأسي ،وفي يوم من ايام فصل الصيف الجاف ،وحيث كنا جالسين انا و زوجتي على كرسي باحدى الحدائق العمومية ،لفت انتباه زوجتي منديلا ناصعا اخضر اللون على رأس شابة تمر من امامنا ،وقبل ان تتم زوجتي كلامها عن قصة المنديل ،غمرتها فكرة ،لمادا لا تكون صاحبة المنديل من نصيب ابننا البكر،وهي تبدو انيقة و متخلقة، فادا بصيقة لها تناديها سارة سارة انتظريني من فضلك،في حينه لم تتردد زوجتي بالوقوف لتسأل سارة عن عائلتها ،و لحسن الحظ كان الجواب كما ارادت زوجتي ،انها سارة البريئة بنت عائلة السيد احمد.وهكدا شائت الاقدار ان تجمعنا من جديد ،وتكون الفرحة فرحتين فرحة اللقاء باعز الاصدقاء و فرحة الزواج بين ابنائنا.