المتغيرات الإقتصاديه في العالم والدور العربي المفقود - قراءه تاريخيه وتجارب شخصيه

لن اثقل عليكم بلغة الأرقام فاني اعرف انها ممله فالواقع يتكلم عن نفسه بدون ارقام
الإخوه والأخوات
في أوائل الخمسينات من القرن الماضي اذكر انه عندما نجح اخوي عدنان وحسان في الثانويه العامه سألهما والدي عن نوع الهديه التي يرغبان بها
طلب اخي عدنان آلة تصوير مشترطآ ان تكون من نوع كوداك الألمانيه رافضآ ان تكون من صناعه يابانيه، اما اخي حسان فكان طلبه ساعة زينيت سويسريه رافضآ ان تكون من صناعة يابانيه ايضآ, إنتقلت هذه العدوى لوالدتي رحمها وطلبت من والدي يومها ماكنة خياطه مشترطة ان تكون من ماركة سنجر الإنجليزيه ورفضت رفضآ قاطعآ ان تكون من صناعه يابانيه كنت في حينها تلميذآ في المدرسه الإبتدائيه ولم اكن في حينها اعرف سر هذا الإقبال على البضائع الأوربيه وإهمال البضائع اليابانيه، فالراديو يجب ان يكون من ماركة ماركوني او بوش او فيليبس وآلة التسجيل من ماركة غرونديك والغساله من ماركة هوفر وجميع هذه التجهيزات كانت اوربية المصدر والثلاجه من ماركة جبسون او وستنكهاوس والسياره من ماركه فورد وما شابهها وهي امريكية المصدر ولم يكن هناك من يوصي بالبضاعه اليابانيه على الإطلاق، وعندما وصلت لمرحلة الدراسه الإعداديه إنتقلت هذه العدوى لي فكنت اصر على والدي ان تكون بدلة العيد من قماش إنجليزي من ماركة هيلد الشهيره.
الإخوه والأخوات
اليابانيون لم ييأسوا ومع مرور السنين عززوا تواجدهم فى العالم كله فدخل اليابانيون بيوتنا ومطابخنا ومكاتبنا ومستشفاياتنا وملأت سياراتهم شوارعنا وارسلوا خبرائهم لكل بقعة من بقاع العالم ليدرسوا إحتياجات شعبها ثم يصنعوا لهم تجهيزات تناسبهم، فصنعوا لنا اله لتحضير الكبه وآله للف ورق العنب وآله لتحضير الفلافل وكلها اكلاتنا الوطنيه, ودخلت الحياة العمليه وذادت خبرتي بالتجهيزات الميكانيكيه بحكم إختصاصي وتعرفت على المواصفات الفنيه لكثير من التجهيزات اليابانيه
وقد اوصيت فنيآ بشراء 100 مصعد كهربائي لمشروع كبير في المملكه العربيه السعوديه من شركة ميتسوبيشي اليابانيه بعد ان قمت بدراسه فنيه دقيقه لعروض مختلفه من اوروبا وامريكا وحضرت تجارب حيه على نموذج من هذه المصاعد في المصنع في مدينة ناغويا في اليابان وزاد اعجابى بهم.في غمرة هذا التقدم الياباني كان العالم يتحرك ويثبت وجوده الا نحن فحكامنا لاهون بتطوير انظمة مخابراتهم على شعوبهم ، وتطويرهم لأفضل الطرق لتحضير ابنائهم اولياء عهدهم حتى غدت دولنا ممالك عربيه بامتياز
لم يتوقف العالم من حولنا فكل دول العالم كبيرها وصغيرها تعلمت دروسآ من التجربه اليابانيه الا نحن، فهذه الهند وصلت القمر وهذه الصين غزت اسواق العالم بانتاجها حتى عالم الأزياء ايها الإخوه والأخوات نافست به روما وباريس ومحلات لورد آند تايلور الشهيره في نيويوك تضم نخبة من ارقي الأزياء الصينيه اما النمور الأسيويه فما زالت اكبر منافسه للدول الصناعيه،وروسيا بدأت تستعيد ماضيها.
وعادت بقوه الى تجهيز دول عديده بالسلاح المتطوروبدأت تستخدم سلاح الغاز بمهاره، حتى ايران اخوتي واخواتي دخلت بقوه في مجال تطوير قوتها العسكريه ذاتيآ اضافة الى تقدمها في تنكولوجيا لصناعات مدنيه مختلفه الا نحن فاموالنا ليست لنا وعلماءنا يتم تصفيتهم بأيادي عميله من ابناء جلدتنا وحكامنا مشغولون عنا ورجال سياستنا سرقوا اموالنا واسواقنا مكدسة من بضائع غيرنا وشكاتنا تصرف على متعنا وبعد ذلك نسأل انفسنا لماذا العالم مشغول عنا ولايحترمنا.
مع تحياتي