بهده المناسبة العظيمة ،اريد ان اتكلم عن مسببات الارهاق النفسي و الفكري و البدني في المجتمع العربي ،و علاقته بتدني سلوكيات و اخلاقيات جزئ كبير من بين افراد هدا المجتمع ،ربما قد يكون الخوف عن مستقبل ابنائنا و مشاريعنا الاقتصادية و السياسية سببا رئيسيا لما وصلت اليه الشخصية العربية من ارهاق متعب ،وهدا ان دل على الشيئ فانما يدل على ان درجة الايمان بالقدر و القضاء عند الشخصية العربية عرفت تدهورا ملحوظا ،و ربما طبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربط الاسرة العربية بحكومتها ،من حيث ما يمكن ان توفره و تضمنه هده الاخيرة للاسر ،على الاقل كما تفعل الحكومات الغربية مع ابناءها ،و بخصوص مجانية التعليم و التكوين و التطبيب و نقود الجيب و خلق وتوازن فرص الشغل ،قد يكون كدلك سببا رئيسيا في جعل الاسرة العربية تتوكل على نفسها فقط ،و الحقيقة ان اعتماد الاسرة على جهودها الفردية حتى وان استطاعت ان تضمن نسبيا مستقبل ابنائها فهي لن و لم تكون قادرة على ضمان مستقبل بعض افراد عائلاتها الفقيرة و المستضعفة ،خصوصا ادا تبين ان الحكومات العربية تواطئت مع القطاع الخاص ،وسيكون دلك بالطبع على حساب القطاع العمومي، و بالاحرى في المجالات الجد الحساسة كالتعليم و الصحة و العدل ، بالموازنة مع الدخل الفردي في معدله العام و ليس النخبوي، بحيث ادا قارنا الدخل الفردي عند جل الاسر العربية مع تعدد افرادها ،مع المتطلبات اليومية بما فيها السكن و التغدية و اللباس والتعليم و التطبيب في القطاع الخاص ،قد يكون فعلا سببا كافيا لخروج الزوجة الى الشارع تبحث عن مداخيل تعين بها اسرتها وقد نجد الرجل يبحث عن شغل اظافي ،ومع دلك تبقى فرص الشغل ضعيفة امام ابنائهم ،و هدا بالطبع ما ارهق الاسرة العربية خصوصا تلك التي تربط مستقبل ابنائها بالوظائف المتنافس عليها بشراسة ،بدل اقتناعها بالوظائف المهنية و الحرفية في القطاع الخاص ،و تشبتها بمبادئ داث اخلاق حميدة تزكي فيها روح التواضع و البساطة ،واقتناعها بالاختلاف الطبيعي في القدرات الفكرية عند ابنائها و مستقبلهم كما اراده الرب .مهما الضروف الصعبة و مهما تواطئ الحكومات مع الخوصصة بشكل مادي لا تراعي في الجوانب الاجتماعية و الانسانية كما تفعله جل الحكومات الغربية لانسانها .