انا وبشار الأسد في بلغاريا وكلانا مواطنين سوريين 1
بشار الأسد مواطن سوري وأنا مواطن سوري ، وشاءت الأقدار ودهاليز السياسة أن يكون هو رئيساً لسورية ، وأن أكون أنا مُطارداً سياسياً لكوني مُعارض لسياسات والده وسياساته ، وناقدا للفساد المستشري في البلاد ومُدافعاً عن حقوق الإنسان السوري، وحريصاً على أن يكون بلدي دائماً الى الأفضل ، بما يُسمى بمفهوم الديمقراطية العين الساهرة ، والمرآة التي تعكس المشهد لترى العيوب للمقابل لتصحيحها ، ولكن إرادة التسلط أبت إلا أن تكتم الأفواه لأصير أنا ومئات الآلاف في المنافي ، ولتكون لكل واحد ألف قصّة وقصّة ، وقد تكلمت الكثير عمّا وقع لي ولغيري ، ولكننا اليوم نحن الإثنان في بلغاريا ، هو كرئيس سيحل ضيفا خلال أيام على بلد ديمقراطي ، وأنا كطالب اللجوء السياسي من بلد هذا الرئيس ونظامه القمعي الدكتاتوري، وكلانا مواطنين سوريين ونعمل في المجال السياسي
هو يأتي من بيته وأسرته إن لم يكونوا معه ، ومع وفد يختاره ، ويودعه كبار رجالاته وبكثير من الضجيج والأضواء الاعلامية الى سلم الطائرة ، ليحل ضيفا على مستقبليه ، ولو لساعات ، ويُفرش له السجاد الاحمر ، ولتُنقل تحركاته جميعها على الهواء ، وليُودع بمثل ماستقبل به من الحفاوة
بينما أنا أتيت بلغاريا مُتسللا عبر الحدود ، مُغامراً بحياتي ، شأني كشأن الألاف أمثالي ممن لجأوا لأوربا من عسف النظام ومُلاحقته ، ومنعه من تمكيننا من الوثائق كماذكرت ذلك ولقنوات ووسائل اعلامية أُخرى، وللبعض الآخر من المُعارضة عبر الأتاوات الكبيرة والرشاوي ، كما هو الحال في السفارة السورية في اليمن ، التي تم استبدال طاقمها القديم ، المُمثل بالمسؤول الأمني مُحسن ضرغام الذي يُصدر الأوامر الى تابعه القنصل علاء حمدان ،الذي له عندي ألف قصة وقصة من الممارسات الشنيعة والسادية، ووالتي سأرويها فيما بعد، ليقوم على حرمان المئات من الأُسر والأفراد من أبسط حقوقهم ، ومنهم بالعشرات مكتومي الجنسية ، وبدلاً من مُحاكمة هؤلاء والإستبيان من الشكاوي يتم ترفيعهم الى مناصب أعلى وبكل أسف ، لأن المواطن السوري لاقيمة له في ظل هكذا نظام
وبكل الأحوال قد تجاوزت الحدود الى بلغاريا ، وكان بصحبتي عراقي فار من عمليات إبادة المليشيات المسلحة الصدرية والقاعدية والبدرية وغيرهم ، ولندخل الأراضي البلغارية التي كانت أوضاعها في السابق أسوأ بكثير من الأوضاع في سورية ، لتدخل على إثر التغيرات التي حدثت بالإتحاد الأوربي والشنكل قريباً ، بينما النظام السوري لم يوقع على اتفاقيات التعاون المشروطة بتحسين وضع حقوق الإنسان في سورية مع أوربة خشية مُساءلته عن حجم الإنتهاكات، بينما بلغاريا قبلت بكل شروط الرقابة بما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والمعايير الدولية
وبكل الأحوال دخلنا في الأراضي البلغارية وغاباتها والمُستنقعات الحدودية ، وما يتخللها من مزروعات شوكية ومخاطر علينا أن نتجاوزها طلباً للآمان، ولساعات طوال ونحن تائهين ، حتى نفد عندنا الطعام والماء ، وكدنا أن نموت عطشاً ، هذا عدا عن الخشية من الحيوانات المُفترسة ، حتى وصلنا الى منطقة وجدنا فيها سيارة مفتوحة الشبابيك ، لندخل اليها ونبحث في داخلها عن قطرة ماء ، وقد وجدنا فيها مالا يكفي ظمأنا وعطشنا ، لنرتاح فيها من عناء المسير المُدمي ، بعد قعنا لمسافات طويلة أُخرى من أرض المُنطلق ، وبعد ساعات جاء صاحبها ليتفاجأ بنا ونحن في سيارته، وهو لايفهم علينا ولانفهم عليه مثل الأطرش بالزّفت ، ولكنني بالإشارة الخرسانية أفهمته بأننا نقصد صوفيا العاصمة إن كان يُريد أن يوصلنا اليها مقابل مبلغ من المال ، ورضي لننطلق في جنح الظلام الى مقصدنا مبنى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ، وندخل الكامب والمعاملة كانت حسنة ، مع الإشراف الطبي وما يلزم في أبسط الأمور ، من المسكن الجماعي وبعض المتطلبات ، وأهمها الإحترام وتقدير قيمة الإنسان .
لأُشير هنا الى الفرق بين وجودي ووجود بشار الأسد في بلغاريا ، مع أنّ كلانا مواطنين سوريين ونعمل بمهنة واحدة وهي السياسة ، فهل ستُفتح تحقيقات عن سبب تلك المآسي ، لمئات الآلاف من الحالات أمثال ماذكرت ، وتسقط حكومات ، ويتم مُعالجة كل القضايا والأمور واهمها المُلحة فيما يتعلق بالشأن الإنساني ، كما طالبنا في السابق واللاحق لسرعة مُعالجة الملفات الإنسانية الضخمة أولاً ، ام سيُكافئ أصحابها بالترفيعات للزيادة في الإساءات ؟؟؟؟!!!! وللحديث بقية...
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار